أبوظبي تستضيف منتدى الاستثمار العالمي.. مناخ وطاقة وغذاء
تستضيف أبوظبي منتدى الاستثمار العالمي 2023 لحشد الاستثمارات للعمل المناخي والطاقة النظيفة والصحة والأمن الغذائي ومطالب التنمية الأخرى.
ينظم المنتدى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، في الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر/تشرين الأول، ويعقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) بالعاصمة الإماراتية.
يعقد المنتدى كل سنتين، وهو عبارة عن تجمع للقادة وأصحاب المصلحة المتعددين، وتعترف به الحكومات وقادة الأعمال باعتباره التجمع العالمي البارز للشراكة الاستثمارية وصنع السياسات، وتسهيل الحوار والعمل بشأن تحديات تنمية الاستثمار الحالية والناشئة في العالم، والاستفادة من سياسة الاستثمار من أجل التنمية المستدامة.
من المقرر أن تجمع النسخة الثامنة من المنتدى، أكثر من 8000 مشارك في 130 حدثا لتنشيط الاستثمارات من أجل تلبية احتياجات التنمية، على رأسهم رؤساء الدول والحكومات، وأكثر من 50 وزيرا حكوميا وأكثر من 150 رئيسا تنفيذيا للشركات الرائدة والبورصات.
- تشاتام هاوس: "COP28" مؤتمر بالغ الأهمية وفرصة حاسمة للعالم
- وزير فرنسي لـ"العين الإخبارية": ملف التعويضات الأهم على أجندة COP28
تحديات الاستثمار
تأتي هذه النسخة في وقت حرج، حيث تواجه البلدان النامية مستويات غير كافية من الاستثمار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع وجود فجوة سنوية تزيد عن 4 تريليونات دولار، وفقا لتقرير الاستثمار العالمي لعام 2023 الصادر عن الأونكتاد.
ووفقً التقرير، أدت الأزمات المتداخلة مثل الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة وضغوط الديون إلى انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي بنسبة 12 ٪في عام 2022 .
ستركز نسخة هذا العام على تحديات الاستثمار الرئيسية الناجمة عن الأزمات العالمية المتعددة اليوم وتنشيط الاستثمار في الأمن الغذائي، والانتقال إلى الطاقة منخفضة الكربون، والنظم الصحية، ومرونة سلسلة التوريد، ونمو القدرات الإنتاجية في أشد البلدان فقرا.
قالت ريبيكا غرينسبان، الأمين العام للأونكتاد: "يمثل المنتدى فرصة لتسريع العمل والحصول على المزيد من الاستثمارات لتدفقها إلى قطاعات التنمية الحيوية مثل الرعاية الصحية والأمن الغذائي والعمل المناخي، وبدون المزيد من الاستثمار، سيكون تحقيق أهداف التنمية المستدامة في خطر".
أضافت: "بينما يواجه العالم أزمات متعددة، نحتاج بشكل عاجل إلى أصحاب المصلحة في مجال الاستثمار في جميع أنحاء العالم لتحفيز العمل، وتوفير المزيد من الأموال وتوجيهها إلى القطاعات الحيوية الرئيسية للحد من آثار هذه الأزمات".
قمم القادة
في 16 أكتوبر/تشرين الأول، سيفتتح المنتدى رسميا، من قبل الدولة المضيفة، بمشاركة الأمين العام للأونتكاد وأحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وبحضور قادة الدول ورجال الأعمال وغيرهم من الضيوف البارزين.
سيشمل الافتتاح قمة تربط الاستثمار بالتنمية المستدامة لتعبئة المزيد من التمويل لقطاعات التنمية، وخطاب افتتاحي عن دور المنتدى في ربط الاستثمار بضرورات التنمية المستدامة، ويحدد الأهداف والأحداث الملموسة للحدث الذي يستمر لمدة أسبوع.
قال أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي وسوق أبوظبي العالمي: ”تلعب أبوظبي دورا رائداً في تحديد الهيكل الجديد لتمويل المناخ من خلال إجراءات ملموسة بما في ذلك الإطار التنظيمي الشامل للتمويل المستدام الذي صدر مؤخرا منافسا المعايير العالمية.".
وأضاف أنه من خلال وضع متطلبات صارمة للمنتجات والخدمات التي تركز على الاستدامة، يضع المركز المالي الدولي في أبوظبي إطارا تقدمًيا يدفع رأس المال نحو المشاريع، ويعزز التحول المناخي من أجل مستقبل خال من الانبعاثات الصفرية.
وأضاف الزعابي: "إننا نتطلع إلى الترحيب بالقادة العالميين ورواد الأعمال والمستثمرين وممثلي الحكومات في "عاصمة رأس المال"، ونحن واثقون من أن تعاوننا سيؤدي إلى نتائج ملموسة ستفيد الاقتصاد العالمي من خلال دعم التدفق الشامل والمتقدم للتجارة وخلق فرص جديدة لأصحاب الأعمال والمستثمرين ".
العمل المناخي نحو COP28
تعد قمة قادة الاستثمار العالميين في بداية منتدى الاستثمار العالمي بمثابة منصة بارزة للنقاش حول الاستثمار من أجل التنمية المستدامة على أعلى مستوى لصنع السياسات.
وستنظر قمة الاستثمار لقادة العالم لعام 2023 في تحديات الاستثمار الرئيسية الناجمة عن الأزمات العالمية المتعددة اليوم، بما في ذلك الحاجة إلى الاستثمار في الأمن الغذائي، وتحول الطاقة، والأنظمة الصحية، ومرونة سلسلة التوريد، ونمو القدرات الإنتاجية في أفقر البلدان.
ستسلط القمة الضوء على الحلول الاستثمارية التي ستصب في مفاوضات مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ (COP28) المقرر عقده في دبي في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.
يأتي تنظيم المنتدى قبل أسابيع من (COP28) ما يسهم في الاستفادة من الحلول والمخرجات التي يتوصل إليها صناع السياسات حول القضايا ذات الأولوية المتعلقة بالمناخ.
سيقود الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعين لمؤتمر COP28، ومعه الأمين العام للأونتكاد، المناقشات مع متحدثين من القطاع الخاص.
يتبادل رؤساء الدول وقادة الأعمال والشخصيات البارزة وجهات نظرهم بشأن التطورات العالمية المعاصرة وآثارها على الاستثمار المستدام، ورؤيتهم للاستثمار في المستقبل.
سيتفق المشاركون في القمة على إجراءات لتعزيز استثمارات الطاقة النظيفة في البلدان النامية، التي تواجه فجوة استثمارية تبلغ 2.2 تريليون دولار سنويا للانتقال إلى الطاقة منخفضة الكربون، وما يزيد عن 4 تريليون لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفقا لتقرير الاستثمار العالمي لعام 2023 الصادر عن الأونكتاد.
ستتناول أيضا كيف يمكن لسوق التمويل المستدام أن يساعد في بناء مستقبل منخفض الكربون وزيادة الاستثمار في الطاقة المستدامة.
وصلت قيمة سوق التمويل العالمي المستدام "السندات والصناديق وأسواق الكربون الطوعية"، إلى 8.5 تريليون دولار في عام 2022، على الرغم من البيئة الاقتصادية المضطربة، بما في ذلك ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وضعف عوائد السوق وخطر الركود الذي يلوح في الأفق والذي أثر جميعه الأسواق المالية.
قمة "مغيرو قواعد اللعبة"
في 17 أكتوبر، سيضم المنتدى قمة "تغيير قواعد اللعبة" مع الرواد وأصحاب الرؤى والقادة الذين يحدثون ثورة في النماذج التقليدية، ويقودون التغيير التحويلي عبر القطاعات بما في ذلك الطاقة والغذاء والنفايات والإدارة البيئية، مع التركيز على الشمولية والتدوير والرقمنة والحلول منخفضة الكربون.
توفر القمة فرصة فريدة للتعامل مع الرواد وأصحاب الرؤى والقادة الذين يغيرون النماذج التقليدية، ويعيدون تشكيل الممارسات التجارية، ويعيدون تحديد معايير الصناعة في مجالات تخصصهم، كل ذلك مع تعزيز التنمية المستدامة.
ستبحث القمة كيفية تسريع التحول العالمي في مجال الطاقة، وتحسين جودة الرعاية الصحية، والوصول إليها والقدرة على تحمل تكاليفها، وتعزيز إنتاج الأغذية وتوزيعها من خلال التكنولوجيا، ومعالجة عدم المساواة مع تعزيز العمل اللائق.
ستستكشف القمة أيضا فرص تعزيز الاستثمار في الرعاية الصحية، فالبلدان النامية تحتاج وحدها إلى ما لا يقل عن 100 مليار دولار من الاستثمارات الإضافية في مرافق الرعاية الصحية والبنية الأساسية كل عام.
سيبحثون أيضا كيفية زيادة استثمارات القطاعين العام والخاص في أنظمة الأغذية الزراعية للحد من انعدام الأمن الغذائي، وتعزيز العمالة الريفية، وخاصة للنساء والشباب، وزيادة الدخل.
تحتاج البلدان إلى ما يصل إلى 350 مليار دولار سنويا على مدى العقد المقبل لتحويل أنظمة الأغذية الزراعية، وهو ما يمكن أن يساعد أيضا في معالجة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
من الالتزامات إلى الأفعال
سيوفر المنتدى أيضا منصة للبلدان لترجمة التزاماتها بشأن تيسير الاستثمار إلى إجراءات وإصلاحات ملموسة.
وقال جيمس زان، مدير الأونتكاد، الذي يقود منتدى الاستثمار العالمي: "هذه فرصة ذهبية للدول النامية لدراسة كيف يمكنها سد فجوات الاستثمار من خلال تشجيع الاستثمار وتيسيره بشكل أكثر كفاءة".
ستستكشف البلدان كيفية جعل خدمات تيسير الاستثمار شاملة وتلبية الاحتياجات المحددة للقطاعات ومجموعات المستثمرين ذات الأثر الإنمائي الكبير، مثل رواد الأعمال الاجتماعيين والنساء والشباب والمستثمرين الريفيين.
وتنظِّم وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدِّمة بالتعاون مع منتدى الاستثمار العالمي 2023، جلسة حوارية بعنوان «الاستثمار في الإمارات: فتح الفرص لتحقيق الازدهار المستدام»، ويأتي ذلك ضمن فعاليات مبادرة «اصنع في الإمارات» الهادفة إلى توجيه دعوة مفتوحة للمصنِّعين والمستثمرين والمبتكِرين وروّاد الأعمال محلياً وعالمياً لتأسيس أعمالهم في دولة الإمارات، والاستفادة من المزايا والفوائد الاستثنائية للتصنيع التي توفِّرها دولة الإمارات.
سيضم المنتدى أيضًا جلسات عديدة حول الاستدامة، أبرزها جلسة "استثمارات القطاع العام من أجل التنمية المستدامة" بالشراكة مع جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين (ACCA)؛ وجلسة "مواءمة الاستثمار في البنية التحتية المستدامة مع اتفاقية باريس" بالتعاون مع جامعة ميدلسكس دبي؛ وجلسة "تسريع الاستثمارات الخضراء في السياحة من أجل التنمية المستدامة" مع منظمة السياحة العالمية.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز