نار أوكرانيا تلتهم الجميع.. الحرب في الشرق والتداعيات غربا
مع بلوغ العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا عامها الأول، لم تتوقف الخسائر عند الجانب العسكري في كلا الطرفين.
فخلال العام الماضي، فقد عدد من القادة في عدة دول مناصبهم على خلفية الحرب، التي سينقسم التاريخ عند تقييمها إلى مرحلة ما قبلها وما بعدها.
بوريس جونسون
في يوليو/تموز من العام الماضي 2022 استقال بوريس جونسون من رئاسة الحكومة البريطانية بعد عدة أزمات، إلا أن أكبرها كان الأزمة الاقتصادية التي ضربت بلاده جراء الحرب الأوكرانية.
جونسون الذي تولى منصبه في 2019، كانت فترة رئاسته للحكومة البريطانية تتسم بالعداء الشديد لروسيا، وهو ما أجج التوتر بين الجانبين، حتى إنه كشف قبل أيام عن تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له بضربه بصاروخ.
ونقل جونسون عن بوتين تهديده خلال اتصال هاتفي جمعهما قبل أيام قليلة من الحرب الروسية على أوكرانيا، قائلا "لا أريد أن أؤذيك، لكن بصاروخ فإن الأمر لن يستغرق سوى دقيقةٍ واحدة".
وإلى جانب حرب أوكرانيا، فإن أسبابا أخرى عجلت بالإطاحة به من منصبه، منها إقامة حفلات حكومية خلال فترة جائحة الكورونا وفضيحة التحرش الجنسي للنائب في البرلمان كريس بينشر
ليز تراس
خلفت ليز تراس جونسون في 10 دواننغ ستريت، لكنها لم تمكث فيه سوى 45 يوما، لتستقيل بعدها، وتصبح صاحبة أقصر مدة حكم في بريطانيا.
تراس التي كانت آخر رئيسة وزراء تكلفها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية بتشكيل الحكومة،
واجهت انتقادات بعد أن أعربت عن دعمها للبريطانيين الذين قد يرغبون في الذهاب إلى أوكرانيا للقتال ضد القوات الروسية.
تراس قدمت في بداية توليها منصبها خطة اقتصادية لتجاوز الآثار السلبية لحرب أوكرانيا تشمل تخفيضات ضريبية، سرعان ما عدلتها لتلقى معارضة كبيرة بعد ذلك، وبعد أن تعرضت لضغوط بشأن كيفية معالجة أزمة تكاليف المعيشة، قالت إنها ستركز جهودها على "خفض العبء الضريبي، وليس توزيع الإعانات".
كما أُجبرت على إلغاء خطة لربط أجور القطاع العام بتكاليف المعيشة الإقليمية، فقد جوبهت تلك الخطة برد فعل عنيف من كبار المحافظين الذين قالوا إن ذلك سيعني منح رواتب أقل لملايين العمال خارج لندن.
ماريو دراجي
لم يصمد رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراجي في منصبه أمام عدة أزمات، كان أبرزها الأزمة الاقتصادية نتيجة حرب أوكرانيا، بالإضافة إلى وجود خلافات حول دعم كييف عسكريا.
دراجي الذي تولى منصبه في 2021، استقال في يوليو/تموز الماضي، بعد أزمات متلاحقة كان أبرزها استقالة وزير الخارجية لويجي دي مايو من "حركة النجوم الخمس"، أبرز حزب في الائتلاف الحاكم، إثر صدام مع زعيم الحزب جوزيبي كونتي، بشأن مساندة أوكرانيا عسكرياً في مواجهة العملية العسكرية الروسية.
وكان كونتي إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، بما يتعارض مع موقف الحكومة، إذ إن دراجي كان من أبرز المؤيّدين لكييف.
ماكرون يخسر أغلبيته البرلمانية
وامتدت آثار الحرب الأوكرانية إلى فرنسا، حيث خسر الرئيس إيمانويل ماكرون أغلبيته في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو/حزيران الماضي، بعد أقل من شهرين على إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة.
وشهدت الانتخابات البرلمانية الفرنسية أداء قويا لتحالف اليسار واليمين المتطرف، ورغم أن ماكرون قد دعا الناخبين إلى تحقيق أغلبية قوية، إلا أن ائتلافه الوسطي خسر عشرات المقاعد في انتخابات تركت السياسة الفرنسية منقسمة.
ولعب معارضو ماكرون خلال الانتخابات على وتر الحرب الأوكرانية والسياسية الاقتصادية لماكرون، التي خلفت أزمات في الطاقة والاقتصاد للفرنسيين، مما مكن اليسار واليمين المتطرف من تحقيق نتيجة غير مسبوقة منذ السبعينات من القرن الماضي.
كريستين لامبرخت
نار الحرب الأوكرانية أحرقت آمال وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت وأطاحت بها من منصبها.
وجاءت استقالة لامبرخت في ظل تعرض برلين لضغوط لتسليم دبابات قتالية ألمانية الصنع إلى أوكرانيا، بينما خرجت لامبرخت بتصريحات تعلن فيها أن برلين ستقدم لكييف نحو 5 آلاف خوذة عسكرية.
الانتقادات للامبرخت شملت أيضا فشلها في تحديث الجيش الألماني رغم تخصيص ميزانية تزيد على 100 مليار دولار لهذا الملف بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
aXA6IDE4LjE5MC4yMTkuMTc4IA== جزيرة ام اند امز