التحنيط عند المصريين القدماء.. 5 مراحل تستغرق شهرين
شرحت عالمة الآثار الإسبانية، إستر بونس، المتخصصة في علم المصريات، تطور مراحل الدفن والتحنيط عند المصريين القدماء.
وقالت بونس، الخبيرة في متحف إسبانيا الوطني للآثار في مدريد، إنه في البداية كان يتم دفن موتى المصريين القدماء في الصحراء في حفر، حيث سرعان ما كانت تؤدي حرارة الرمال وجفافها إلى تجفيف الجثث، مما يمنح المتوفى جانبا من مظاهر الإنسان الحي لعدة أيام، وهو ما يعرف بالمومياوات الطبيعية.
وأضافت أنه لاحقا قام المصريون بدفن موتاهم في توابيت لحمايتها من الحيوانات المتوحشة في الصحراء، ومع ذلك، لاحظوا سريعا كيف تتحلل الأجسام داخل التوابيت بسهولة أكبر لأنها لم تكن في اتصال مباشر بالحرارة أو جفاف رمال الصحراء".
وأوضحت بونس أنه "مع مرور الوقت، تطورت أساليب التحنيط للحفاظ على الجسد بعد الموت حتى تم التمكن من الحفاظ على صورة الجسد كما لو كان الإنسان على قيد الحياة".
وكشفت أن هذه الطقوس تتضمن عملية تحنيط وتطهير الجسد. وعقب القيام بذلك يغطى الجسد بالكتان والصوف في عملية يطلق عليها "التحنيط".
وأضافت عالمة المصريات: "المصريون كانوا يعتقدون أن الروح تغادر الجسد عند الموت وتعود إليه فقط عقب دفنه بشكل سليم. مع ذلك، كان ينبغي على الروح أن تكون قادرة على إيجاد جسدها والتعرف عليه لإمكانية العيش معه للأبد".
وكشفت أنه عندما كان يدفن الجسد، كانت تقام طقوس تعرف بـ "فتح الفم" والتي تسمح للمتوفى بتناول الطعام والشراب مجددا وتسمح للروح بدخول الجسد مجددا.
مراحل التحنيط
من جانبه أشار المحامي والمشرع النيكاراجوي أدولفو ميراندا ساينز على مدونته إلى أن "عملية التحنيط كانت تتم في المنازل المخصصة لذلك عبر خمس خطوات".
وأكد ميراندا أنه كان يتم "وضع الجسد في مادة النطرون لمدة شهرين للتجفيف واستخراج الأمعاء باستثناء القلب وغسيل، ثم تطهير الجسد بالمراهم والراتنجات والعطور، وتغطيته بالضمادات، ووضع الجسد في تابوت. وتتمثل الخطوة الخامسة في تزيين التابوت والضمادات بنقوش ورسومات تحمل طابعا رمزيا".
وأضاف أن الأعضاء التي أزيلت من جسد المتوفى خلال عملية التحنيط كانت توضع في الأواني الكانوبية.
وكشف ميراندا أن عملية التحنيط ونوع الراتينج المستخدم كانا يتحددان وفقا للمبلغ الذي تسدده عائلة المتوفى. وعقب انتهاء العملية، كان التابوت يدفن في المقبرة وتوضع بجانبه جميع المتعلقات ذات القيمة للمتوفى من طعام وشراء وملابس وأموال للسداد بها في رحلة العالم الآخر.
الإيمان بالتمائم
وكان الإيمان بقدرة التمائم حاضرا في الثقافات البشرية من قديم الأزل. وعقب الوفاة، كانت توضع التمائم بين الضمادات التي تغطي المتوفى عقب تحنيطه بهدف حماية الجسد والحفاظ عليه.
وإزاء ثراء هذه التمائم تشكلت واحدة من أكثر المظاهر الفنية تمثيلا في مصر القديمة والتي أعدت بمواد ذات قيمة رمزية مرتفعة مثل أحجار اللازورد والبازلت والذهب والفضة.
وكانت هذه التمائم تقام على هيئة أشكال متنوعة للغاية وعادة ما كانت تحمل صور الآلهة والحيوانات المقدسة وأجزاء الجسم ورموز القوة.