الأطفال في مقدمة العمل المناخي.. خطة اليونيسف خلال COP28
مع انطلاق COP28، الذي تستضيفه دولة الإمارات ويستمر حتى 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري وإطلاق خطة عمل جديدة للاستدامة والمناخ، تحث اليونيسف قادة العالم والمجتمع الدولي على جعل الأطفال محور التركيز مع تسريع الجهود لتشكيل عالم آمن مناخيا.
وتقول ماريان موراي بوشنر، نائبة مدير التحرير في اليونيسف في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه فيما لا يزال الأطفال يتحملون وطأة الآثار المناخية، فقد حان الوقت لوضع الأطفال في مقدمة ومركز العمل المناخي.
- «العين الإخبارية» تشارك في فعاليات «COP28»
- أردوغان: تركيا تخطط لتصفير الانبعاثات الكربونية بحلول 2053
وتوفر خطة عمل اليونيسف للاستدامة وتغير المناخ للفترة 2023-2030 خارطة طريق مفصلة لحماية الأطفال من تغير المناخ والتدهور البيئي وتهديدات الكوارث الطبيعية.
وتعزز الخطة الجديدة، التي تم الكشف "التوقف عن خذلان الأطفال، ووضعهم في مقدمة ومحور جميع الجهود الرامية إلى تشكيل عالم آمن مناخيا".
خطة اليونيسف
تعكس الأهداف والتوصيات الواردة في خطة اليونيسيف عدة حقائق:
- الأزمة الكوكبية الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ والتلوث البيئي وفقدان التنوع البيولوجي قد عرضت كل طفل في العالم تقريبا للخطر.
- ما يقرب من نصف أطفال العالم (مليار طفل) يواجهون مخاطر شديدة على قدرتهم على البقاء والنمو والازدهار.
- الفشل في مواجهة أكبر تهديد لهذا الجيل قد خلق أزمة حقوق الطفل - مما يعرض للخطر الحق الأساسي لكل طفل في الرعاية الصحية والغذاء الصحي ومياه الشرب المأمونة والصرف الصحي والتعلم المستمر والحماية من جميع أشكال العنف.
- الحاجة لخارطة طريق لبناء خدمات أساسية منخفضة الكربون وقادرة على الصمود للأطفال، وتجهيز الشباب ليكونوا أبطال الكوكب.
وتصف اليونيسف في الخطة كيف ستوحد قواها مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى والحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والشباب لوضع احتياجات الأطفال الأكثر إلحاحا في صميم الاستجابة للمناخ.
كما توضح كيف ستركز استراتيجياتها وعملياتها وشراكاتها لمساعدة الحكومات والمجتمعات على بناء خدمات أساسية منخفضة الكربون ومرنة للأطفال وتجهيز الشباب ليكونوا أبطالا لكوكب الأرض.
والغرض من ذلك، كما تنص الخطة، هو "تسريع الانتقال العادل إلى عالم إيجابي الطبيعة ومحايد للكربون من خلال تأثير دعوتنا وعملياتنا وسلسلة التوريد الخاصة بنا".
تفاؤل بالمستقبل
تدرك اليونيسف أن الأطفال والشباب لم يفقدوا تفاؤلهم وأملهم في المستقبل؛ أنهم في جميع أنحاء العالم يرفعون أصواتهم ويتخذون إجراءات ويطالبون باستجابة عاجلة لأزمة المناخ - وكل ذلك يدعم دعوة الخطة إلى العمل لوضع الالتزامات والموارد العالمية للعمل على دعم احتياجات الأطفال ومطالبهم والمساعدة في إعمال حقوقهم في مستقبل مستدام.
وتقول الناشطة المناخية نيكول بيكر، 19 عاما، من الأرجنتين: "الأمل يكمن في الحركة التي نعرف كيف نبنيها".
