كلاشينكوف ودرونز.. الحرب تعدل "دروس" طلاب أوكرانيا (صور)
هم لا يحاولون فك معادلة حسابية أو استيعاب معطيات تاريخية أو حتى لغوية، بل ينكبون على معالجة أسلحة ومحاولة التحكم في مسيرات
هذا فحوى دروس طلاب أوكرانيين في زمن الحرب، ففي ذلك البلد الرابض شرقي أوروبا، تحولت الدروس إلى ورشات أو ما يشبه الجبهات الافتراضية التي تضعهم في ظروف القتال وتعلمهم طرق التعامل معه.
- هجوم أوكرانيا المضاد.. "خطوة" في باخموت و140 ضربة بـ"بيلغورود"
- زيارة كيم لروسيا.. هل تحمل مفاتيح حسم الحرب في أوكرانيا؟
فهناك، وتحديدا بالمركز العسكري الوطني في لفيف الواقعة غربي أوكرانيا على الحدود مع بولندا، تغيرت جداول الطلاب وباتت لا تقتصر على المواد التقليدية التي يدرسها أقرانهم في جميع أنحاء العالم.
وبحكم الحرب المستعرة في بلادهم منذ فبراير/شباط 2022، تخلت الدروس عن موادها الروتينية، واضطرت الجداول لتحمل عبء يفرضه نزاع قد يستمر لوقت طويل.
وفي ذلك المركز المقسم إلى قاعات فسيحة مخصصة للتدريبات التطبيقية، وأخرى أقل مساحة للنظري، تنكب تلميذة على فحص بندقية كلاشنكوف إيه كيه-47، السلاح الروسي الأكثر شهرة وانتشارا واستخداما حول العالم.
يبدأ الدرس بشرح تفصيلي عن مكونات البندقية، يقدمه مدرب يقوم في مرحلة أولى بتفكيك السلاح ونثر قطعه أمام الطلاب، ثم يعيد تركيبه قبل حشوه برصاص مطاطي استعدادا لاستعراض كيفية التعامل معه واستخدامه.
في غضون ذلك، يصطف الطلاب يرقبون عن كثب جميع تلك التفاصيل الدقيقة، قبل المرور تباعا أمام المدرب لإعادة ما قام به، فيما لا يتوانى الرجل النشيط عن التدخل في كل مرة يقوم فيها الطالب بحركة خاطئة.
وبانتهاء الدرس الأول، يمر الطلاب لدرس ثان يشمل هده المرة التحكم في الطائرات المسيرة (الدرونز) عن بعد، عبر برامج خاصة مثبتة في حواسيب وآلات تحكم شبيهة بالألعاب.
تدريبات ودروس تحول هدوء تلك القاعات الفسيحة إلى جلبة وضوضاء تتخللها أصوات الطلبة وهم يقففزون حينا فرحا بإنجاز أو يصرخون تذمرا من إخفاق أو خطأ عرضي.
حملات تعبئة
في أغسطس/ آب الماضي، حثت أوكرانيا مواطنيها في سن التجنيد على تحديث بياناتهم في المكاتب التابعة للجيش، وذلك "للتغلب على خوفهم" في حملة تجنيد بدأت مع استمرار الهجوم المضاد.
وجاءت تلك الحملة في وقت تواجه فيه أوكرانيا على الأرجح تحديات صعبة فيما يتعلق بالتجنيد، بينما تعيش مرحلة استنزاف في حربها مع روسيا الدائرة منذ نحو 18 شهرا.
وحينها، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن الحملة تعتمد على مقاطع فيديو جيدة الإنتاج وصور لجنود بارزين مع شهاداتهم التي وصفوا فيها طريقة تغلبهم على الخوف.
وأضافت ماليار "نحن جميعا بشر وكلنا تغلبنا على هذا الخوف من أجل النصر"، داعية المواطنين في سن التجنيد لتحديث بياناتهم الشخصية في مكاتب التجنيد.
وأشارت إلى أنه لن يكون هناك تجنيد تلقائي لجميع من يحدثون بياناتهم، كما أنه لن ينتهي المطاف بهم جميعا في ساحات القتال.
وفي فبراير/ شباط 2022، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تعبئة عامة لمواجهة القوات الروسية، وأصبح جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما في مرمى الاستدعاء.
aXA6IDE4LjIyMy4xOTUuMTI3IA== جزيرة ام اند امز