محاولات اغتيال زيلينسكي.. «مطبات أمنية» أم دوامة شكوك؟
هل بلغ الخطر على حياة فولوديمير زيلينسكي عقر داره أم أنه دخل في دوامة شكوك قاتلة، أم أنها فقط مجرد محاولة للبقاء «تحت الأضواء»؟
جدل معقد تختزله التطورات المتعلقة بأمن زيلينسكي، الرئيس الأوكراني الذي نجح بالفعل في افتكاك الأضواء من الجبهات بإعلان نجاته في أكثر من مرة من محاولات اغتيال.
البعض يقول إن الرجل تعرض من 4 إلى 5 محاولات لاغتياله، فيما يتحدث أنصاره وحلفاؤه عن عشرات المرات، وجميعها أرقام تفجر استفهامات حول المناخ الأمني بعقر دار الرئيس.
إقالة
بعد يومين فقط من تأكيد كييف إحباط «مؤامرة روسية» لاغتيال زيلينسكي والعديد من كبار المسؤولين العسكريين، أقال زيلينسكي المسؤول عن أمنه الشخصي، بحسب مرسوم صدر الخميس.
ووقع زيلينسكي مرسوما ينص على "إقالة سيرغي ليونيدوفيتش رود من منصبه كرئيس لدائرة حماية دولة أوكرانيا".
ولم يشر المرسوم إلى أسباب إقالة رود كما لم يسم خلفا له في هذا المنصب الحساس، ما يعني أحد الأمرين: فإما أن يكون المنصب شاغرا حتى الآن وهو أمر غريب بالنسبة لرئيس دولة في حالة حرب.
وإما أن يكون تكتما مقصودا في محاولة يمكن أن تهدف لإبقاء المسؤولين الأمنيين بعيدا عن محاولات استقطابهم وتجنيدهم.
اللافت أيضا أن قرار الإقالة جاء بعدما أعلن جهاز الأمن الأوكراني (إس بي يو)، الثلاثاء في بيان "تفكيك شبكة عملاء" لأجهزة الأمن الروسية (إف إس بي) كانت تعد "لاغتيال الرئيس الأوكراني" ومسؤولين كبار آخرين، إضافة إلى اعتقال ضابطين أوكرانيين ينتميان لهذه الشبكة.
وأوضح المصدر نفسه أن الضابطين (برتبة كولونيل) كانا ينتميان لدائرة الحماية التي تتولى أمن مسؤولين في الدولة، ويشتبه بأنهما سربا معلومات سرية إلى جهاز الأمن الروسي.
وأضاف البيان أن أحدهما سلم متفجرات ومسيرات ليتمكن أحد العملاء من تنظيم هجوم.
وترأس رود (47 عاما) دائرة الحماية التي تشرف على الأمن الشخصي للرئيس ومسؤولين آخرين وعائلاتهم منذ 2019.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، تحدثت كييف عن محاولات عدة لاغتيال زيلينسكي ناسبة إياها إلى موسكو.
جدل السياق
محاولة اغتيال وإقالة مسؤول أمني بالدائرة المضيقة لحماية زيلينسكي، جميعها حيثيات تشي بوجود حلقة مفقودة أو غير معلنة في التسلسل المنطقي للأحداث.
لكن المؤكد، وفق مراقبين، هو أن للسياق كلمته في كل ما يحدث، فالتطورات على الأرض لا تبدو على ما يرام بالنسبة لأوكرانيا والتقدم الروسي يفاقم قلق كييف وحلفائها.
والأربعاء، حذرت أوكرانيا من انقطاع محتمل للتيار الكهربائي في نهاية اليوم، بعد هجوم روسي "ضخم" جديد على شبكتها للطاقة أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة نحو عشرة.
وبينما تشهد المنشآت الكهربائية الأوكرانية عمليات قصف بطائرات دون طيار وصواريخ روسية منذ بداية العام، تسبّب ذلك في أضرار جسيمة وفي انقطاع التيار الكهربائي.
وحينها، قال وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشينكو عبر تليغرام إن "العدو لم يتخل عن خططه لحرمان الأوكرانيين من النور، هجوم ضخم آخر على الطاقة لدينا!".
ومؤخرا، صعّدت روسيا هجماتها أيضا على السكك الحديد الأوكرانية التي تعد ضرورية للتجارة والنقل والإمدادات العسكرية، إذ يمكن استهدافها أن يساعد على وقف الإمدادات العسكرية، خصوصا الآتية من الغرب.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yMTAg جزيرة ام اند امز