ويتم تقديم 3 أهداف شاملة كطرق يمكن للمجتمعات والحكومات وقادة العالم العمل معا لتحديد أولويات احتياجات الأطفال من خلال سياسة المناخ والعمل والاستثمار:
- حماية الأطفال والمجتمعات المحلية من خلال تكييف الخدمات الاجتماعية الأساسية (الصحة والتعليم وما إلى ذلك) مع المناخ المتغير والكوارث المتكررة والبيئة المهينة.
- تمكين الأطفال والشباب بالتعليم المناخي والمهارات الخضراء حتى يتمكنوا من أن يكونوا أبطالا للبيئة والمشاركة في الاقتصاد الأخضر المتنامي.
- تقليل الانبعاثات والوصول بشكل عاجل إلى أهداف صافي الصفر.
وتوضح الخطة أن الشراكة والتعاون عبر القطاعات هو السبيل الوحيد لمواجهة أزمة المناخ وتحفيز حركة عالمية، مشيرة إلى أن "أعظم مكاسب اليونيسف في تعزيز قدرة المجتمعات والحكومات على دعم حقوق الأطفال كانت تحدث دائما بالشراكة مع الآخرين".
COP28 والعمل لصالح الجميع
يركز جدول أعمال رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 على تطبيق نهج متكامل يشمل جميع الحلول القادرة على تحقيق تقدم إيجابي من مختلف القطاعات وعلى رأسها الأطقال، ويحتوي جميع الأفكار التي تم طرحها بصورة واقعية بما يعزز أجواء الثقة والأمل عبر العمل المناخي من خلال تمكين جميع الأطراف المعنية ووضوح الخطوات المطلوبة، ومعالجة جميع ركائز العمل المناخي دون ترك أحد خلف الركب.
ويشهد COP28 برنامجاً مبتكراً متخصصاً بالموضوعات ذات الصلة يمتد لأسبوعين ويتيح الفرصة لجميع المعنيين تقديم مساهمات إيجابية، في إطار من احتواء المهتمين بالمشاركة في العمل المناخي.
وتمت صياغة هذا البرنامج اعتماداً على المشاورات المفتوحة مع المعنيين كافة، وذلك بهدف تفعيل العمل المناخي، والإسهام في تنفيذ السياسات والحلول التمويلية والتكنولوجية المتوافقة مع الأهداف الأساسية لرئاسة المؤتمر.
وتعمل اليونيسف بالفعل مع الحكومات والشركاء الآخرين لمعالجة أزمة المناخ وتأثيرها على الأطفال عن طريق لفت الانتباه إلى هذه القضايا؛ وعن طريق تعزيز التعاون الدولي في مجال حقوق الطفل؛ وعن طريق تعزيز التعاون الدولي في مجال الأطفال.
بالإضافة إلى المساعدة في الانتقال إلى الطاقة الشمسية، والمساعدة في جعل المستشفيات والمدارس وشبكات المياه وغيرها من الخدمات الحيوية للأطفال أكثر قدرة على التكيف مع المناخ، وتمكين الأطفال والشباب من اتخاذ الإجراءات والتأثير على القرارات السياسية، من بين تدابير أخرى.
وعلى صعيد المرونة المناخية، دعمت اليونيسف برامج الاستدامة والمناخ التي تقودها الحكومات في 81 بلدا في الفترة من 2018 إلى 2021.
وفي 59 بلدا، ساعدت اليونيسف في جعل مرافق الرعاية الصحية أقوى وأكثر قدرة على الصمود في وجه تغير المناخ وصديقة للبيئة ومستدامة. ومن عام 2019 إلى عام 2022، ساعدت اليونيسف 22.2 مليون شخص على الوصول إلى خدمات المياه المقاومة للمناخ.
وقدمت اليونيسف أيضا الدعم التقني إلى 27 بلدا لتعزيز نظمها للإنذار المبكر، وهي نظم بالغة الأهمية للحد من أخطار الكوارث.