أحداث بوتشا الأوكرانية.. تشكيك ونفي وتحرك بمجلس الأمن
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مجلس الأمن سيناقش بعد غد الثلاثاء ملف جرائم الحرب في ضاحية بوتشا ومدن أخرى.
وتوقع الرئيس الأوكراني، حزمة أخرى من العقوبات ضد روسيا، مشيرا إلى أن تلك العقوبات لا تكفي، مشددا على ضرورة أن تكون أوكرانيا مضطرين لطلب أسلحة من القوى العالمية للدفاع عن نفسها.
وأعلن عن مقتل المئات من المواطنين في ضاحية بوتشا ومدن أخرى بينهم مدنيون أطلق عليهم النار.
كما أعلن الرئيس الأوكراني إنشاء "آلية خاصة" للتحقيق في "الجرائم" الروسية في أوكرانيا، متعهدا بمعاقبة "كل شخص" مسؤول بعد العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا.
وأوضح أن الآلية ستضم "خبراء محليين ودوليين ومحققين ومدعين وقضاة".
يأتي ذلك فيما وعد المستشار الألماني أولاف شولتس بفرض عقوبات جديدة على روسيا بعد اكتشاف عشرات القتلى المدنيين في ضاحية بوتشا القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف بعد انسحاب الجيش الروسي منها.
وقال السياسي الاشتراكي الديمقراطي الأحد دون ذكر تفاصيل:" سنقرر مزيدا من التدابير داخل دائرة الحلفاء في الأيام المقبلة".
ولفت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومعاونيه سيشعرون بالتداعيات.
وأضاف شولتس قائلا:" سنواصل توفير أسلحة لأوكرانيا حتى يمكنها أن تدافع عن نفسها في وجه العمليات الروسية".
وتحدث شولتس عن المشاهد الواردة من بوتشا التي كانت القوات الروسية تحتلها حتى أيام قليلة مضت، وقال "شوارع مكتظة بالجثث وأجساد مدفونة على نحو غير مرضٍ".
في الوقت نفسه، أكد شولتس أن "قتل مدنيين هو جريمة حرب، ويجب علينا أن نكشف ملابسات هذه الجرائم للقوات المسلحة الروسية على نحو لا هوادة فيه".
وقد قالت السلطات الأوكرانية إنها انتشلت جثث 410 مدنيين من منطقة قرب العاصمة كييف بعد انسحاب القوات الروسية.
وقالت المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "هذا جحيم يجب توثيقه حتى لتتم معاقبة المتوحشين الذين أحدثوا ذلك".
وأضافت أن خبراء الطب الشرعي وغيرهم من المتخصصين كانوا في مكان الحادث لفحص الجثث وبدء التحقيقات.
من جانبها، قالت السفارة الأمريكية في كييف على تويتر إن الصور التي خرجت من بلدة بوتشا الأوكرانية ومناطق أخرى انسحبت منها قوات الروسية "مروعة".
وأضافت قائلة :"حكومة الولايات المتحدة ملتزمة بمتابعة المساءلة باستخدام كل أداة متاحة. لا يمكننا أن نقف صامتين والعالم بحاجة إلى معرفة ما حدث وعلينا جميعا التحرك".
ونفت وزارة الدفاع الروسية اليوم ما قالت إنه مزاعم أوكرانية بشأن قتل قواتها مدنيين في مدينة بوتشا.
وأوضحت الدفاع الروسية في بيان أن جميع الوحدات العسكرية التابعة لها غادرت مدينة بوتشا، الواقعة خارج العاصمة كييف، في 30 مارس/آذار الماضي.
وقالت الوزارة إنه "لم يتعرض أي مدني لأذى خلال فترة سيطرتنا على مدينة بوتشا".
ونوهت الوزارة: "في وقت كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف".
وكانت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار قد أعلنت في وقت سابق أن الجيش استعاد السيطرة العسكرية الكاملة على المنطقة المحيطة بكييف بعد أكثر من خمسة أسابيع من بدء الغزو الروسي.
وتلقي أوكرانيا باللوم في "المذبحة" على القوات الروسية التي احتلت البلدة الصغيرة حتى وقت قريب. ورفضت موسكو هذه المزاعم وأشارت إلى أن اللقطات قد تكون مزيفة.
والأحد اتهم مسؤولون أوكرانيون القوات الروسية بارتكاب ما وصفته بـ"المذبحة" في بوتشا.
ومنذ الإعلان الأوكراني توالت الإدانات الغربية للحادث.
وعُثر الأحد على 57 جثة في مقبرة جماعية في بوتشا، بحسب ما أفاد الأحد مسؤول الإغاثة المحلي سيرهي كابليتشني.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تعليقا على الحادث لقناة "سي إن إن"، "لا يَسَعك إلّا التعامل مع هذه الصور بوصفها ضربة مؤلمة".
وطالبت أوكرانيا بعد إعلانها العثور على المقبرة بتشديد العقوبات على موسكو.
كما فرضت الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون عقوبات غير مسبوقة على ورسيا.
وقبيل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، دائما ما أعلنت موسكو حقها في الدفاع عن أمنها وإزاحة ما أسمتهم "النازيين"، وذلك في ظل إصرار كييف وحلفائها في الغرب بضمها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يرغب في التوسع شرقا، ما يعني إقامة قواعد عسكرية قرب حدودها.
كما قالت روسيا إن عمليتها العسكرية جاءت للدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا من "الإبادة الجماعية" التي تقوم بها كييف ضد المنطقتين اللتين أعلنتا استقلالهما عن كييف واعترفت موسكو بهما مؤخرا.
وأعلن بوتين في خطابه الذي دشن فيه العملية العسكرية أن بلاده لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، ولا تخطط لاحتلالها، ولكن "من المهم أن تتمتع جميع شعوب أوكرانيا بحق تقرير المصير"، مشددا على أن ""تحركات روسيا مرتبطة ليس بالتعدي على مصالح أوكرانيا إنما بحماية نفسها من أولئك الذين احتجزوا أوكرانيا رهينة".