انفجارات القرم.. رواية جديدة "تشعل الحرب" في أوكرانيا
رغم النفي الرسمي، قال مسؤول حكومي أوكراني لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الهجوم القوي على قاعدة جوية عسكرية في شبه جزيرة القرم كان عمل القوات الخاصة الأوكرانية.
ووفق الصحيفة فإن "ذلك يرجح دورًا مهما على نحو متزايد للقوات السرية التي تعمل خلف خطوط العدو مع توسيع كييف لجهودها لطرد القوات الروسية".
ولم يكشف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مصرح له الحديث علانية عن الموضوع، تفاصيل تنفيذ هجوم الثلاثاء.
وبحسب الصحيفة "يمثل الهجوم تصعيدا كبيرا في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر تقريبا، مما يدل على قدرة جديدة للقوات الأوكرانية على شن هجمات في عمق خطوط العدو أكثر مما كان يعتقد في السابق أنه ممكن".
وهزت ثلاثة انفجارات على الأقل قاعدة ساكي الجوية، الثلاثاء، في منطقة ساحلية من شبه جزيرة القرم، والتي ضمتها موسكو عام 2014، وهي وجهة شهيرة لقضاء العطلات لدى الروس.
وقال سلاح الجو الأوكراني خلال بيان، الأربعاء، إن تسع طائرات عسكرية روسية تم تدميرها في القاعدة، والتي قالت السلطات إن روسيا كانت تستخدمها لشن هجمات صاروخية على الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا.
وحال تأكد ذلك، ستكون تلك الخسائر الأكبر في يوم واحد للقوات الجوية الروسية منذ بداية الحرب، وقد يقلص قدرة روسيا أكثر على شن ضربات صاروخية ضد المدن الأوكرانية، على الأقل على المدى القصير.
وكافحت القوات الجوية الروسية لشن عمليات محمولة جوا طوال الحرب، وانطلقت أغلب الضربات من طائرات وسفن بعيدا عن متناول الدفاعات الجوية الأوكرانية في روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وقد يكون للهجوم تأثير عميق على قدرة روسيا على المدى الطويل على الاحتفاظ بسيطرتها على جنوب أوكرانيا، خاصة خيرسون، حيث تأمل القوات الأوكرانية شن هجوم مضاد لاستعادة الأراضي.
وبرزت شبه جزيرة القرم كمركز أساسي للوجيستيات للعمليات الروسية في الجنوب، نقطة المرور الرئيسية للقوات، والمعدات، والذخيرة، التي تعزز وتزود منطقة خيرسون.
وإذا دخلت القرم ضمن اللعبة وتعرضت شبه الجزيرة لمزيد من الهجمات، سيتعين على روسيا حراسة جزء من أوكرانيا حيث افترضت أنه يمكنها العمل دون عائق.
وقد يعيق ذلك قدرتها على تعزيز وإمداد قواتها في الجنوب، بحسب وزير الدفاع الأوكراني السابق أندري زاغورودنيوك، الذي يترأس الآن المركز الأوكراني للاستراتيجيات الدفاعية، وهو مركز أبحاث مستقل.
وأضاف أن الهجوم أوضح للروس "أنهم ليسوا منيعين في أي مكان. والأهم من ذلك لا يمكنهم الشعور بالأمان في القرم، اعتقدوا أنهم بأمان في القرم واعتقدوا أنهم آمنون على مسافة بعيدة".
ورسميا، رفضت كييف تأكيد أو نفي مشاركة الأوكرانيين. لكن يوم الثلاثاء، ركز الرئيس فولوديمير زيلينسكي خطابه المسائي على القرم، واعدا باستعادة الأرض.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن السبب الدقيق وراء الانفجارات في القاعدة لا يزال مصدر تكهنات، وأوكرانيا، إذا كانت مسؤولة عنه، قد لا تكشف أساليبها رسميا أبدا.
ويتكهن بعض الخبراء العسكريين أن هجوم، الثلاثاء، ربما تم تنفيذه بما يشبه طائرة مسيرة، والتي ربما حركتها قوات سرية بمكان قريب خفي، والاحتمال الآخر، بحسب خبراء، أن المتفجرات زرعها مخربون بنقاط رئيسية في المنشأة.
وسلطت تلميحات المسؤولين الأوكرانيين بأن قوات العمليات الخاصة شاركت في العملية الضوء على أنشطة ما يعرف رسميا بـ"المقاومة الوطنية"، والتي يشير إليها كثير من الأوكرانيين بـ"الثوار".
وبقيادة قوات العمليات الخاصة الأوكرانية وتحت قيادة الجيش الأوكراني تتألف القوة السرية من عملاء مدربين ومتعاطفين محللين، وكانت تكثف الأنشطة التي تستهدف عرقلة اللوجيستيات الروسية، والقيادية، والإدارية، بحسب أوليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني.
وقال خلال مقابلة إن القوة سرية وتفاصيل عملياتها لا يمكن الكشف عنها، مضيفا: "إذا سألتني عما إذا كان هناك ثوار، سأجيب: نعم. إنهم موجودون بكل مكان. ما يفعلونه هو مسألة أخرى، تعتمد على المهام وتوقيت استلامها. وهناك مقاومة وسيكون هناك مقاومة".
وتقع قاعدة ساكي الجوية على بعد أكثر من 140 ميلا من أقرب الخطوط الأمامية، وقال مسؤولون أمريكيون لـ"واشنطن بوست" لا سلاح أمريكي استخدم في الهجوم، مستبعدين احتمال أن تكون صواريخ هيمارس مسؤولة عن ضربة الثلاثاء.