أوكرانيا وأسلحة الحلفاء في 2022.. مخزونات تحت الضغط
شحنات أسلحة قدمها الغرب لأوكرانيا تستنزف مخزونات الحلفاء وتدق جرس النفاد في أوروبا وتحذر من إدراك السقف الأقصى بأمريكا.
وفيما يتعلق بإجمالي الإنفاق على الدعم العسكري المباشر منذ بداية الصراع، التزمت الولايات المتحدة بتقديم 18.5 مليار دولار، متخطية بذلك أي دولة أخرى (حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني)، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وتعهدت ألمانيا، والمملكة المتحدة، وبولندا، بثاني وثالث ورابع أكبر مبالغ.
وقد ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديم مزيد من التمويل، وقال إن التكلفة الشهرية للدفاع عن أوكرانيا تبلغ حوالي 5 مليارات دولار.
ما هي المنظومات الرئيسية؟
يقول الخبراء العسكريون إن تحقيق النجاح في ساحة المعركة يتطلب مجموعة ضخمة من الأسلحة، بالإضافة إلى التدريب، وقطع الغيار، وغيرها من أشكال الدعم.
وقال الجنرال مارك ميلي رئيسة هيئة الأركان المشتركة الأمريكية: "لا منظومة أسلحة تعتبر حلا سحريا".
ومع ذلك، يعتقد أن العديد من أنظمة الأسلحة لعبت أدوارا رئيسية في الصراع حتى الآن.
الصواريخ بعيدة المدى
يقول المحللون إن أوكرانيا في أمس الحاجة لإمدادات أفضل من المدفعية والذخيرة للحفاظ على مواقع رئيسية.
وحتى الآن، أرسلت الولايات المتحدة ما لا يقل عن درزينة من قاذفات الصواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، كما أرسلت عدة دول أوروبية أخرى المنظومات أيضًا. لكن تقول أوكرانيا إنها ما زالت بحاجة إلى المزيد لوقف التقدم الروسي.
منظومات "إم 42 هيمارس" الأمريكية
يختلف مدى منظومات هيمارس، والعديد من الأنظمة الأخرى، وفقا للذخيرة المستخدمة، ويعتقد أن المتبرعين الغربيين لم يزودوا أوكرانيا بالذخيرة ذات أطول مدى.
ويعتقد أن الذخيرة التي تم تزويد أوكرانيا بها تعطي المنظومة مدى حوالي 50 ميلا (80 كيلومترا)، أي أبعد من منظومة "سميرتش" بالجانب الروسي. كما أن منظومة هيمارس أكثر دقة من كثير من المنظومات الروسية المماثلة.
مدافع "هاوتزر"
في أول يوليو/تموز، أرسلت أستراليا وكندا والولايات المتحدة أكثر من 100 مدفع هاوتزر من طراز "إم 777" و300 ألف طلقة ذخيرة من عيار 155 مم إلى أوكرانيا.
ويتشابه مدى "إم 777" مع مدافع هاوتزر من طراز "غياتسينت بي" الروسية، وأطول من هاوتزر "دي-30" الروسي.
وتستخدم المدفعية الأوكرانية التي صممها حلف وارسو قذائف من عيار 155 مم. لكن مع انخفاض المخزون، تتجه أوكرانيا إلى استخدام الذخيرة عيار 155 مم من صنع حلف شمالي الأطلسي (الناتو).
أسلحة مضادة للدبابات
أرسل ما لا يقل عن 5 آلاف من أسلحة "نلاو" التي تطلق من على الكتف، والمصممة لتدمير الدبابات بطلقة واحدة، إلى أوكرانيا. ويعتقد أن الأسلحة حملت أهمية خاصة في وقف تقدم القوات الروسية نحو كييف خلال الساعات والأيام التي تلت بدء الحرب.
وقال جاستن برونك من المعهد الملكي للخدمات المتحدة: "كانت نلاو مهمة بكل تأكيد في إفشال التوغل البري الروسي خلال المراحل الأولى للحرب".
الدبابات
تلقت أوكرانيا أكثر من 230 دبابة صممها حلف وارسو من بولندا وجمهورية التشيك. وكانت القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم دبابات "تي-72" منذ عقود، ولديها قدرات الصيانة وقطع الغيار، بالإضافة إلى الطاقم المدرب.
الطائرات المسيرة
برزت الطائرات المسيرة بشكل كبير في الصراع حتى الآن، حيث استخدم العديد منها في أغراض الاستطلاع، والاستهداف، وعمليات الرفع الثقيل.
