وفد أممي في مالي برسالة واضحة.. السلام والانتخابات
استهل وفد مجلس الأمن الدولي زيارته لمالي بلقاء ممثلين لوكالات الأمم المتحدة في فندق بباماكو تحت مراقبة أمنية مشددة.
ويعتزم الوفد، الذي يزور مالي، عقد لقاءات الأحد مع أطراف في الانتقال للعودة إلى السلطة المدنية، بعد انقلابين خلال 9 أشهر في هذا البلد الذي يشهد أعمال عنف إرهابية وبين مجموعات سكانية.
كما التقى الوفد الأحد عقب لقاء ممثلي الأمم المتحدة، ممثلين للمجتمع المدني لمعرفة المزيد عن الأوضاع في البلد الأفريقي.
ويرأس الوفد سفير النيجر لدى الأمم المتحدة عبده أباري ونظيره الفرنسي نيكولا دي ريفيير، ويضم السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد.
كما سيلتقي الوفد رئيس الوزراء شوغويل كوكالا مايغا والرئيس الانتقالي الكولونيل أسيمي غويتا في وقت لاحق اليوم.
وتؤكد السلطات الانتقالية في مالي علنا استعدادها لتأجيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها في 27 فبراير/شباط القادم في حين تريد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تنظيمها في الموعد المحدد.
وقال السفير الكيني مارتن كيماني الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن لصحفيين مساء السبت: "نحن هنا للاستماع إلى السلطات الانتقالية وتحديد أفضل طريقة لدعمها في جهودها لتحقيق هذا الانتقال".
وأضاف كيماني قائلا: "جئنا برسالة واضحة حول ضرورة تنظيم الانتخابات وتطبيق اتفاق السلام وتحقيق الاستقرار في وسط مالي" البؤرة الرئيسية لأعمال العنف.
ولفت دبلوماسي في الأمم المتحدة، لوكالة فرانس برس قبل الزيارة إلى أن سفراء مجلس الأمن "سيدعمون في المنطقة المنظمات الإقليمية مثل مجموعة غرب أفريقيا، وسيشددون على احترام مواعيد الانتخابات، وإذا لم يكن ذلك ممكنا فيجب على الأقل وضع جدول زمني واقعي".
وكشف مصدر صحفي من الوكالة أن نحو ألف امرأة من أعضاء أحزاب سياسية معارضة لتمديد المرحلة الانتقالية تظاهرن في باماكو السبت.
ومن المقرر أن يتوجه الوفد بعد زيارته لمالي إلى النيجر المجاورة الأحد.
وتأتي زيارة الوفد الأممي في وقت نفت فيه مالي تفويض أي شخص أو جهة للتفاوض مع الإرهابيين، بعد أيام من إعلان بهذا الصدد من قبل إحدى وزاراتها.
وقالت الحكومة، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إنها تبلغ الرأي العام الوطني والدولي بأنه حتى الآن لم يتم تفويض أي منظمة وطنية أو دولية رسميا للقيام بالتفاوض مع الإرهابيين.
ولم تكن حقيقة المناقشات بين السلطات في مالي وبعض الجماعات الإرهابية موضع شك للخبراء منذ فترة طويلة حتى قبل أن يقر الرئيس السابق إبراهيم أبوبكر كيتا منذ إطاحته على يد الجيش، بوجود اتصالات في هذا الصدد في فبراير/شباط 2020.
ويبدو أن حوارا مع الإرهابيين يتعلق بشكل أساسي بالزعيمين الإرهابيين أمادو كوفا وإياد أغ غالي ومجموعتيهما المرتبطتين بتنظيم القاعدة وليس تنظيم داعش الإرهابي.
ولطالما أبدت فرنسا، الحليف الرئيسي لمالي، رفضها هذا الحوار.
وتشهد العلاقات بين باماكو وباريس أخطر أزماتها منذ بدء الانخراط الفرنسي في البلاد عام 2013.
وندد رئيس وزراء مالي بقرار فرنسا تقليص عددها في منطقة الساحل بحلول العام 2023 وقال إن فرنسا "تخلت في منتصف الطريق" عنها.