سلوفيانسك وكراماتورسك الأوكرانيتين.. الهروب نحو "الأسوأ"
لا شيء يبدو أصعب من الهروب نحو الأسوأ في سلوفيانسك وكراماتورسك؛ المدينتين اللتين قد تصبحان قريبا محور المعارك شرقي أوكرانيا.
يقول فاديم لياك، رئيس بلدية سلوفيانسك التي قد تصبح قريبا محور المعارك مع تقدم القوات الروسية من الشمال، إن "المدينة مستعدة للدفاع عن نفسها".
وأمام مكتبه، في هذه البلدة الصغيرة المحاطة بالأشجار في منطقة دونيتسك، كان الناس يملأون الزجاجات بالماء من برميل كبير.
وقال لياك الذي ارتدى قميصا باللون الكاكي لـ"وكالة فرانس برس"، إن "الوضع معقد لأن الجبهة اقتربت في الأسابيع الماضية إلى مسافة 15-20 كلم".
وأضاف أنه يأمل في "وصول الأسلحة الجديدة التي يحتاجها جيشنا قريبا".
وأثرت المعارك على سكان سلوفيانسك. وقال يوري (66 عاما) وهو يملأ زجاجة "لا توجد مياه جارية ولا غاز لكن على الأقل لدينا كهرباء"، فيما اختار الكثير منهم الهروب بحثا عن ملجأ آمن خارج المدينة.
وأوضح رئيس البلدية أنه بسبب القتال العنيف في المناطق التي توجد فيها محطات الضخ، لم يعد السكان قادرين على الحصول على الماء سوى من "مصادر طبيعية وشاحنات الصهريج".
وأضاف أنه رغم أن إمدادات الكهرباء "غير مستقرة"، فتحت ثلث المتاجر أبوابها والمساعدات تصل.
وأمس الإثنين، سمع دوي المدفعية من مكان بعيد من الساحة الرئيسية، فيما ظل رئيس البلدية على اتصال بالجيش كل يوم، لكنه قال إنه لا يتدخل في الشؤون العسكرية.
وتابع: "إنهم يعرفون أكثر من أي شخص ما هو ضروري للعمليات العسكرية"، مشيرا إلى أنه لم يتحدث إلى المسؤولين في المدن التي مزقتها الحرب في الشرق، مثل سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك.
واعتبر أن "كل شيء سيعتمد على الوضع على الجبهة".
وتشمل الاستعدادات إقامة أماكن عمل "في الملاجئ والطوابق السفلية بالمستشفيات لتقديم الرعاية الطارئة حتى في ظل القصف".
وقبل الحرب، كان عدد سكان سلوفيانسك يبلغ حوالى 100 ألف نسمة، لكن الآن لم يبق منهم سوى الربع وهو ما يقول لياك إنه لا يزال "كثيرا".
ويضيف "نشدد أكثر على الإجلاء، للأسف لا يستمع الناس دائما".
"ننتظر معجزة"
في كراماتورسك، وهي مدينة أخرى قد تهاجمها القوات الروسية، لوحظت حركة أكبر مع مجموعات من الجنود في المتاجر الكبيرة والمقاهي.
وقال رئيس البلدية أولكسندر غونشارنكو، لوكالة "فرانس برس": "في الوقت الحالي، الوضع هادئ نسبيا"، مضيفا "في المساء أو في الليل، يمكن سماع بعض الانفجارات على بعد حوالى 40 إلى 45 كلم. الروس يقتربون لكن جيشنا يحاول الاحتفاظ بالمواقع الآن".
وفي الأشهر الأخيرة، ساعدت السلطات والجيش على تقوية الدفاعات وكراماتورسك جاهزة "إلى حد ما"، وفق المسؤول المحلي.
وتقول فالنتينا (57 عاما) التي تبيع الخبز والجبن القوقازي في السوق بالمدينة: "نحن جميعا ننتظر حدوث معجزة ونأمل في السلام وأن تنتهي هذه الحرب بين الإخوة قريبا".
من جهتها، تقول سفيتلانا (48 عاما) في السوق "حتى الآن، كل شيء على ما يرام هنا لكن الأمر صعب جدا من الناحية النفسية عندما ترى على شاشات التلفزيون ما يحصل في مدن أخرى".
ولا تزال الكهرباء والماء مؤمنة في المدينة رغم حدوث انقطاع بين الحين والآخر.
وقال غونشارنكو "الشيء الوحيد الذي لا نجده في منطقة دونيتسك هو الغاز بسبب تضرر الأنابيب القادمة من مناطق خاركيف ولوغانسك" اللتين تشهدان حربا.
وأوضح أن حوالي 30% من السكان أو حوالى 60 ألف شخص ما زالوا يعيشون في المدينة، وتظهر سجلات الهاتف أن 10 آلاف ممن غادروا قد عادوا مؤخرا.
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg جزيرة ام اند امز