الأمم المتحدة تحذر: السنوات الثماني الأخيرة قد تصبح الأكثر حرا
سلط تقرير للأمم المتحدة، بالتزامن مع انطلاق قمة المناخ في مصر، الأحد، الضوء على مخاطر ظاهرة الاحترار العالمي التي تصاعدت مؤخرا.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في مقطع مصور بث خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ، إن السنوات الثماني الأخيرة، في حال ثبتت التوقعات بشأن العام 2022، ستكون أكثر حرا من أي عام سابق على الإطلاق.
وأشارت المنظمة إلى تسارع وتيرة ارتفاع مستوى مياه البحار وذوبان الأنهر الجليدية والأمطار الغزيرة وموجات الحر والكوارث القاتلة التي تتسبب بها.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في تعليق على التقرير في مقطع مصور بث في شرم الشيخ "مع انطلاق مؤتمر الأطراف حول المناخ كوب 27 يواجه كوكبنا نداء استغاثة" واصفا التقرير بأنه "سرد لفوضى مناخية".
وارتفعت حرارة الأرض أكثر من 1.1 درجة مئوية منذ نهاية القرن التاسع عشر وقد سجل نصف هذا الاحترار تقريبا في السنوات الثلاثين الأخيرة على ما أظهر التقرير.
ويتجه عام 2022 إلى أن يصبح العام الخامس أو السادس الأكثر حرا يسجل حتى الآن رغم تأثير النينيا منذ العام 2020 وهي ظاهرة طبيعية دورية في المحيط الهادئ تؤدي إلى خفض حرارة الجو.
وقال المدير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس "كلما كان الاحترار عاليا كلما تفاقمت التداعيات". وسجلت مياه سطح المحيطات التي تمتص أكثر من 90 % من الحرارة المتراكمة جراء الانبعاثات الناجمة عن النشاط البشري، مستويات قياسية في 2021 وقد زادت حرارتها بسرعة خصوصا خلال السنوات العشرين الأخيرة.
وارتفعت أيضا موجات الحر البحرية مع تداعيات مدمرة على الشعاب المرجانية وعلى نصف مليار شخص يعتمدون على البحار لتأمين الغذاء وسبل العيش. وعموما شهدت 55 % من مياه سطح المحيطات موجة حر بحرية واحدة على الأقل في 2022 على ما جاء في التقرير.
وتضاعفت وتيرة ارتفاع مستوى البحار في السنوات الثلاثين الأخيرة بسبب ذوبان الأنهر والصفائح الجليدية ما يهدد عشرات ملايين الأشخاص الذي يعيشون في مناطق ساحلية منخفضة.
وقال مايك ميريديث كبير العلماء في بريتيش انتركتيك سورفي "الرسائل الواردة في هذا التقرير لا يمكن ان تكون أكثر قتامة". وأضاف "في كل أرجاء كوكب الأرض تحطمت مستويات قياسية فيما أجزاء مختلفة من منظومة المناخ تنهار".
وبلغت غازات الدفيئة المسؤولة عن أكثر من 95 % من الاحترار الحاصل، مستويات قياسية مع تحقيق غاز الميثان أكبر قفزة تسجل خلال عام بحسب التقرير السنوي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية حول وضع المناخ العالمي.
وقبل أيام، ذكر تقرير لمنظمة (يونسكو)، أن بعض الأنهار الجليدية الأكثر شهرة في العالم، بما في ذلك الموجودة في جبال دولوميت في إيطاليا ومتنزهي يوسمايت ويلوستون في الولايات المتحدة وجبل كليمنجارو في تنزانيا ستختفي بحلول 2050 بسبب الاحتباس الحراري بغض النظر عن تصورات ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وتراقب "يونسكو" نحو 18600 نهر جليدي في 50 موقعا من مواقع التراث العالمي التابعة لها، وقالت إن من المتوقع أن يختفي ثلثها بحلول عام 2050.
وبينما يمكن إنقاذ الباقي عن طريق الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية بأقل من 1.5 درجة مئوية مقارنة مع مستويات ما قبل عصر الصناعة، في تصور انبعاثات الأنشطة المعتادة، فإنه من الممكن أن يختفي حوالي 50% من الأنهار الجليدية المدرجة في قائمة التراث العالمي بالكامل بحلول عام 2100.
في عام 2022 عاثت سلسلة من الظواهر المناخية القصوى التي فاقمها التغير المناخي، تدميرا في مجتمعات مختلفة عبر العالم. فقد تلت موجة حر استمرت شهرين في جنوب آسيا في مارس/ آذار وأبريل/نيسان، فيضانات في باكستان غمرت ثلث مساحة البلاد. وقضى فيها ما لا يقل عن 1700 شخص وتشرد ثمانية ملايين.
وقدّر تقرير صدر في يونيو /حزيران أن 55 دولة معرضة للخطر خسائرها المجمعة المرتبطة بالمناخ على مدار العقدين الماضيين بنحو 525 مليار دولار، تمثل نحو 20 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لها جميعا. وتشير بعض الأبحاث إلى أن مثل هذه الخسائر قد تصل بحلول عام 2030 إلى 580 مليار دولار كل عام.
aXA6IDMuMTUuMjI1LjE3NyA= جزيرة ام اند امز