"أنا ضد التنمر".. حملة اليونيسيف لحماية أطفال مصر
أول حملة قومية لمواجهة ظاهرة التنمر التي يتعرض لها الأطفال تتزامن مع بداية العام الدراسي في مصر، نهاية سبتمبر/أيلول الجاري.
انطلقت في مصر أول حملة قومية من أجل إنهاء العنف بين الأقران، والمعروفة بحملة "#أنا_ضد_التنمر"، وهي الحملة التي تأتي برعاية من المجلس القومي للطفولة والأمومة المصري، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
الحملة التي تأتي بالشراكة مع وزارة التعليم المصرية تتزامن مع بداية العام الدراسي في مصر، نهاية سبتمبر/أيلول الجاري.
وأصدرت "اليونيسيف"، الأربعاء، بيانا حول ظاهرة التنمر التي وصفتها بأنها أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر عن عمد وبطريقة متكررة، سواء وجها لوجه، أو عبر الإنترنت، بدءا من الأذى الجسدي إلى الإساءة اللفظية والنفسية، والتي يمكن أن تؤدي إلى الإقصاء، والاكتئاب، وأحيانا الانتحار.
وقال برونو مايس، ممثل يونيسف في مصر: "التنمر يحرم الأطفال من حقهم في اللعب والتعلم الآمن، وسيستفيد جميع الأطفال من تعزيز ثقافة ترفض التنمر؛ من أجل الحفاظ على سلامتهم وحمايتهم من الأذى"، وأضاف مايس: "نحن متفائلون بأن الجهود الوطنية الملتزمة بمنع ومواجهة حدوث العنف في المدارس وخارجها سوف تتواصل وتعزز من قبل الشركاء".
وأكدت الدكتورة عزة العشماوي، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، حسب البيان الرسمي لليونيسيف، أنه "لا يجب أن يعاني أي طفل من الأذى أو التوتر البالغ الذي يسببه التنمر، وهو الأمر الذي شأنه كشأن كافة أشكال العنف ضد الأطفال، يزيد من احتمال الإخلال بالنمو الصحي للعقل، ويؤدي إلى تدني إحساس تقدير الذات لدى الطفل، وفي الحالات الشديدة يمكنه أن يؤدي إلى ميول انتحارية".
وأضافت العشماوي "هذه الحملة تحث الأطفال، والآباء، ومقدمي الرعاية على تناول التنمر ومعارضته في الأوساط التعليمية وغير التعليمية، والسعي إلى الحصول على الإرشاد والتوجيه من المتخصصين المدربين من خلال خط نجدة الطفل 16000، والذي يوفر الدعم والمساندة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، كما أنه يعد أيضا قناة فعالة للإبلاغ عن الحالات الشديدة التي تتعرض فيها سلامة الطفل للخطر".
ووفقا لأحدث البيانات العالمية، فإن ما يزيد قليلا على طالب من كل 3 طلاب ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يتعرض للتنمر من الأقران، في حين أن الفتيات والفتيان، على حد سواء، عرضة لخطر التنمر، إلا أن الفتيات يزيد احتمال كونهن ضحايا لصور وأشكال التنمر والإيذاء النفسي، بينما الأولاد يكونون أكثر عرضة لمخاطر العنف الجسدي والتهديدات.
وأظهرت دراسة أجراها كل من المجلس القومي للطفولة والأمومة واليونيسف عام 2015، شملت 3 محافظات مصرية، أن أعلى مستوى من العنف يواجه الأطفال يحدث في المنزل، تليه المدرسة، كما رصدت الدراسة أن من 29% إلى 47% من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما قالوا إن العنف الجسدي بين الأقران كان أمرا شائعا.
ونقل بيان منظمة اليونيسيف عن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري قوله: "الوزارة تدعم بشكل كامل هذه الحملة القومية المهمة، والتي نأمل أن تزيد الوعي بين طلابنا، ومعلمينا، ومجتمعاتهم من أجل تحديد ومعالجة أشكال التنمر بين الأطفال. في الوقت الذي تشهد فيه مصر تحولا جذريا تجاه نظام تعليمي جديد (التعليم 2.0)، فإن خلق بيئة تعليمية آمنة وممتعة للأطفال يعد ضمن أولوياتنا".
وأثنت اليونيسيف في بيانها على دعم القطاع الخاص في مصر لقضية الحملة من خلال الالتزام بالمساعدة في نشر رسائلها عبر منصاتهم المختلفة، كما تبنت العديد من الشخصيات العامة، وسفراء اليونيسف في مصر، مثل الفنان أحمد حلمي والفنانة منى زكي، رسائل الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن مواقفهم الرافضة للتنمر. وتشجع الحملة الأطفال والشباب في جميع أنحاء البلاد على التعبير والإفصاح عن تجاربهم وآرائهم والحلول التي يقترحونها للقضاء على التنمر، مستخدمين شعار الحملة #أنا_ضد_التنمر.
وأضاف بيان المنظمة الأممية"مع إطلاق هذه الحملة، فإننا نشهد تواصل الجهود القومية الرامية إلى وضع حد لكل أشكال العنف ضد الأطفال في مصر. ونحن ندعم تلك الجهود من خلال البرامج المختلفة التي يمولها الاتحاد الأوروبي في مصر، وبالأخص من خلال مشروع "التوسع في الحصول على التعليم والحماية للأطفال المعرضين للخطر “، صرح بذلك السفير إيفان سوركوش، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، وأضاف أنه "من الضروري لرفاه الأطفال ونموهم السليم استثمار الموارد والجهود لتوفير بيئة تعليمية آمنة لجميع البنات والبنين، بيئة خالية من التنمر بين الأقران داخل المدرسة وخارجها".
تستمر هذه الحملة التي تم إطلاقها الأسبوع الماضي حتى الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتتكون من 3 تنويهات مرئية ومسموعة يتم بثها على وسائل الإعلام ومنابر التواصل الاجتماعي، فضلا عن لوحات للتوعية في الأماكن العامة في جميع أنحاء مصر، كما ستنشر المنصات الرقمية الخاصة بالشركاء في الحملة النصائح للأطفال، والآباء والمعلمين ومقدمي الرعاية بشأن طرق مواجهة التنمر.
aXA6IDE4LjExOS4xMDcuMTU5IA== جزيرة ام اند امز