حرب أوكرانيا في الأمم المتحدة.. تحذيرات ومخاوف وأمل في السلام
وسط انقسامات يعيشها العالم على وقع الأزمات التي تعصف بالعديد من الدول، ومحاولات النجاة من تداعيات الكوارث التي يواجهها.
إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية سيطرت بشكل كبير على كلمات العديد من قادة دول العالم، في اليوم الأول لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 77.
كلمات العديد من قادة العالم وحدتها مخاطر استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والمخاوف من تداعياتها التي لن تقف عند الدول المتصارعة فقط، بل ستمتد إلى كل أرجاء العالم لتزيد همومه وأوجاعه، وتضعه على فوهة بركان.
لم تقتصر خطابات القادة والزعماء في اليوم الأول لهذا الاجتماع السنوي الذي يُعقد للمرة الأولى حضوريًا بعدما كان يُجرى عبر الإنترنت في العامين الماضيين بسبب أزمة وباء كوفيد-19، على التحذير فقط من استمرار الحرب، بل شمل أيضا كشف لأهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من وراء هذه الحرب، وتقديم نصائح له لوقف الحرب قبل فوات الأوان.
رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي كشف النقاب خلال كلمته عن أن أوروبا فرضت عقوبات غير مسبوقة على روسيا لإضعاف قوتها العسكرية، وإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وحذر من أن عدوان روسيا على أوكرانيا وتداعياته الغذائية والاقتصادية يعرض النظام العالمي لخطرٍ بالغ، خاصة أن الحرب الروسية على أوكرانيا تنتهك مبادئ الأمن والسلام الدوليين، مشيرا إلى أن نتيجة الحرب لا يمكن التنبؤ بها لكن كييف حققت مكاسب مهمة مؤخرًا.
المستشار الألماني أولاف شولتز شدد على أن الحرب الروسية ليست مبررة، وهدفها السيطرة بشكل كامل على أوكرانيا.
وقال المستشار الألماني خلال كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 77: يجب على الرئيس الروسي التخلي عن طموحاته في تدمير أوكرانيا، فنحن لن نقبل أي استفتاءات لضم أراضٍ أوكرانية، وعليه أن يدرك أنه لا يستطيع الانتصار في الحرب.
وتابع:" أننا لن نقبل أي سلام تمليه روسيا، ولهذا يجب أن تكون أوكرانيا قادرة على صد هجوم روسيا"، مشيرا إلى أن برلين ستستضيف مؤتمر إعادة الإعمار في أوكرانيا في 25 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وحذر من أن روسيا تحاول عرقلة السفن التي تصدر الحبوب الأوكرانية وهو ما يعرض الاستقرار العالمي للخطر.
زعزعة الاستقرار
ومن جانبه، أدان رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، العملية الروسية في أوكرانيا، ووصفها بأنها "تزعزع استقرار النظام الدولي".
وقال كيشيدا: "إن العملية الروسية بأوكرانيا، سلوك ينتهك فلسفة ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ولا ينبغي التسامح معها"، منددا بتهديد روسيا باستخدام الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن التهديد يعرض السلم العالمي للخطر.
الرئيس البولندي أندريه دودا، أكد أيضا أن روسيا تخسر بالفعل الحرب في أوكرانيا، وجميع الشواهد تدل على ذلك.
وأضاف مخاطبا الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت فعاليات دورتها الـ77، الثلاثاء، إن القوات الروسية تهاجم المدنيين في المدن الأوكرانية، وموسكو باتت الآن تهدد أمن أوروبا.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد وصف العملية الروسية بأوكرانيا بأنها "عودة إلى الإمبريالية والاستعمار".
وقال إن أولئك الذين ظلوا صامتين أو متواطئين سرا ينخرطون في عملية أدت إلى تآكل النظام العالمي، مشيرا إلى أن العالم اليوم أمام خيارين اثنين فقط، الحرب أو السلام.
ولفت إلى خرق روسيا لميثاق الأمم المتحدة عندما قررت روسيا القيام بالعملية ضد أوكرانيا، مؤكدا استمرار فرنسا في تقديم الدعم الإنساني والعسكري والسياسي لشعب أوكرانيا حتى يتمكنوا من التمتع بحقهم المشروع في الدفاع والحفاظ على سيادتهم، لكن مع ذلك أكد مواصلة تحمل مسؤولية الحوار مع روسيا، لأنه فقط من خلال العمل معًا يمكن إيجاد السلام.
واستحوذت الأزمة الروسية الأوكرانية على الغالبية العظمى من كلمة الرئيس الروسي، ودعا أعضاء مجلس الأمن إلى العمل حتى ترفض روسيا طريق الحرب وتقدير التكلفة لنفسها وللجميع، وإنهاء هذا العمل العدواني
من جهته، قال الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك الأردن، إن الأزمة في أوكرانيا، تسببت في تعثر سلاسل توريد الغذاء العالمية، وواجهت العديد من الدول الغنية نقصا حادا في الأطعمة الأساسية لأول مرة في التاريخ المعاصر.
وأكد ضرورة اتخاذ إجراءات مشتركة، على صعيد عالمي، لضمان سهولة الوصول إلى الغذاء بكلفة مناسبة، وتسريع وصول السلع الغذائية الأساسية للدول المحتاجة.