للحفاظ على النسل الأوكراني.. معارك عسكريين لجمع ماء "الصلب والترائب"
عندما انضم الشباب الأوكراني للجيش مع بدء العملية العسكرية الروسية ضد بلادهم، لم يكونوا يعلمون أن الحرب ستستمر لأكثر من عام.
ومع عدم وجود نهاية في الأفق للحرب، بدأ جنود يخططون وينفذون خطط طوارئ لتكوين أسرة في حالة عدم عودتهم للمنزل من خلال تجميد حيواناتهم المنوية لضمان إرثهم.
وتقدم عيادات الخصوبة في كييف، خدمات مجانية لأولئك الذين يخدمون في الخطوط الأمامية للجيش لتجميد السائل المنوي من خلال الحفظ بالتبريد، أي أخذ ماء "الصلب والترائب" لحفظه.
خدمة طبية للعسكريين بهدف إنساني بدأت مع انطلاق الضربات الأولى للعمليات العسكرية في شرق أوكرانيا في عام 2014 لكنها أخذت في الانتشار العام الماضي مع بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير/شباط 2022.
وتسجل ما تعرف بعيادات الخصوبة الخاصة في العاصمة الأوكرانية كييف، عشرات الحالات لأفراد عسكريين فقط، فيما تحصل زوجاتهم على تلقيح لمحاولة الحمل في ظل استمرار شركائهم على قيد الحياة للقتال.
تخزن إحدى العيادات في كييف "4500 مل من الحيوانات المنوية في نيتروجين سائل"، والتي تراكمت على مدى السنوات العشر الماضية منذ افتتاحها.
ونظرًا لانقطاع التيار الكهربائي غالبًا بسبب الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية، يتم تشغيل المختبر بواسطة بطاريات مستقلة لضمان درجة حرارة -196 درجة مئوية.
ووفقا لتقارير إعلامية غربية فإن القلق الآن يرتبط بمستقبل التركيبة السكانية لأوكرانيا، وحتى عندما تنتهي الحرب بالكامل، ستواجه البلاد مشكلة ديموغرافية كبيرة.
مشهد متكرر أيضا على الجانب الروسي، فالجنود المشاركون في الحرب ضد أوكرانيا يسعون كذلك لتجميد الحيوانات المنوية وتخزينها مجانًا في البنوك الباردة.
وبحسب تصريحات سابقة لإيغور ترونوف، رئيس اتحاد المحامين الروسي، الذي يمثل العديد من الأزواج، فقد تم حشد العسكريين وطلبت أسرهم المساعدة في هذا الأمر.
وبالفعل استجابت وزارة الصحة الروسية لطلب "إنشاء بنك تجميد مجاني للمواد الوراثية والتعديلات على نظام التأمين الصحي الإلزامي لتخصيص حصة مجانية لعلاج الخصوبة لمواطني روسيا الاتحادية المشاركين في العملية العسكرية الخاصة".
حينها قررت وزارة الصحة بالاتحاد الروسي أنه من الممكن استخدام الأموال من الميزانية الفيدرالية لتمويل حفظ وتخزين الخلايا الجنسية (الحيوانات المنوية) بدون رسوم للمواطنين الذين تم حشدهم في العملية العسكرية الخاصة، خلال الفترة ما بين 2022 و2024.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتجنيد 300 ألف جندي إضافي ضمن "تعبئة جزئية" وتجنيد إجباري شهدته البلاد.