شعاع ضوء بحرب أوكرانيا.. أكاديمي يواصل تدريس طلابه من الجبهة
رغم المآسي العديدة التي كشفت عنها الحرب الروسية في أوكرانيا، لكنها لم تخل من الصور المضيئة أيضا.
ويلقي تقرير لمجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على أحد هذه النماذج الذي تخلى عن حياته الأكاديمية في الجامعة لارتداء الزي العسكري للدفاع عن بلاده.
فيدور ساندور، أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي في جامعة أوزهورود الوطنية، ملئت صوره مواقع التواصل الاجتماعي وهو يعطي محاضرات لطلابه أثناء القتال في ساحة المعركة من أجل بلاده ضد روسيا.
وذكرت الجامعة أن "ساندور التحق بالخدمة في كتيبة محاربة الإرهاب الأوكرانية منذ اليوم الأول للحرب مع روسيا، ويقاتل الآن في جهة غير معلومة في المنطقة الشرقية من البلاد".
وأشارت الجامعة إلى أنه حافظ على جدول زمني ثابت يتضمن محاضرات في الساعة 8 صباحًا كل يوم إثنين وثلاثاء. ولدى التحاقه بالقوات الأوكرانية توصل إلى اتفاق مع قيادته، وكذلك زملائه في الخدمة، ليتمكن من القتال والتدريس.
وقال فيدور "أنا في الجيش منذ 70 يوما. ذهبت إلى مكتب التسجيل والتجنيد العسكري فورًا بعد 24 فبراير/شباط. لكنني لم أتخل عن المحاضرات.. لم أفوت محاضرة واحدة خلال تلك الفترة".
وأوضح أن روتينه اليومي يتم تعديله وفقا لذلك لظروف الجبهة. وفي الوقت الذي تستغرق فيه المهمات القتالية 24 ساعة، قال يحصل على أربع ساعات راحة، يأتي من بينها التدريس، والتعامل مع الترتيبات المعيشية، أو حفر الخنادق لمزيد من الحماية.
وقال ساندور إن القصف ليس مصدر إلهاء كبير، حيث يشبهه بـ"صوت جرار يمشي".
وأشار إلى أنه في حال حدوث قصف شديد يتوجه إلى المخبأ ويواصل إلقاء المحاضرات، ويقول "نحن نقاتل من أجل أمة متعلمة. إذا لم ألق محاضراتي، فسيكون ذلك خطيئة. لماذا ذهبت إلى الحرب؟".
وحظيت جهود ساندور بإشادة واسع، بما في ذلك أصدقاؤه، مثل وزير الثقافة وسياسة المعلومات أولكسندر تكاتشينكو، الذي كتب على فيسبوك: "أعتقد أنه لو كان لدى الروس مثل هؤلاء المعلمين في الوقت الحالي لأمكنهم العيش في بلد ديمقراطي مزدهر. لكن أوكرانيا ستفوز بالتأكيد، لأن شعبنا هو الشعب الحقيقي الذي يتحلى بثقة النصر!"، وفق قوله.