تشيرنوبل.. الاسم الحائر بين أوكرانيا وروسيا
يبدو أن اسم "تشيرنوبل" سيظل مرتبطا في أذهان العالم بالأزمات، إذ سيطرت القوات الروسية على محطة الطاقة النووية بعد قتال عنيف.
وبعد ٣٥ عاما من كارثة الانفجار النووي، عاد اسم "تشيرنوبل" لصدارة التغطيات الصحفية وأذهان الناس مع قتال عنيف حوله، حبس الأنفاس.
ومساء اليوم الخميس، أعلنت الحكومة الأوكرانية، في بيان رسمي، سيطرة القوات الروسية على محطة تشيرنوبل، بعد قتال عنيف مع الجيش الأوكراني.
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من كشف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن هجوم للقوات الروسية، على محطة تشيرنوبل، ومحاولتها السيطرة عليها.
وقال زيلينسكي عبر "تويتر"، "قوات الاحتلال الروسية تحاول السيطرة على محطة تشرنوبل.. المدافعون عنّا يضحون بحياتهم كي لا تتكرر مأساة 1986".
وقبيل ذلك، أعلن مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية أنتون غيراشتشينكو أن ثمة معارك دائرة قرب مستودع لتخزين النفايات النووية لمحطة تشرنوبل، حيث دخلت القوات الروسية إلى المنطقة، من أراضي بيلاروسيا.
وكتب المستشار على حسابه في تطبيق تلغرام "دخلت قوات المحتلين منطقة محطة توليد الكهرباء في تشيرنوبل من بيلاروسيا، وأفراد الحرس الوطني الذين يحمون المستودع يبدون مقاومة شرسة".
القتال في محيط تشيرنوبل، أعاد للأذهان كارثة ١٩٨٦، وحبس الأنفاس لعدة ساعات، مساء اليوم، خوفا من خروج الأمور عن السيطرة،
ماذا حدث في ١٩٨٦؟
في ٢٦ أبريل/نيسان ١٩٨٦، انفجر المفاعل رقم 4 في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، مما أدى وقوع كارثة. ومنذ ذلك التاريخ، ظل الخبراء ينظرون إلى تشيرنوبل على أنها مدينة الأزمات.
الدول الغربية رأت أن العمل المنفذ من قبل الحكومة الأوكرانية، غير مرض، إلا أن كييف قامت بتشغيل تشيرنوبل لبعض الوقت بعد عام ١٩٩٦، لأن قدرة توليد الكهرباء في البلاد لم تكن كافية للاستغناء عن المحطة.
وفي عام 1991، اندلع حريق طال المفاعل 2 وأدى إلى إيقاف تشغيله، فيما جرى إيقاف تشغيل المفاعل الثالث في عام 2000 لإغلاق المحطة بالكامل،
محاولات التأمين
وقبل سنوات، وضعت الحكومة الأوكرانية خطة، لجعل المحطة النووية الشهيرة أكثر آمنًا، بتكلفة 2.1 مليار يورو، وبتمويل من مساهمات من أكثر من 40 دولة ومنظمة.
وفي ١٩٩٧، أنشأ البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) صندوق تشيرنوبل، لدعم أوكرانيا في تطوير غطاء مؤقت فوق المفاعل رقم 4 المدمر من كارثة ١٩٩٤، لجعله آمنًا ومستقرًا.
وفي عام ٢٠١٧، انتهت السلطات الأوكرانية بمساعدة شركات فرنسية من تثبيت هيكل كبير متحرك على شكل قوس أرضي يمتد على مساحة 257 مترًا يبلغ طوله 162 مترًا وارتفاعه 108 مترًا، ومدعوم بعوارض خرسانية طولية فوق المفاعل المدمر.
ويملك الهيكل الجديد نظام تهوية متطور قادر على التخلص من مخاطر التآكل ويمكن أن يتحمل الإعصار، ما ساهم في تحول الموقع إلى حالة آمنة بيئيًا