هدنة أوكرانيا.. بوتين «يفتح النار» و«إنذار» يستفز زيلينسكي

فلاديمير بوتين يفتح نار الاتهامات بوجه أوكرانيا، فيما يندد فولوديمير زيلينسكي بشروط السلام الروسية معتبرا أنها "إنذار" غير مقبول.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الروسي، اليوم الأربعاء، سيطرته على بلدة جديدة في منطقة سومي المحاذية للحدود في شمال شرق أوكرانيا حيث يؤكد تقدمه منذ نحو عشرة أيام.
- مفاوضات أوكرانيا.. روسيا لا تتوقع اختراقا سياسيا بعد «هجوم الجسور»
- بوتين وزيلينسكي وبينهما ترامب.. «نشاز الصواريخ» يربك المفاوضات
بوتين يتهم
واتهم الرئيس الروسي، أوكرانيا الأربعاء بالسعي إلى وقف لإطلاق النار من أجل إعادة تسليح جيشها وتجميع قواته والتحضير لهجمات تخريبية ضد موسكو.
وقال بوتين في كلمة أثناء اجتماع متلفز "لماذا نكافئهم بمنحهم استراحة من القتال؟، سيتم استغلالها من أجل تزويد النظام (الأوكراني) بأسلحة غربية، ومواصلة التعبئة القسرية والتحضير لأفعال إرهابية مختلفة".
وأعلن بوتين أن "أوكرانيا تقف خلف تفجيرات السكك الحديد الإرهابية لتقويض محادثات السلام".
وباليوم نفسه، أعلنت روسيا أن أوكرانيا رفضت عرضا بوقف جزئي لإطلاق النار ليومين أو ثلاثة للسماح للطرفين بانتشال جثث القتلى من ساحة المعركة.
وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف للرئيس فلاديمير بوتين خلال إحاطة تلفزيونية حول نتائج محادثات السلام التي عقدت الاثنين في إسطنبول "أعتقد أن هذا خطأ فادح من جانب النظام في كييف".
زيلينسكي و«الإنذار»
بالضفة المقابلة، ندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، بشروط السلام التي طرحتها روسيا خلال محادثات إسطنبول الاثنين.
واعتبر أنها "إنذار" غير مقبول لأوكرانيا بعد أن طالبت موسكو بسحب أوكرانيا قواتها من أربع مناطق أعلنت ضمها.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي "إنه إنذار يوجهه لنا الجانب الروسي. لذا، أعتقد أنهم لم يرسلوه (قبل المحادثات) لأنهم يدركون أنه لو انكشف الأمر، لكان لأوكرانيا كل الحق في عدم حضور هذا الاجتماع" في إسطنبول.
كما اعتبر أنه "لا جدوى" من مواصلة محادثات إسطنبول بتشكيلة الوفدين الحالية، داعيا لإجراء محادثات مع فلاديمير بوتين.
وقال عن ذلك: "نحن مستعدون للتبادل، ولكن مواصلة الاجتماعات الدبلوماسية في إسطنبول على مستوى لا يمكنه توفير حلول، هو باعتقادي أمر لا جدوى منه".
وبالمؤتمر نفسه، أكد زيلينسكي استعداده لعقد قمة مع نظرائه الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، والتركي رجب طيب أردوغان، لدفع محادثات السلام مع موسكو قدما.
وقال: "نحن مستعدون لمثل هذا الاجتماع في أي يوم"، مضيفا أنه سيعرض على الروس وقف إطلاق النار "قبل لقاء القادة".
إلا أن الكرملين أكد أن عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي مشروط بالتوصل إلى اتفاق.
وفي تصريحات إعلامية أدلى بها بالعاصمة كييف، أعلن زيلينسكي الأربعاء أن بلاده وروسيا مستعدتان لتبادل 500 أسير حرب من كل جانب في نهاية هذا الأسبوع، وذلك بعد أيام قليلة من جولة محادثات مع موسكو في إسطنبول.
وقال: "أشار الجانب الروسي إلى أنه سيتمكن من نقل 500 شخص في نهاية هذا الأسبوع، السبت والأحد"، لافتا إلى أن أوكرانيا مستعدة للقيام بالمثل.
تقدم روسي
باليوم ذاته، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قرية كيندراتيفكا الواقعة على بُعد حوالي ثلاثة كيلومترات جنوب الحدود الروسية، قد "حُرّرت".
وتؤكد موسكو أنها تعمل على إنشاء "منطقة عازلة" في سومي لمنع التوغلات الأوكرانية وخصوصا في منطقة كورسك الروسية المجاورة.
وتخشى كييف شن القوات الروسية هجوما كبيرا.
والأسبوع الماضي، حذّر زيلينسكي من أن موسكو تحشد أكثر من 50 ألف جندي قرب المنطقة استعدادا لهجوم محتمل.
وبالأسابيع الأخيرة، كثّف الجيش الروسي الضغط على منطقة سومي، في مواجهة الجيش الأوكراني وهو أقل تجهيزا ويواجه وضعا صعبا على الجبهة.
وعلى بُعد مئات الكيلومترات، في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا حيث يتواصل القتال، أعلن الجيش الروسي الأربعاء سيطرته على قرية ريدكودوب.
وتسارعت وتيرة تقدّم القوات الروسية في أوكرانيا في الربيع بعدما تباطأت في الخريف، وفقا لتحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات أصدرها المعهد الأمريكي لدراسات الحرب.
وسيطر الجيش الروسي على 507 كيلومترات مربعة في مايو/ أيار الماضي، بعدما كان قد استحوذ على 379 كيلومترا مربعا في أبريل/ نيسان السابق له، و240 كيلومترا مربعا في مارس/ آذار المنقضي.
من جهة أخرى، أكد الكرملين الأربعاء أن الهجوم الذي شنته أوكرانيا أمس على جسر القرم الرابط شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو بالأراضي الروسية، لم يُسبب أي أضرار، واكتفى بالإشارة إليه على أنه "انفجار".
وتعتبر السلطات الروسية الجسر الذي افتُتح عام 2018 بطول 19 كيلومترا، أحد رموز ضمّها شبه جزيرة القرم عام 2014.
ويتيح الجسر إرسال قوات ومعدات عسكرية إلى شبه الجزيرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز