غبار معارك أوكرانيا يتبدد كاشفا عن "عوار" الجيوش الحديثة
قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية، إن الجيش الأوكراني استخدم خلال يومين من القصف قذائف من عيار 155 ملم، يتطلب إنتاجها شهرا كاملا.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن وزيرة الجيش الأمريكي كريستين ورموت: "في الوقت الذي يجري فيه التخطيط لزيادة الإنتاج، لا تستطيع الصناعات الدفاعية الأمريكية في الوقت الحالي سوى إنتاج نحو 14000 قذيفة هاوتزر عيار 155 ملم شهريا، وهو ما استخدمته القوات الأوكرانية خلال يومين في جبهات القتال المحتدمة".
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن نقص ذخائر المدفعية بكافة أنواعها يظل نقطة ضعف الولايات المتحدة.
أحد الحلول الجزئية، التي ناقشها أوستن في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني وفي اجتماعات الناتو رفيعة المستوى، كان تشجيع الأوروبيين على فتح مخزوناتهم بشكل كامل وبناء قدراتهم الصناعية الخاصة لتحمل المزيد من العبء. فقدمت إسبانيا أربعة أنظمة دفاع جوي متوسطة المدى من طراز هوك لأوكرانيا، وترسل الولايات المتحدة، التي تخلت عن استخدامها للنظام في عام 2002، ذخائر له.
علاوة على ذلك، زود الغرب قوات كييف بمدافع ذاتية الدفع من طراز "بي زي إتش 2000" الألمانية، و"كراب" البولندية، و"سيزار" (القيصر) الفرنسية، وجميعها تستخدم قذائف عيار 155 مليمترا.
وبحسب الصحيفة، لم يعد يتم إنتاج قذائف الأنظمة السوفياتية القديمة في أوكرانيا بكميات كبيرة، ولا يمكن التنبؤ بشرائها في الخارج، حيث يتنافس سماسرة الأسلحة الذين يمثلون أوكرانيا وروسيا للمزايدة على بعضهم البعض مقابل المخزون القليل المتبقي منها.
وأجرى مراسل للصحيفة لقاء بالقرب من الخطوط الأمامية مع جنود أوكرانيين خارج خيرسون هذا الخريف شكوا من نقص ذخيرة المدفعية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية.
وقال قائد فصيل تابع للواء 59 الميكانيكي الأوكراني الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "هناك نقص دائم. علينا فقط انتظار هدف جيد قبل أن نستخدم أي شيء".
ونظرا لضخامة حجم المساعدات، أثيرت تساؤلات حول المدة التي يمكن أن يستمر فيها هذا الجهد والنفقات في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي شبح الركود. وهددت الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب بأن الولايات المتحدة لن تستمر في كتابة "شيك على بياض" إلى أوكرانيا.
وفي الوقت الذي تدور فيه النقاشات بين السياسيين بشأن التكلفة، يشعر البنتاغون بقلق متزايد بشأن الإمداد، سواء بالنسبة للقوات الأوكرانية أو للاستعداد الأمريكي لخوض معارك محتملة أخرى.
وبعد سنوات من تحويل مسؤولي الدفاع الأمريكيين تركيزهم من الحرب التقليدية إلى مكافحة الإرهاب والأسلحة لمواكبة عصر الفضاء، أظهرت أوكرانيا أن معارك الخنادق في أوروبا ليست محصورة في كتب التاريخ. ومن المرجح أن تتطلب الحرب غير النووية مع الصين، أو حتى المباشرة مع روسيا، تدفقًا ثابتًا وطويل الأجل للمعدات التي تشهد في الوقت الحالي نقصا في المعروض.
وفي هذا الإطار، قال سيث جونز، المستشار السابق للقوات الخاصة الأمريكية الذي يرأس الآن برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ومقره واشنطن: "الحرب التقليدية.. هي حرب صناعية. تحديات خطيرة تواجه الإمدادات الحالية في ترسانة الولايات المتحدة".
ونوه جونز إلى تقرير المركز القادم حول الجاهزية الأمريكية، والذي خلص إلى أن "القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية في حالة سيئة للغاية في الوقت الحالي. وفي حال نشبت حرب مع روسيا، فإننا لن نتمكن من الاستمرار لأربعة أو خمسة أيام في الحرب قبل نفاد الصواريخ الدقيقة".