الجميع رهن إشارة قيادتهم لمساندة إخوانهم في أي عدوان غاشم.
شيخ طاعن في السن يمسك بيد حفيده الصغير المتوشح بعلم الإمارات قادماً من مشاركة في احتفالية مدرسية بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات، دخلنا المصعد سوياً، كانت علامات الفرحة تطل من عيني الجد والحفيد، وبادرنا الجد "مبارك عيدكم"، أسعدتنا العبارة فهو عيد الجميع بجد، وسبقني شاب وافد تصادف وجوده معنا بالرد قائلاً: مبروك علينا جميعاً؛ فعيدكم الوطني هو عيد الجميع مواطنين ومقيمين.
مشهد صغير كان يعكس الفرحة الكبيرة التي تعيشها دولة الإمارات بمختلف شرائحها وأطيافها، ومختلف أجناسها وأعمارها. الفرحة شاملة تعم الإمارات من أقصاها إلى أدناها، والدوائر والمؤسسات الخاصة تنافس الحكومية في احتفالاتها، والمدارس ومؤسسات التعليم على اختلاف مراحلها، وكذلك الأفراد يتسابقون في التعبير عن فرحتهم، والتفنن في احتفالاتهم، والأجمل أن نرى أبناء الجاليات المقيمة في الدولة تشارك أبناء الإمارات فرحتهم. فالإمارات بلد مضياف غرس روح الانتماء والوفاء لا في نفوس أبنائه فحسب؛ بل في نفوس المقيمين فيه، فهو بلد المحبة والسعادة والتسامح والإخاء، وبلد الإنسانية جمعاء.
جاءت مسيرة الاتحاد التي أُقِيمت ضمن مهرجان زايد التراثي في منطقة الوثبة في أبوظبي تتويجاً وتعبيراً حياً عن أسمى معاني الفرحة والولاء والانتماء والوفاء لذكرى الوالد الباني والمؤسس لصرح الاتحاد زايد الخير والعطاء ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ ولأبنائه الأكارم خير خلف لخير سلف.
وها هي الإمارات في عرسها الوحدوي السادس والأربعين، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تطالع الأمس بفخر، وتنظر إلى اليوم بثقة، وترى المستقبل مشرقاً يانعاً بعون الله. وكيف لا تكون كذلك ونحن نرى الفرحة تغمر الجميع أطفالاً وشيباَ وشباناً.
وجاءت مسيرة الاتحاد التي أُقِيمت ضمن مهرجان زايد التراثي في منطقة الوثبة في أبوظبي تتويجاً وتعبيراً حياً عن أسمى معاني الفرحة والولاء، والانتماء والوفاء لذكرى الوالد الباني والمؤسس لصرح الاتحاد زايد الخير والعطاء ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ ولأبنائه الأكارم خير خلف لخير سلف، الذين ساروا على النهج بكل أمانة وكفاءة وذكاء.
كما جاءت تعبيراً رائعاً عن القيم الإماراتية العريقة والأصيلة في التلاحم الوطني الراسخ، وجاءت مشاركة الشباب فيها تجسيداً للعزم على مواصلة المسيرة نحو المستقبل؛ فدماء الآباء كانت تتوثّب في شرايين الأبناء.
وقد انطلقت مجاميع القبائل على ركب المؤسسين الأوائل متوحدين متكاتفين متعاضدين تجمعهم روح الاتحاد، رافعين علم الدولة مرددين الهتافات والأهازيج الشعبية التي تتغنى بحب الوطن، والتفاني في الذود عنه وبذل الغالي والرخيص في سبيله، مع التغني بقامات الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم قرابين على مذبح الوطن، مؤكدين أن شعب الإمارات صف واحد لمواجهة التحديات والمحرّضين الطامعين، وأن الجميع رهن إشارة قيادتهم لمساندة إخوانهم في أي عدوان غاشم، وهذا ما أثبتته الأحداث التي استجدّت على المنطقة في الآونة الأخيرة، هذه الأحداث التي فجّرت المشاعر الوطنية، وأجّجت العزائم، وكما يُقال "الصراع الذي نعيشه اليوم ينمي القوة التي نحتاجها في الغد".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة