مفاجأة ألمانية غير متوقعة بشأن موعد الانتهاء من "نورد ستريم2"
الحكومة الألمانية قالت إنها ستفحص العقوبات الأمريكية بدقة لتقر بعدها الإجراءات اللاحقة التي تتخذها.
تعتزم الحكومة الألمانية فحص تأثيرات القانون الأمريكي، الذي يتضمن عقوبات ضد خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2".
ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، قالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، أولريكه ديمر، الإثنين، في برلين: "نفحص هذا القانون بدقة وسنقرر بعد ذلك كل الإجراءات اللاحقة".
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، أكّد مسؤول ألماني كبير، الاثنين، أنّ العقوبات الأمريكية على الشركات المساهمة في بناء خط أنبوب الغاز الروسي "نورد ستريم 2" ستؤخر الانتهاء من المشروع على الأرجح لعدة أشهر حتى النصف الثاني من 2020.
وقال منسق الحكومة الألمانية للعلاقات عبر الأطلسي بيتر باير للإذاعة الألمانية إنّ العقوبات "ستؤجل إكمال" خط الأنبوب.. وتابع: "لكن أتوقع أن يتم الانتهاء من خط الأنابيب في النصف الثاني من عام 2020 وكان من المقرر إنجاز بناء الخط بداية العام المقبل مع توقع أن يبدأ العمل في منتصف العام 2020".
وقال باير للإذاعة الألمانية إنّه رغم أن العقوبات "ستؤجل إكمال" الأنبوب، فإنني أعتقد أنه يمكن الوصول لحلول "بديلة" ستكون رغم ذلك "أغلى". وكرّر باير انتقادات برلين للإجراء الأمريكي قائلا: "ليس هكذا تعاملون الأصدقاء".
وندّدت أولريك ديمر المتحدثة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالعقوبات التي عدّتها "تدخلا في شؤونا الداخلية"، وأكدت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية الموقف الألماني الرافض لعقوبات خارج النطاق الإقليمي.
وكانت الحكومة الألمانية استبعدت من قبل اتخاذ إجراءات مضادة في صورة عقوبات.
وقالت المتحدثة إن هناك تواصلاً عبر السفارة الألمانية مع الحكومة الأمريكية، مضيفة أنه يتعين فحص التأثيرات والمساحات التي يتيحها هذا القانون.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت تتوقع وقفاً نهائياً للمشروع، قالت المتحدثة إنه من المبكر للغاية تقييم الأمر، موضحة أن الأمر يتوقف على الهوامش التي يتيحها القانون.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقّع، الجمعة الماضي، في قاعدة جوية بواشنطن، حزمة تشريعات متعلقة بميزانية الدفاع، تتضمن قانون العقوبات ضد "نورد ستريم 2" بغرض عدم إتمام المشروع.
ووقّع الرئيس الأمريكي القانون الذي ينص على فرض عقوبات على الشركات المساهمة في بناء خط أنبوب الغاز الروسي "السيل الشمالي 2" (نورد ستريم 2) الذي يشكل محور معركة اقتصادية وجيوسياسية بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وتبرر واشنطن هذه الخطوة بأن ألمانيا تعرض نفسها عبر هذا المشروع للاعتماد على روسيا.
ومن المقرر أن ينقل "نورد ستريم 2" الغاز الروسي العام المقبل إلى ألمانيا مباشرة، بمنأى عن بولندا وأوكرانيا.
وترفض بعض الدول في الاتحاد الأوروبي هذا المشروع، مثل بولندا. ورحبت أوكرانيا بالعقوبات، حيث تخشى على موقعها كدولة رقم واحد في نقل الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي.
ورفض السفير الأمريكي في برلين، ريتشارد جرينيل، الأحد، انتقاد الحكومة الألمانية لعقوبات بلاده المفروضة ضد مشروع إقامة خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2".
وقال جرينيل لصحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد: "15 دولة، والمفوضية الأوروبية، والبرلمان الأوروبي أبدوا جميعاً مخاوفهم تجاه المشروع".
وتابع: "منذ فترة طويلة نسمع من شركائنا الأوروبيين أنه من المفترض أن تدعمهم الولايات المتحدة في مساعيهم؛ لذلك يتعلق الأمر في العقوبات بقرار مؤيد لأوروبا تماماً، وفق ما ذكر".
وقال جرينيل أيضاً إن كثيراً من الدبلوماسيين في أوروبا قد أعربوا عن امتنانهم لاتخاذ الحكومة الأمريكية إجراء.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأحد، أن موسكو سترد على العقوبات الأمريكية ضد خط أنابيب غاز "نورد ستريم2".
وأعلن لافروف أن مشروع "التيار الشمالي-2" سينفذ، بغض النظر عن التهديدات الأمريكية، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يفهم جيداً مصالحه التجارية.
وقال لافروف، في برنامج "اللعبة الكبيرة" على القناة الأولى الروسية "إن المشروع يتعرض لتهديدات، وأكدت أنه سينفذ رغم كل ذلك، أولاً: أنا واثق من أن الأوروبيين يدركون مصلحتهم الاقتصادية. وثانياً: هناك اهتمام بالمشروع من وجهة نظر توفير أمن الطاقة. ثالثاً: لقد تعرضوا للإذلال، فقد صدرت تصريحات بما في ذلك من برلين تؤكد وجود شعور الاعتزاز بالنفس من الشركاء الأوروبيين".