أرسين أفاكوف.. أمريكا عينها على الوزير «النافذ» لـ«خلافة» زيلينسكي
هل قررت واشنطن إنهاء فترة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؟ المخابرات الروسية لديها تصور للإجابة عن السؤال.
فقد أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، اليوم الثلاثاء، أن الإدارة الأمريكية كلفت منظمات غير حكومية تابعة لها بوضع سيناريو لوصول وزير الداخلية الأوكراني السابق، أرسين أفاكوف، إلى السلطة.
وقال بيان للمكتب الصحفي للجهاز إنه: "كلفت الإدارة الأمريكية منظمات غير حكومية تابعة لها بوضع سيناريو لوصول أفاكوف إلى السلطة في أوكرانيا، ويجري الآن بحث هذه المسألة مع قادة أحزاب معارضة أوكرانية رائدة "باتكيفشينا" تيموشينكو و"التضامن الأوروبي" بوروشينكو، ومع عدد من النواب المؤثرين في البرلمان الأوكراني من الحزب الحاكم "خادم الشعب".
ويعتبر أفاكوف من أطول من شغل منصب وزير الداخلية في أوكرانيا، إذ استمر في منصبه لسبع سنوات، ويعرف بأنه "وزير الداخلية النافذ".
وأضاف الجهاز أن "الإدارة الأمريكية تخطط لاحقاً لشن حملة إعلامية قوية لتشويه سمعة زيلينسكي من أجل إجباره على ترك منصبه".
وفي شهر مايو/أيار الماضي، انتهت رسميا الفترة الرئاسية لزيلينسكي الذي انتخب على رأس أوكرانيا في 2019 لولاية مدتها 5 سنوات.
وبسبب الحرب التي دخلت عامها الثالث في فبراير/شباط الماضي، لم تشهد أوكرانيا انتخابات رئاسية ليستمر زيلينسكي في موقعه.
وكان من المقرر تنظيم الانتخابات البرلمانية الأوكرانية نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والرئاسية في 31 مارس/آذار الماضي، لكن تم تأجيل الاستحقاقين بسبب الحرب.
وبحسب محللين، فإن الانتخابات تحتاج إلى وقف العمل بحالة التعبئة والحرب مدة لا تقل عن 3 أشهر، حتى يستطيع المرشحون تقديم برامجهم ضمن الحملة الانتخابية، ومراعاة الدستور الذي ينص على أن الفترة بين إعلان الانتخابات ويوم الاقتراع يجب ألا تقل عن شهرين.
ولا ينص الدستور الأوكراني بشكل صريح على حظر إجراء انتخابات رئاسية في ظل الأحكام العرفية، لكنه ينص في المادة 108 منه على أن الرئيس يجب أن يستمر في منصبه حتى انتخاب خلف له، علما بأن مدة الولاية الرئاسية 5 سنوات.
وفي وقت سابق نشر جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية تقريرا مفصلا عن موقف الغرب من إدارة زيلينسكي عشية انتهاء فترة ولايته.
وبحسب التقرير فإن مستوى شعبية زيلينسكي انخفض إلى 17% ويستمر في الانخفاض، أكثر من 70% من السكان لا يثقون في جميع وسائل الإعلام الأوكرانية، وحوالي 90% يرغبون في مغادرة البلاد.
وأضاف التقرير أن "الأمور في الجيش ليست أفضل، فحتى بين جنود القوات المسلحة الأوكرانية فإن شعبية زيلينسكي لا تتجاوز 20%".
وأكد التقرير أن زيلينسكي يشعر بضعف مواقفه بين الأوكرانيين، لذلك يجري عمليات "تطهير" لكبار المسؤولين الأوكرانيين.
ووفقا للتقرير فإن زيلينسكي ينفذ عمليات تطهير واسعة النطاق في الجيش وفي الحكومة وقيادة إدارة أمن الدولة ومجلس الأمن القومي، بالتزامن مع حملة إعلامية واسعة النطاق.
وأشار إلى أن الغرب قلق للغاية بشأن انخفاض شعبية القادة الأوكرانيين، خاصة بعد اعتماد قانون التجنيد الأخير.
وقال التقرير: "يشعر الغرب بقلق بالغ إزاء الانخفاض الكارثي في شعبية القادة الأوكرانيين، خاصة بعد اعتماد سلطات الميدان لقانون غير إنساني جديد بشأن التجنيد".
من البديل؟
وبحسب تقرير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، فإن واشنطن تريد طرح اسم وزير الداخلية الأوكراني السابق، أرسين أفاكوف بديلا لزيلينسكي، فمن يكون أفاكوف؟.
ولد في 2 يناير/كانون الثاني 1964 في باكو لأب يعمل في الجيش وانتقلت أسرته إلى أوكرانيا منذ 1966.
وبين عامي 2005-2010 كان رئيسًا لإدارة الدولة الإقليمية في خاركوف، وعاش عامي 2011 و2012، في المنفى السياسي في إيطاليا لاضطهاده في أوكرانيا من قبل نظام فيكتور يانوكوفيتش.
وفي عام 2012، تم انتخابه نائباً للشعب في أوكرانيا، وشارك في أحداث 2014 بأوكرانيا، وكان أحد قادة المعارضة في ذلك الوقت، وفي 27 فبراير/شباط 2014، وافق البرلمان الأوكراني على تعيين أفاكوف وزيرًا للداخلية في أوكرانيا.
بمبادرة من أفاكوف، تم إنشاء الحرس الوطني لأوكرانيا وكتائب المتطوعين في عام 2014.
وفي ليلة الثامن من أبريل/نيسان 2014، قاد أفاكوف بنفسه عملية اقتحام مبنى إدارة الدولة الإقليمية في خاركوف، الذي استولى عليه الانفصاليون والمسلحون من الاتحاد الروسي.
وشغل أفاكوف منصب وزير الداخلية من 24 فبراير/شباط 2014 إلى 15 يوليو/تموز 2021، في عهد الرئيسين بيترو بوروشينكو وفولوديمير زيلينسكي، وكان عضوًا في 5 حكومات أوكرانية.