10 دقائق من الرسائل.. بوتين في «خطاب مفاجئ»
خطاب مفاجئ ألقاه فلاديمير بوتين استمر لأقل من 10 دقائق، لكنه جاء مكثفا برسائل توحدت بوصلتها عند حلفاء أوكرانيا وبالأخص أمريكا.
وفي خطاب إلى الأمة ألقاه مساء الخميس، حذّر الرئيس الروسي من أنّ النزاع في أوكرانيا اكتسب "عناصر ذات طابع عالمي"، من دون أن يستبعد ضرب الدول التي زودت كييف بالأسلحة المستخدمة مؤخرا ضد أراضي روسيا.
وقال بوتين غداة تنفيذ أوكرانيا أولى ضرباتها على الأراضي الروسية مستخدمة صواريخ أمريكية وبريطانية، إنّ "النزاع في أوكرانيا اكتسب عناصر ذات طابع عالمي".
وحذّر الرئيس الروسي من أن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية.
وندد بوتين في الخطاب الذي استمر أقل من عشر دقائق، بضربتين نفذتهما أوكرانيا ضد الأراضي الروسية مؤخرا، باستخدام صواريخ "أتاكمز" أمريكية و"ستورم شادو" بريطانية.
وقال: "نعتبر أنّ من حقّنا استخدام أسلحتنا ضدّ المنشآت العسكرية العائدة إلى دول تجيز استخدام أسلحتها ضد منشآتنا. في حال تصاعد الأفعال العدوانية، سنردّ بقوة موازية".
وأكد الرئيس الروسي أنّ الضربات الصاروخية التي نفّذتها أوكرانيا في الأيام الأخيرة ضد الأراضي الروسية باستخدام أسلحة غربية، باءت بالفشل.
وقال: "لقد صدّت أنظمتنا الدفاعية الجوية هذه الهجمات. الأهداف التي حددها العدو بوضوح لم تتحقق".
«مستعدون»
وأكد بوتين أن بلاده "مستعدة لكل" السيناريوهات في النزاع مع اوكرانيا وحلفائها الغربيين.
وقال: "كنا دائما مستعدين ولا نزال لمعالجة كل المشاكل بسبل سلمية، لكننا أيضا مستعدون لمواجهة أي تطور. إذا كان أحد ما لا يزال يشك، فذلك غير مفيد. سيكون هناك رد دائما".
وأعلن أنّ قواته قصفت أوكرانيا ردا على إطلاقها صواريخ غربية على روسيا، بصاروخ باليستي جديد متوسط المدى فرط صوتي، في إشارة إلى القصف الذي طال مدينة دنيبرو.
وقال بوتين إنّ "مهندسينا أطلقوا عليه اسم +أوريشنيك+"، مشيرا إلى أنّ الصاروخ استهدف "موقعا للمجمع الصناعي-العسكري الأوكراني" في مدينة دنيبرو "والذي ينتج (..) معدات للصواريخ وأسلحة أخرى".
وأكد بوتين أن هذا الصاروخ الفرط صوتي لا يقهر.
وتابع: "ليس هناك اليوم أيّ وسيلة للتصدي لأسلحة مماثلة. الصواريخ تهاجم أهدافا بسرعة 2,5 إلى 3 كلم في الثانية".
ولفت إلى أن "أنظمة الدفاع الجوي المتوافرة حاليا في العالم وأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ التي نصبها الأمريكيون في أوروبا لا تستطيع اعتراض هذه الصواريخ. هذا غير وارد".
أخطرت واشنطن
باليوم نفسه، أعلن المتحدث باسم الكرملين أن موسكو أبلغت الولايات المتحدة قبل 30 دقيقة من إطلاقها صاروخا باليستيا فرط صوتي على أوكرانيا.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن ديمتري بيسكوف قوله إن "الإبلاغ تم إرساله في شكل تلقائي قبل 30 دقيقة من عملية الإطلاق".
وأوضح أنّ عملية الإخطار تمّت عبر قناة "تواصل دائمة" تربط بين روسيا والولايات المتحدة للحد من خطر الأسلحة النووية.
وكانت كييف اتّهمت الجيش الروسي بإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات على دنيبرو، مشيرة إلى أنّها تجري اختبارات على حطام الصاروخ لتحديد نوعه وطبيعة الرأس الحربية التي زوّد بها.
ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن بيسكوف قوله إنّ المركز الوطني الروسي للحدّ من الخطر النووي أرسل "بصورة تلقائية" رسالة إلى مركز مماثل له في الولايات المتحدة قبل 30 دقيقة من إطلاق الصاروخ.
زيادة الانفاق العسكري
وكان مجلس النواب الروسي قد صادق، الخميس، في قراءة ثالثة وأخيرة على مشروع قانون موازنة 2025-2027، في خضم تصاعد النزاع في أوكرانيا لتعزيز قوة الردع.
وينص مشروع قانون الموازنة على زيادة الإنفاق العسكري العام المقبل بنسبة 30%، وفقًا لوكالة "فرانس برس".
وذكر النص الذي صوّت عليه النواب الروس اليوم في مجلس الدوما، أن الإنفاق الدفاعي سيبلغ حوالي 13500 مليار روبل في عام 2025 (حوالي 127 مليار يورو)، أي أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي الروسي.
في المجموع، سيتم تخصيص 40% على الأقل من الموازنة الفدرالية لعام 2025 للدفاع والأمن القومي.
وارتفعت الموازنة العسكرية الوطنية على مدار عام بنسبة 70% تقريبًا في 2024، لتمثل في العام الحالي مع الاستثمارات الأمنية 8.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا للرئيس فلاديمير بوتين، للمرة الأولى في روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي قبل أكثر من 30 عامًا.