سيناريو أسوأ من الكساد العظيم.. توقعات الأمم المتحدة لاقتصاد العالم
المنظمة العالمية توقعت أن ينكمش الاقتصاد العالمي 3.2% في 2020، وهو ما خالف توقعات سابقة قدرت بـ0.9% خلال العام نفسه
خفضت الأمم المتحدة توقعاتها لانكماش الاقتصاد العالمي في ظل جائحة كورونا المستجد التي تسببت في ركود عالمي وصفته المنظمة بأنه الأسوأ منذ الكساد العظيم، في ثلاثينيات القرن الماضي.
وقالت الأمم المتحدة، الأربعاء، إن من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي 3.2% في 2020، وهو ما خالف توقعات سابقة قدرت بـ0.9% خلال العام نفسه.
وعزت الأمم المتحدة خفض توقعاتها إلى أن جائحة فيروس كورونا تسببت في فرض قيود صارمة على النشاط الاقتصادي وزيادة الضبابية وأوقدت شرارة أسوأ ركود منذ الكساد العظيم.
والكساد العظيم أو الـGreat Depression، هو الركود الاقتصادي الأطول والأعظم في تاريخ العالم الحديث، حيث بدأ مع انهيار أسواق الأسهم في عام 1929 ولم ينته حتى عام 1939.
ويشير المؤرخون والاقتصاديون إلى فترة الكساد العظيم باعتبارها الحدث الاقتصادي الأكثر كارثية في القرن العشرين، وربما يكون وباء "كوفيد-19" الأزمة الأكثر مأساوية في القرن الواحد والعشرين.
وأفاد تقرير من إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالمنظمة إن من المرجح أن يكون تعافي الناتج الاقتصادي تدريجيا فحسب في 2021.
كانت الإدارة توقعت في يناير/كانون الثاني الماضي نمو الاقتصاد العالمي بين 1.8 و2.5 بالمئة هذا العام.
وذكر التقرير الصادر اليوم "من المتوقع أن يفقد الناتج الاقتصادي العالمي حوالي 8.5 تريليون دولار في 2020 و2021، ليمحو تقريبا مكاسبه التي تراكمت على مدى السنوات الأربع السابقة."
أصاب فيروس كورونا المستجد، المتسبب في مرض كوفيد-19 التنفسي، حوالي 4.3 مليون شخص في أنحاء العالم وأودى بحياة ما يربو على 291 ألفا، بحسب أرقام جمعتها رويترز. وظهر الفيروس للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي.
وقالت الإدارة "معركة الجائحة - إذا طالت وأصبح ثمنها الاقتصادي باهظا - ستعيد تشكيل التجارة والعولمة على نحو جذري."
وحذر التقرير من فقد واسع النطاق للوظائف والدخل مع تفاقم الفقر في أنحاء العالم جراء الجائحة.
وقال "وفقا للتقديرات الأساسية، فإن 34.3 مليون شخص - بمن فيهم ملايين العاملين في القطاع غير الرسمي - سينزلون عن خط الفقر المدقع هذا العام، وستسهم الدول الإفريقية بنسبة 56 بالمئة من هذه الزيادة".
ويشير المؤرخون والاقتصاديون إلى فترة الكساد العظيم باعتبارها الحدث الاقتصادي الأكثر كارثية في القرن العشرين، وربما يكون وباء "كوفيد-19" الأزمة الأكثر مأساوية في القرن الواحد والعشرين.
- كيف حدث الكساد العظيم؟
طوال فترة عشرينيات القرن العشرين، توسع الاقتصاد الأمريكي بشكل سريع وارتفع إجمالي ثروة البلاد بأكثر من الضعف في الفترة بين 1920 وحتى عام 1929، وهي الحقبة التي عرفت حينذاك بـ"العشرينات الهادرة".
لكن مع انهيار سوق الأسهم في 24 أكتوبر/تشرين الأول عام 1929، سيطرت حالة من الذعر على المستثمرين دفعتهم لموجة بيعية بشكل جماعي، كما تدافع المستثمرون على سحب أموالهم من البنوك وسط حالة من الذعر المصرفي.
وتسبب هذا الذعر في فشل حوالي 5 آلاف مصرف أمريكي في الاستمرار في العمل، حيث قام المودعون بسحب كافة أموالهم من البنوك في آن واحد.
ومع تلاشي ثقة المستهلكين في أعقاب انهيار سوق الأسهم، دفع التراجع في الإنفاق والاستثمار المصانع والشركات لإبطاء وتيرة الإنتاج والبدء في تسريح العمال.
أما هؤلاء الذين حالفهم الحظ بالبقاء في العمل فقد تم تخفيض أجورهم وبالتبعية انخفضت القوة الشرائية.