"تمويه استراتيجي".. نقص الذخيرة يقشع سراب "ربيع" أوكرانيا
"معركة الربيع" التي يعول عليها الغرب لحسم حرب أوكرانيا أو على الأقل لقلب موازين القوى على الأرض قد تتبخر في ظل "نقص الذخيرة".
إعلان أوكراني يأتي في توقيت قاتل بالنسبة لحرب تجاوزت عامها الأول وتمنح روسيا -رغم بعض النكسات- تقدما ميدانيا يستشرف حسما لصالحها أو مفاوضات وفق شروطها.
وفي مقابلة مع صحيفة "يوميوري شيمبون" اليابانية اليومية، نشرت اليوم السبت، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع العسكري في شرق أوكرانيا بأنه "غير جيد"، مرجعا السبب في ذلك إلى "نقص الذخيرة".
وعن بدء الهجوم المضاد المحتمل، قال زيلينسكي: "لا يمكننا البدء بعد"، مشيرا إلى أنه بدون دبابات ومدفعية لا يمكن إرسال "جنود شجعان" إلى الجبهة.
وبحسب الصحيفة، أشار زيلينسكي إلى النقص الخطير في الأسلحة وقال: "ننتظر وصول ذخيرة من شركائنا"، لافتا إلى أن الجيش الروسي يطلق كل يوم ذخيرة تتجاوز ثلاثة أمثال ما تطلقه القوات المسلحة الأوكرانية.
والمقابلة أجرتها الصحيفة قبل يومين داخل القطار في أثناء رحلة عودة زيلينسكي إلى العاصمة كييف قادما من زيارة لمنطقة خيرسون الجنوبية القريبة من الجبهة.
وبغض النظر عن توقيتها، يعتقد مراقبون أن زيلينسكي يسعى لابتزاز الغرب من جهة، لتسريع شحنات الأسلحة نحو كييف، والتمويه من جهة أخرى للاحتفاظ بعنصر المفاجأة، بعد أن باتت معركة الربيع خبرا مستهلكا ومنتظرا.
لكن توقيت الإعلان يبدو قاتلا بالنسبة لرئيس دولة أعلنت حربا مضادة وحددت موعدا لذلك، لكنها تبدو عاجزة عن تحقيق أي تقدم ملموس على الجبهات، وسط ارتباك كشفته إعلانات متضاربة لوزارة الدفاع والجيش قبل يومين حول انسحاب روسي من جوار خيرسون.
استقرار!
لا يزال المدافعون الأوكرانيون يواجهون موقفا صعبا في مدينة باخموت المتصارع عليها في منطقة دونيتسك.
كما لا تزال باخموت أكثر المدن المتصارع عليها في الجبهة، غير أن وضع الجيش الأوكراني "استقر" وفقا لتصريحات القائد العام للقوات الأوكرانية فاليري زالوجني.
وفي تصريحات سابقة، أعلن قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيريسكي عن قرب شن هجوم مضاد، وقال عبر قناته بتطبيق تليغرام: "سنستغل هذه الفرصة قريبا جدا كما فعلنا في كييف وخاركيف وبالاكايا وكوبيانسك"، مشيدا بشجاعة وصمود جنوده.
وتشهد هذه المدينة التي كان عدد سكانها نحو 70 ألف نسمة قبل الحرب، أكثر المعارك شراسة وفتكا منذ اندلاع النزاع، ما حولها إلى مدينة أشباح مقفرة.
وفي وقت متأخر من مساء الجمعة، قال قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني إن الوضع "الأصعب" على خط التماس يتركز "حول باخموت".
وكتب زالوجني يقول في تدوينة عبر فيسبوك، مستعرضا تفاصيل اتصال هاتفي مع رئيس أركان الجيش البريطاني الأميرال سير توني راداكين: "بفضل الجهود الرائعة لقوات الدفاع، تمكنا من تحقيق الاستقرار في الوضع".
في المقابل، تعلن القوات الروسية سيطرتها على مناطق حول المدينة التي تكتسي أهمية استراتيجية من وجهة نظر عسكرية.