الإنفاق الضخم.. هل تفوقت البحرية الصينية على الأمريكية؟
اعترف مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق بالتفوق البحري الواضح للصين نتيجة برامج الإنفاق الضخمة على برامج التسليح.
وفي مقال بمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، كتبه مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق والاس جريجسون شدد على ضرورة أن توضح مفاهيم السياسة والاستراتيجية الأمريكية كيف تساهم قوات الحلفاء في الردع الناجح والعمليات القتالية الفعالة إذا لزم الأمر؟.
ويرى جريحسون أن السباق الحالي بين الدول العظمى ليس "حربا باردة جديدة"، ولكن هناك حاجة للحفاظ على المنافسة "باردة"، خاصة وأن دولا أخرى أصبحت قوى نووية كبيرة، بما فيها الصين وكوريا الشمالية.
ويلفت وزير الدفاع السابق إلى أن التغيير الأكثر إثارة للجدل الذي يواجه الولايات المتحدة وحلفاءها هو أن تفوقها الجوي والبحري بات مهددا إلى حد بعيد، فمنذ عام 1945 تمتعت الولايات المتحدة بتفوق جوي وبحري لا مثيل له، وكان بإمكانها الطيران والإبحار والعمل في أي مكان تريده.
لكن هذه التفوق بات يواجه تحديًا خطيرًا من خلال برامج التطوير الهائلة التي تقوم بها الصين للذخائر الدقيقة طويلة المدى، وأنظمة المراقبة واسعة الانتشار.
ولفت التقرير إلى أن الصين استفادت من ملاذها الجغرافي الهائل في بناء ترسانة صواريخ تمكنها من السيطرة على البحر من اليابسة. فبرنامج بناء الدفاع البحري الصيني وجميع العناصر المسلحة الأخرى في جيش التحرير الشعبي، بما في ذلك المنظمات شبه العسكرية، ماضية دون كلل.
كما أجرت الصين - بحسب المقال-عملية تجريف في بحر الصين الجنوبي لإنشاء مواقع عسكرية كبيرة على 7 مناطق كانت مغمورة سابقًا، ما يجعلها، وفق تقديرات، صاحبة سيادة فعلية على بحر الصين الجنوبي، وجعل حلفاءنا وأصدقاءنا وقواتنا في سلسلة الجزر في تلك المنطقة ضمن نطاق أسلحة الصين.
ويرى أن التقديرات الاستخباراتية قد تختلف بطبيعة الحال، لكن لا خلاف على أن القوات البحرية والجوية الصينية تتمتع بميزة عددية كبيرة على الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها“.
وأضاف "الواقع أننا أصبحنا أقل عددًا وأكثر استهدافا، كما أن الحلفاء وخاصة اليابان والفلبين، موجودون في قلب منطقة الاشتباك مع الجيش الصيني."
ويرى أن تغير التوازن في المجالات الجوية والبرية والبحرية التقليدية، يعني ظهور مجالات جديدة للنزاع، مما يضيف تعقيدًا متزايدًا إلى الوضع، ومن ثم ينبغي مشاركة جميع الحلفاء في المراقبة البحرية والجوية.
وقال إن ”المخاطر والاحتمالات باتت كبيرة لدرجة أننا لا نستطيع الانخراط في الاشتباك المتسلسل، أي البحر ثم البر عبر مجالات الصراع الأرضية، وبجب أن تساهم القوات البرية ماديًا في القتال من أجل السيطرة البحرية والجوية“.
وأضاف أنه ”يجب أن تكون القوات البرية موزعة على نطاق واسع ومرنة لضمان البقاء، ويجب أن يكونوا مسلحين بأسلحة يمكنها أن تمتد عبر البحر والمجال الجوي، وأن تكون متكاملة تمامًا مع نيران الحلفاء في البحر والجو“.