العليمي في الأمم المتحدة.. إشادة بالإمارات والسعودية لحماية مؤسسات اليمن
أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمواقف دولة الإمارات والسعودية، معتبرا أنها شكلت "حجر أساس" لحماية مؤسسات بلاده.
جاء ذلك في كلمة ألقاها العليمي، الخميس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك.
وفيما ثمن العليمي الموقف السياسي الموحد للمجتمع الدولي تجاه القضية اليمنية، أشار إلى "تضامن الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، التي مثلت مواقفهم سياجا قويا لمنع انهيار مؤسسات الدولة اليمنية، وتعزيز صمودها في مواجهة المليشيات الحوثية".
وقال العليمي إن "مواقف السعودية والإمارات مثلت حجر أساس لحماية مؤسسات الدولة"، مشيرا إلى أن "العام الماضي شهد تحولا تاريخيا في بلادنا".
وقال إنه "على مدى الأشهر الماضية استمرت الحكومة اليمنية بدعم من الأشقاء والأصدقاء في الوفاء بالتزاماتها الحتمية بما في ذلك الانتظام بدفع رواتب الموظفين، وإنقاذ ملايين الأرواح، ومساعدة العالقين في بعض مناطق النزاعات المسلحة، والكوارث الداخلية والخارجية في مهمة وطنية وأخلاقية خالصة ليست من اهتمام المليشيات".
وشدد على أن "الطريق الأكثر أمانا لتحقيق السلام هو استعادة ثقة الشعب بالشرعية الدولية".
وتابع أنه "لولا دعم السعودية للموازنة العامة للدولة لعجزنا عن الوفاء بالتزاماتنا بما فيها دفع رواتب الموظفين".
لقاء
قبل كلمة اليوم التقى العليمي، أمس الأربعاء، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، وبحث الجانبان عددا من القضايا على رأسها جهود حل الأزمة اليمنية.
كما استعرضا، خلال اللقاء المنعقد على هامش أعمال الدورة الـ 78 من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، آفاق التعاون المشترك بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفق وكالة أنباء الإمارات "وام".
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، نهج دولة الإمارات الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، بما يلبي تطلعاته نحو مستقبل مستقر ومزدهر، مشيرا إلى العلاقات التاريخية والأخوية الراسخة التي تجمع بين البلدين الشقيقين وشعبيهما.
من جانبه أعرب العليمي عن تقديره للدعم الكبير التي تقدمه دولة الإمارات للشعب اليمني، مؤكدا عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.
يوم مشؤوم
ووصف العليمي في كلمته ذكرى انقلاب الحوثي بأنه "يوم مشؤوم" غامرت فيه المليشيات بانقلابها على التوافق الوطني في شهر يشعل فيه اليمنيون الأرض والفضاء احتفاء بميلاد جمهوريتهم، وسقوط "الحكم الإمامي".
وبشأن ملف السلام، أكد العليمي أنه لا يزال "يراوح مكانه، رغم ما قدمته الحكومة اليمنية من تنازلات ومبادرات دعما لهذا المسار"، مشيرا إلى الجهود الحميدة للأشقاء في السعودية وعمان، والتي جددت الآمال في رضوخ المليشيات الحوثية للإرادة الشعبية والإقليمية والدولية، والاعتراف بحقيقة أن الدولة الضامنة للحقوق والحريات، وسيادة إنفاذ القانون على أساس العدالة والمواطنة المتساوية، التي هي وحدها من ستجعل بلدنا أكثر أمنا واستقرارا، واحتراما في محيطه الإقليمي والدولي.
وقال إن "هذا هو منطق الحكومة الشرعية، ومنتهى الهدف من أي جهود للسلام المستدام الذي يجب أن يعني الشراكة الواسعة دون تمييز أو إقصاء، والتأسيس لمستقبل أكثر إشراقا".
وأضاف: "اليوم لا أعتقد أنه لا يزال لدينا في الحكومة المزيد من التنازلات التي نقدمها، أو أن نغير من فهمنا لمليشيات نعرفها جيدا ويمكننا التنبؤ بنواياها لعقود مقبلة".
وأكد أن تقديم المزيد من التنازلات "أعاد شعبنا إلى عصور العبودية، والإحباط والنسيان، بل من المرجح أن يتحول بلدنا إلى بؤرة لتصدير الإرهاب، وفتيل لنزاع إقليمي ودولي لا سبيل لاحتوائه بالسبل الدبلوماسية".
وحذر العلمي من أي تراخ من جانب المجتمع الدولي أو التفريط بالمركز القانوني للدولة، أو حتى التعامل مع المليشيات كسلطة أمر واقع، مشيرا إلى أن ذلك "يجعل من ممارسة القمع، وانتهاك الحريات العامة، سلوكا يتعذر التخلص منه بأية حال من الأحوال".
وأكد أنه من "واقع فهمنا لنهج المليشيات الحوثية فإن عروض السلام بالنسبة لها ليست سوى بالونات اختبار، ينبغي التعامل معها من منظور تكتيكي للسيطرة على المزيد من الموارد، وتأجيل قرار المواجهة العسكرية إلى أن تتحقق ظروف أفضل، وهو ما حدث في تنصلها عن كافة الاتفاقات السابقة، وآخرها اتفاق ستوكهولم".
كما أكد "ضرورة توفر الضمانات الكافية للسلام المستدام الذي يجب أن يتأسس على المرجعيات الثلاث المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا، والاحتكام للشرعية الدولية، كما جاء في المبادرة السعودية".
وأشار إلى أن استدامة السلام، وعدم تكرار جولات الحرب، هو جوهر السلام المنشود الذي يضمن لليمنيين قدرتهم على بناء دولة المؤسسات التي تحمي الحقوق والحريات، والمساواة بين مواطنيها، وتؤسس لعلاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة مع أشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية".
وفيما طالب العليمي دعم الحكومة اليمنية، أكد أن موقف القوى الكبرى تحديدا ورسالتها الصارمة للمليشيات ومهندسي الانقلابات على الشرعيات الدستورية ليس في اليمن فقط وإنما في كافة أنحاء العالم، سيجعل طريق السلام أكثر وضوحا بتبديد أحلام الجماعات المسلحة، والطامحين للسلطة، وأوهامهم بإنشاء كيانات تنازع الحكومات الشرعية سلطاتها الحصرية.
حديث العليمي في منبر الأمم المتحدة يتزامن مع وقت تتكثف فيه منذ مدة مساعٍ إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن.
ويترقب اليمنيون أن تحقق محادثات الرياض التي تستضيفها السعودية مع وفد حوثي، بمشاركة عمانية، انفراجة في الأزمة.
كما يأملون حسم أكثر الملفات في أزمتهم تعقيدا وتتمثل بصرف رواتب الموظفين وفتح الطرقات بين المدن اليمنية المحاصرة، وحل عقدة الأسرى والمعتقلين ووقف دائم لإطلاق النار يمهد لمشاورات أكثر تقدماً وحوارات باتجاه السلام والعودة للمسار السياسي.
وتحظى مشاورات الرياض بدعم إقليمي ودولي واسع، كان آخرها ترحيب دولة الإمارات بالجهود التي تبذلها المملكة وسلطنة عُمان لإحلال السلام في اليمن.
aXA6IDMuMTQ0LjE3LjE4MSA= جزيرة ام اند امز