مسؤول أممي لـ"العين الإخبارية": 3 مزايا مهمة في منظومة التأمين الصحي المصرية (حوار)

يفرق عوض مطرية، مدير النظم الصحية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، بين التأمين الصحي والتغطية الصحية الشاملة، حيث يعتبر أن الثانية أشمل، لكنه يعتبر أن الأولى خطوة نحو الوصول إلى الثانية، مؤكدا أن مصر قطعت شوطا مهما في هذا الاتجاه.
جاء ذلك في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية" على هامش مشاركته في مؤتمر صحفي عقده المكتب الإقليمي للمنظمة بمناسبة أسبوع التغطية الصحية الشاملة، الذي بدأ اليوم الأحد، وحتى 15 ديسمبر/كانون الأول، حيث أوضح ما تعنيه التغطية الصحية الشاملة، وكيف يمكن تحقيقها، والدور الذي يمكن أن يحققه برنامج التأمين الصحي المصري في اتجاه تحقيق هذه التغطية الشاملة.. وإلى نص الحوار.
بداية ما المقصود بالتغطية الصحية الشاملة؟
تعني حصول جميع الأفراد والمجتمعات على الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها دون أن يعانوا ضائقة مالية، ويشمل ذلك جميع الخدمات الصحية الأساسية الجيدة في جميع مراحل العمر، بدءا من تعزيز الصحة وصولًا إلى الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل والرعاية الملطِّفة، ويعني ذلك أيضًا جعل تلك الخدمات متاحة بسهولة لجميع المحتاجين إليها، وجعلها في متناولهم من الناحيتين الجغرافية والمالية.
ألا يعد التأمين الصحي وفق هذا التعريف شكلا من أشكال التغطية الصحية الشاملة؟
هناك فرق بين التأمين الصحي والتغطية الصحية الشاملة، فالثانية أشمل وأعم من الأولى.
كيف؟
ليس معنى الحصول على كارت التأمين الصحي هو تحقيق التغطية الصحية الشاملة، لأن التغطية الصحية الشاملة تقوم على محددين، أحدهما هو توفر الخدمات وإتاحتها، والآخر، هو توفر الحماية المالية، بمعنى ألا يسبب الحصول على الخدمة ضائقة مالية.
إذا أعملنا هذين المحددين على الوضع في إقليم شرق المتوسط، فكيف يمكن تقييم الوضع في الإقليم؟
قبل جائحة كوفيد -19، كان هناك تقدم حدث في اتجاه تحقيق الخدمات، ولكن بعد الجائحة حدث تراجع عما تم تحقيقه من نجاحات، أما فيما يتعلق بالحماية المالية فلم يحدث أي تقدم في هذا الملف، سواء قبل وبعد الجائحة، حيث ينفق 1 من كل 8 أفراد، نحو 10 في المائة من دخلهم عند احتياجهم للخدمات الصحية.
بما أن مكتبكم الإقليمي في مصر، لا بد أنكم مطلعون على مشروع التأمين الصحي الشامل الذي تنفذه مصر، وسؤالي ما وجه الاختلاف بينه ومفهوم الخدمة الصحية الشاملة؟
هو خطوة مهمة على طريق تحقيق التغطية الصحية الشاملة، لأنه يتيح الخدمة الصحية للجميع، وبدأ ذلك بشكل تدريجي في محافظات معينة، انطلاقا إلى تعميم المشروع في كل المحافظات المصرية.
وما المميز في المشروع المصري؟
3 مزايا، أولاها تعدد مصادر تمويل المشروع، ما بين تمويل حكومي، وتمويل من المساهمين، وأخيرا تمويل من الضرائب على بعض السلع مثل التبغ، وكان التمويل الحكومي للصحة، بما فيها أنشطة التأمين الصحي، حصل على استحقاق دستوري، بأن تمثل مخصصات القطاع الصحي 3% من الدخل القومي في مصر.
أما الميزة الثانية في المشروع المصري، أن تطبيق التأمين رافقه تحسن في تقديم الخدمة، فأصبحت هناك خدمات حقيقية تقدم للمشتركين في التأمين الصحي، ولم يعد مجرد كارت يحصل عليه الشخص.
وأخيرا، نلحظ في المشروع المصري الجديد اهتمام بالعنصر البشري وتأهيله ليكون مؤهلا لأداء الخدمة بشكل جيد، وكما قلك لك، فإن المشروع بهذه المزايا هو خطوة كبيرة ومهمة نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
وما الرسالة التي تحب أن توجهها من خلال "العين الإخبارية" بمناسبة أسبوع التغطية الصحية الشاملة؟
رسالتي أن الاستثمار في الصحة ستعود عوائده على الاقتصاد، فقد أظهرت جائحة "كوفيد -19"، كيف توقفت عجلة التنمية والاقتصاد بسبب الفيروس.