وباعت تركيا مسيرات "بيرقدار تي بي 2" إلى أوكرانيا خلال الأشهر الأخيرة، في حين تبرعت الشركة التركية المصنعة بالمسيرات ضمن عمليات حشد التمويل لدعم أوكرانيا.
ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/ شباط الماضي، قدمت أكثر من ثلاثين دولة معدات عسكرية إلى أوكرانيا.
ويقول محللون إن مسيرات "بيرقدار" كانت فعالة للغاية، حيث تحلق على ارتفاع حوالي 25 ألف قدم قبل الهبوط لمهاجمة الأهداف الروسية بقنابل موجهة بالليزر.
ويعتقد أنها دمرت طائرات هليكوبتر وسفنا ومنظومات صاروخية، كما استخدمت في تقديم المواقع الدقيقة لمواقع الروس من أجل دقة ضربات المدفعية.
الدفاعات الجوية
نجحت أوكرانيا في حرمان روسيا من السيطرة الكاملة على المجال الجوي الأوكراني، لكنها دائما ما طلبت منظومات دفاع جوي أفضل.
وأرسلت الولايات المتحدة "ناسامز" منظومة دفاع صاروخي أرض-جو إلى أوكرانيا. كما تلقت كييف منظومات "إس-300" الجوية من سلوفاكيا.
مخزونات الحلفاء
في صناعة الأسلحة الأمريكية، يبلغ مستوى الإنتاج الطبيعي لقذائف المدفعية عيار 155 مم –سلاح مدفعية ثقيلة طويل المدى يستخدم حاليا بساحة المعركة في أوكرانيا – حوالي 30 ألف طلقة سنويا في أوقات السلم، بحسب شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
ويستخدم الجنود الأوكرانيون الذي يقاتلون القوات الروسية تلك الكمية في حوالي أسبوعين. وهذا بحسب ديف دي روش، الأستاذ المساعد وزميل أقدم بجامعة الدفاع الوطني الأمريكية، الذي قال: "أشعر بقلق بالغ. ما لم يكن لدينا إنتاج جديد، والذي سيستغرق تكثيفه شهورا، لن نتمتع بالقدرة على إمداد الأوكرانيين".
وفي أوروبا، تنفد المخزونات أيضًا، حيث قال مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في سبتمبر/أيلول الماضي، إن المخزونات العسكرية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي استنفدت "بسبب تقديم العديد من القدرات للأوكرانيين".
ويشير المحللون العسكريون إلى أن جذور المشكلة تتمثل في أن الدول الغربية كانت تنتج أسلحة بكميات أقل خلال أوقات السلم، حيث اختارت الحكومات تقليص التصنيع المكلف وإنتاج الأسلحة حسب الحاجة فقط.
وبعض تلك الأسلحة الآخذة في النفاد لم يعد يتم تصنيعها، كما يلزم لإنتاج العمالة الماهرة للغاية والخبرة – وهي أشياء شحيحة في شتى أنحاء قطاع التنصيع بالولايات المتحدة منذ أعوام.
وبالفعل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتبرغ خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة إن أعضاء الحلف بحاجة لإعادة الاستثمار بقواعدهم الصناعية في قطاع الأسلحة.
وقال ستولتنبرغ في تصريحات سابقة لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "نعمل مع الشركات لزيادة إنتاج الأسلحة والذخيرة"، مشيرًا إلى أن الدول بحاجة إلى تشجيع مصنعي الأسلحة على توسيع قدراتهم على المدى الطويل من خلال التقدم بمزيد من طلبات الأسلحة.
ومن جانبها، أشارت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية إلى أنه مع استمرار الحرب، يتناقص مخزون بعض الدول الأوروبية التي زودت كييف بالأسلحة، وقد يستغرق الأمر سنوات من متعاقدي الدفاع لسد النقص.
تعزيز الإنتاج
وتحث دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الشركات على تعزيز الإنتاج لمساعدتها في إعادة المخزون، لإعادة إمداد أوكرانيا وتعزيز مخزوناتها في مناخ من التوترات المتصاعدة، بحسب مصادر مطلعة على المسألة.
وأرسل حلفاء كييف بالفعل أسلحة وذخيرة ومعدات بملايين الدولارات منذ بدء الحرب، وهذا يضع ضغوطا على مخزونات الذخيرة، بما في ذلك القذائف من عيار 155 مم للمدفعية، بحسب مصادر.
وحاليا، تشهد شركات الدفاع في الولايات المتحدة وأوروبا زيادة في الطلبات على الدفاعات الجوية والأسلحة المضادة لدبابات إلى جانب معدات أخرى، وذلك مع إدراك الحكومات على نحو متزايد أن أوكرانيا ستحتاج -على الأرجح- إلى دعم عسكري لسنوات.