أوكرانيا تسابق الخريف.. تتقدم شرقا وتناور جنوبا
أوكرانيا تسابق الخريف في حرب تحاول إحراز أي تقدم فيها يعيد إليها ثقة حلفائها ويمنحها نفسا للمناورة في ظل نزاع بدأ يتخذ منحى هيكليا.
والجمعة، أعلن الجيش الأوكراني أنه استعاد بلدة أندرييفكا الواقعة على بعد حوالي عشرة كيلومترات جنوب مدينة باخموت المدمرة على الجبهة الشرقية، في أحد المحاور الرئيسية للهجوم الأوكراني المضاد الذي يواجه صعوبات.
وقالت قيادة الأركان الأوكرانية في إحاطتها اليومية عبر فيسبوك إن "قوات الدفاع حققت نجاحا جزئيا في منطقة كليشتشييفكا خلال عمليات هجومية، وخلال هجومها حررت أندرييفكا في منطقة دونيتسك وكبدت العدو خسائر كبيرة في العديد والعتاد".
وتدور معركة باخموت، وهي الأطول والأكثر حصدا للأرواح منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، قبل أكثر من سنة، وأعلنت موسكو سيطرتها على هذه المدينة في مايو/أيار بعدما تعرضت لدمار واسع جراء المعارك وعمليات القصف.
ومنذ مطلع يونيو/حزيران الماضي يشن الجيش الأوكراني هجوما مضادا بغية صد القوات الروسية في شرق البلاد وجنوبها لكنه يواجه خطوطا دفاعية قوية مؤلفة من خنادق وحقول ألغام وأفخاخ مضادة للدروع.
وسمح هذا الهجوم حتى الآن باستعادة بعض البلدات فقط، إلا أن العمليات الأوكرانية تكثفت في الأسابيع الأخيرة ولا سيما على الجبهة الجنوبية مع استعادة بلدة روبتيني على الطريق المؤدي إلى توكماك التي تشكل نقطة استراتيجية للقوات الروسية.
مناورة الجنوب
على الجبهة الجنوبية، حيث ركزت القوات الأوكرانية السيطرة على مجموعات من القرى في تقدمها نحو بحر آزوف، حيث قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية تكبدت "خسائر فادحة" في الهجمات على بلدات رئيسية.
وأضافت ماليا في منشور عبر تطبيق تليغرام أن الخسائر البشرية الروسية "أضعفت قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم".
ويهدف التوجه جنوبا إلى تقسيم الجسر البري الذي أنشأته القوات الروسية بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، ومناطق تسيطر عليها في الشرق، والتي اتسعت رقعتها بعد غزوها الشامل الذي بدأ في فبراير/شباط العام الماضي.
من جانبه، شدد أولكسندر شتوبون، المتحدث باسم القوات على الجبهة الجنوبية، على فداحة خسائر روسيا خلال محاولاتها استعادة المواقع المفقودة.
وقال شتوبون للتلفزيون الأوكراني إن الجانب الروسي "فقد 15 دبابة و12 عربة مدرعة، نتيجة محاولاته استعادة بعض المواقع المفقودة على الأقل في اتجاه تافريا (جنوبا) خلال اليومين الماضيين".
وقدر الخسائر البشرية الروسية بما يصل إلى 665 خلال اليومين، وهو ما لم تؤكده موسكو.