«الغابة السوداء» تكشف ثغرة منظومة «إس-400» الروسية
ظهرت ثغرات في منظومة "إس 400" المتطورة الروسية، مع تكثيف حرب المسيرات بين أوكرانيا وروسيا، وخاصة هجوم "الغابة السوداء".
وفي 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، نفذ لواء الاستطلاع المدفعي الأوكراني الخامس عشر، المعروف باسم "الغابة السوداء"، هجوما بالمسيرات استهدف منظومة إس-400 التي تشغلها كتيبة الصواريخ المضادة للطائرات "568" التابعة للقوات الجوية الروسية.
وأكدت لقطات مصورة بطائرة مسيرة، أن الهجوم الأوكراني دمر قاذفة صواريخ ذاتية الدفع من طراز "بي852 إس إم2-01" تابعة لمنظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" بعيدة المدى في منطقة بيلغورود الروسية، مع إلحاق أضرار بقاذفة ثانية.
وكشفت مجلة "ميليتاري ووتش" أن آثار الضربات لا تزال محدودة لأن منصات الإطلاق تعد الأجزاء الأقل تكلفة والأكثر استهلاكًا في منظومة إس-400، حيث لا تحمل كل منصة سوى أربعة صواريخ أرض-جو عند تسليحها بالكامل.
كما أن متطلبات تدريب الأفراد المخصصين لمركبات الإطلاق أقل بكثير من متطلبات تدريب الأفراد المخصصين لأجزاء المنظومة الأكثر تكلفة وتعقيدًا، مثل الرادارات ومراكز القيادة.
وعلى الرغم من محدودية أهمية الضربة نفسها، إلا أنها سلطت الضوء على نقطة ضعف رئيسية في منظومة إس-400، وهي ضغف قدرتها الدفاعية ضد أهداف صغيرة جدًا ومنخفضة القيمة، مثل المسيرات.
ولهذه المشكلة تأثير مماثل على أنظمة دفاع جوي أخرى عالية القيمة، بما في ذلك نظيرتها الغربية "إم آي إم-104 باتريوت" التي تم نشرها في كل من أوروبا الشرقية والشرق الأوسط.
ولم يتم تصميم نظام إس-400 ليتم نشره منفردًا، بل كجزء من شبكة تضم أنظمة دفاع جوي قصيرة ومتوسطة المدى، أكثر ملاءمةً لاستهداف الأهداف منخفضة القيمة.
ويفضل أن يتم ذلك بالتزامن مع طائرات توفر تغطية استشعارية علوية تكميلية.
ومؤخرا، بدأت القوات الروسية باستخدام أسلحة الليزر الصينية "سايلنت هانتر" بقدرة 30 كيلووات، المزودة بمستشعرات توجيه بصرية، لتوفير دفاع ضد هجمات المسيرات، وفق ما أكدته لقطات مصورة في مايو/أيار الماضي.
كما تم تطوير أنظمة أخرى، مثل نظام "سكاي شيلد" الصيني، لدمج أسلحة الليزر وأنظمة الحرب الإلكترونية لتوفير دفاع متعدد الطبقات ضد المسيرات.
وعلى الرغم من أن منظومة "إس-400" نظام متعدد الاستخدامات قادر على الاشتباك مع جميع أنواع صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية متوسطة وقصيرة المدى، وجميع أنواع الطائرات المأهولة، إلا أن محدودية فعاليته ضد الأهداف منخفضة القيمة جعلت الدعم من أنظمة مثل "بانتسير" و"سايلنت هانتر" أمرًا بالغ الأهمية.
ويظهر هذا الأمر حقيقة أنه في الحروب الحديثة، لا يمكن الاعتماد على أي نظام بمفرده لتأمين البر أو البحر أو المجال الجوي ضد خصم ذي قدرات عالية، إذ يعد الاستخدام الفعال للأصول المكملة أمرًا حيويًا لبقاء أي نظام واستخدامه بفعالية.
وفي كل الأحوال، حافظت روسيا على قدرتها على استيعاب خسائر أنظمة إس-400 من خلال زيادة الإنتاج بشكل كبير، مما سمح أيضًا باستمرار تصدير هذه الأنظمة، وفق التقرير ذاته.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز