اليوم الثاني من الحرب.. أوكرانيا تقاوم
دخلت الحرب الأوكرانية يومها الثاني، الجمعة، مع تكثيف المواجهات في مناطق متفرقة، ومحاولة القوات الروسية كسر دفاعات العاصمة كييف.
واستمرت القوات الروسية في القصف الصاروخي والجوي على عدة مناطق في أوكرانيا، اليوم الجمعة، في محاولة لكسر دفاعات الجيش الأوكراني وفتح طريق إلى العاصمة كييف، مع الانتشار في مناطق أوسع في الشرق.
وميدانيا، استطاعت وحدات من المظليين الروس إعادة السيطرة على مطار هوستوميل الاستراتيجي القريب من كييف، بعد أن كانت القوات الأوكرانية أعلنت السيطرة عليه في هجوم مضاد ناجح، مساء الخميس.
المطار الواقع خارج كييف، مهم للغاية في عمليات الإنزال الجوي التي تخطط روسيا لتنفيذها في الساعات المقبلة، سواء في طائرات نقل أو بالهبوط المظلي، لفتح محور جديد من الغرب في اتجاه كييف.
وفي بداية اليوم، بدأت القوات الروسية الهجوم على كييف بإطلاق كثيف للصواريخ، قبل أن تحاول قوات مظلية اقتحام الدفاعات الأوكرانية من الشمال والشمال الشرقي، لكن تقارير غربية تحدثت عن صد القوات الأوكرانية للهجوم.
وفي المساء، خاضت قوات مشاة روسية قتالا عنيفا في بعض الأحياء الشمالية من العاصمة كييف، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
وفي موسكو، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعا مع مجلس الأمن القومي، دعا فيه، الجيش الأوكراني لتولي زمام السلطة بنفسه، مضيفا أن "من شأن ذلك أن يسهل التوصل إلى اتفاق".
في الوقت نفسه، قال بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني شين جين بينغ، إنه مستعد للحوار مع أوكرانيا في مينسك عاصمة بيلاروسيا، فيما ذكرت تقارير إخبارية رسمية إن وفدا من وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين مستعد للذهاب من أجل التفاوض.
ماذا وراء مناورة بوتين؟
الخطوات التي اتخذتها روسيا في اليوم الثاني للمعارك، تهدف كما يبدو لتفكيك الجبهة الداخلية في أوكرانيا والتأثير عليها، عن طريق توجيه دعوة صريحة للجيش، خاصة من يحملون مشاعر إيجابية تجاه روسيا، للإطاحة بنظام فولوديمير زيلينسكي، وهو ما قد يؤدي بالفعل إلى إيقاف روسيا للعمليات القتالية والتفاوض على ترتيبات جديدة تقصي الغرب عن المشهد الأوكراني.
وتعتمد روسيا، كما اعتادت في العقدين الماضيين، على استراتيجية الحرب الهجينة والجمع بين العمل العسكري على الأرض، وأساليب الحرب غير التقليدية مثل نشر الأخبار المضللة والحروب النفسية.
كما تريد روسيا تعويض بطء حركة الجيش في أوكرانيا، فرغم أن العملية العسكرية ما زالت في يومها الثاني فقط، كان المراقبون يتوقعون سقوط كييف اليوم، خاصة بعد أن أعلنت روسيا أمس تدمير الدفاع الجوي والطيران الأوكراني وبالتالي امتلكت حرية الحركة في السماء.
وما شكل مفاجأة للمراقبين العسكريين هو استمرار عمليات الدفاع الجوي الأوكراني بشكل أو بآخر، فقد أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، إسقاط 10 طائرات خلال يومين من القتال بالإضافة إلى 7 مروحيات ونحو 80 دبابة و516 آلية مختلفة، لكن لم يتسن التأكد من هذه الأرقام من مصادر مستقلة في ضوء سيولة الوضع في الأراضي الأوكرانية.
هذه المقاومة جعلت مسؤول دفاعي أمريكي يصرح، وفق وكالة رويترز، بأن تقدم الوحدات المقاتلة الروسية صوب العاصمة الأوكرانية كييف أبطأ مما كانت موسكو تتصور.
في المقابل، قال بيان لوزارة الدفاع إن القوات الروسية نجحت خلال اليومين الماضيين، في "تدمير 211 موقعا عسكريا بينها 17 نقطة قيادة ومركز اتصالات، و19 منظومة مضادة للطائرات S-300 وOsa، و39 محطة رادار للقوات الأوكرانية".
وتابعت "كما أسقطنا 6 طائرات مقاتلة وطائرة مروحية و5 طائرات بدون طيار ودمرنا 67 دبابة وعربة مدرعة، و16 راجمة صواريخ، و87 عربة عسكرية"، لكن لم يتسن التأكد من هذه الأرقام من مصادر مستقلة.
الرئيس يظهر
وفي محاولة لدحض تقارير عن هروبه، ظهر الرئيس الأوكراني في مقطع فيديو، برفقة مجموعة من المسؤولين في حكومته، في شوارع كييف.
وقال زيلنسكي "أنا هنا ورئيس الوزراء هنا ووزير الدفاع هنا"، ليثبت أنه في كييف لم يغادر المدينة ولم يغادر البلد".
إلى ذلك، سجل مواطنون أوكرانيون أسماءهم اليوم واستلموا بنادقهم وانضموا لقوات الدفاع في العاصمة ومناطق أخرى، ما يمكن أن يقوي شوكة المقاومة الأوكرانية في الفترة المقبلة.