ضابط إيقاع حدود لبنان وإسرائيل وسط النار.. «يونيفيل» تتحصن بالمخابئ
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة قبل سبعة أسابيع، بات جنود الأمم المتحدة المنتشرون على طول حدود لبنان مع الدولة العبرية، أمام مهمة إضافية.
فبدلا من إنجاز مهمتهم في حفظ السلام خلال أسوأ أعمال قتالية هناك منذ نحو 20 عاما، يطل عليهم باعث ملح آخر للقلق، ألا وهو حفظ أمنهم هم أنفسهم.
وعن ذلك، قال قائد كبير خلال زيارة من «رويترز» لقاعدة تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) في جنوب لبنان إنه منذ اندلاع حرب غزة، دأب أفراد القوة على اللجوء للمخابئ أثناء «القصف المكثف وإطلاق الصواريخ».
حماية القوة
وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن ماكوين، قائد كتيبة من الجنود الإيرلنديين والبولنديين المتمركزين في معسكر شامروك في قرية الطيري، بالقرب من حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل: «يجب أن أحافظ على حماية القوة كأولوية أثناء تنفيذ المهمة أيضا».
وترتب على الصراع في غزة، الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الجنوب، تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله المدعوم من إيران وحليف حماس، يوميا على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل نحو 100 شخص في لبنان، 80 منهم من مقاتلي حزب الله، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال ماكوين إنه يأمل في تمديد الهدنة في غزة بين حماس وإسرائيل لأن المدنيين «هم الذين يعانون أكثر من غيرهم» من الصراع سواء في لبنان أو غزة كما أن العنف في غزة مرتبط بالوضع في جنوب لبنان.
توسع الصراع
وقال المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تينينتي: «تتمثل مخاوف البعثة في أنه بعد عدة أسابيع من تبادل إطلاق النار، أصبح لدينا الآن هدنة، لحظة هدوء، لكن التغييرات المكثفة في إطلاق النار يمكن أن تؤدي في الواقع إلى توسع دائرة الصراع بشكل كبير».
وأضاف: «هذا هو التحذير الحقيقي والخطر الذي يواجهه الجميع ليس فقط في الجنوب، لكن في المنطقة أيضا»، متابعًا: اليونيفيل تواصلت مع الجانبين في الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لمحاولة تهدئة التوترات.
وساد الهدوء على الحدود منذ أن اتفقت حماس وإسرائيل على هدنة مؤقتة بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني. لكن الجيش الإسرائيلي قال صباح الخميس إنه اعترض «هدفا جويا» عبر من لبنان. وفي وقت سابق من اليوم توصل الجانبان إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة لتمديد الهدنة.
ولم يُقتل أي من أفراد قوات حفظ السلام منذ تصاعد الأعمال العدائية، إلا أن اثنين منهما أصيبا في حادثين منفصلين كما تعرضت مجمعات وقواعد اليونيفيل لقصف وتضررت بقذائف المورتر عدة مرات، بحسب تينينتي.
اللفتنانت كولونيل ستيفن ماكوين أضاف: «شهدنا إطلاق نار كثيفا إلى الشمال والجنوب من الخط الأزرق... كثيرا من الحوادث القريبة»، مشيرا إلى الحدود البالغ طولها 120 كيلومترا والتي رسمتها الأمم المتحدة وتمثل الخط الفاصل بين البلدين حيث انسحبت القوات الإسرائيلية عندما غادرت جنوب لبنان عام 2000.
وفي أحدث واقعة، تعرضت دورية تابعة لليونيفيل لإطلاق نار إسرائيلي في محيط قرية عيترون بجنوب لبنان، رغم عدم وقوع إصابات. ووصفت قوة الأمم المتحدة الهجوم بأنه «مثير لقلق عميق».
ماذا نعرف عن «اليونيفيل»؟
- تنتشر في جنوب لبنان
- تأسست قوة اليونيفيل بقرار من مجلس الأمن عام 1978 بعد «غزو» إسرائيل للبنان.
- تم توسيع نطاقها وحجمها بعد حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله التي أسفرت عن مقتل 1200 شخص في لبنان، معظمهم من المدنيين، و158 إسرائيليا، معظمهم من الجنود.
- مهمتها الأساسية هي المساعدة في حفظ السلام والأمن الدوليين.
- لديها حاليا قوة قوامها نحو 10 آلاف جندي من 47 دولة ونحو 800 موظف مدني.
- تتمركز قواتها في 45 موقعا على مساحة 1060 كيلومترا مربعا بين نهر الليطاني والخط الأزرق.
هجوم مميت
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قُتل جندي إيرلندي يخدم في قوات اليونيفيل بعد إطلاق النار على مركبة للقوة كان يستقلها أثناء سفرها في جنوب لبنان.
واتهمت محكمة عسكرية لبنانية سبعة أشخاص في يناير/كانون الثاني بقتله، وهو أول هجوم مميت على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان منذ عام 2015.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg
جزيرة ام اند امز