إنها قصة الاضطرار لا الاختيار، أن تقاطع أهلك وإخوتك القطريين لانعدام حس الانتماء لدى قيادتهم الخارجية الولاء
سيذكر التاريخ بطولات جنود الإمارات ورجالها الشجعان في مواقع النزال التي فرضتها عليهم ظروف المؤامرة الخارجية الكبرى منذ انطلاق فتنة الربيع العربي أواخر عام 2010 ومطلع عام 2011، بأطرافها المعروفة اليوم، والتي كانت غائبة عن الكثيرين يومها، وهي إيران ونظام الملالي الفارسي، وحزب الإخوان المسلمين عبر مصر وتركيا وحزب العدالة والتنمية وأردوغان العثماني من جهة، والأداة الصغيرة قطر وتنظيم الحمدين من جهة أخرى.
لنا الفخر والاعتزاز الكبيران ببطولتك وتضحيتك يا زايد بن حمدان، بل هو الفداء الذي تجسّد على هيئة رجل من أحفاد زايد، بطل من هذا الزمان الإماراتي الشامخ، الذي لا يقبل بأقل من النصر، أو الشهادة، أو الريادة في كل مجال.
وأنا هنا أؤكد أن هذا النزال الذي اختارنا الله ليشرفنا بنيل حظ الشهادة أو النصر فيه، إنما فرضته الظروف علينا بعد محاولات عديدة متكررة من قبل قيادتنا الحكيمة للإصلاح والإرشاد وتغليب الحكمة وإعمال العقل، وبعدما بلغ السيل الزبى، وبتنا مهددين في أمننا واستقرارنا واستمرارية وجودنا وكياننا.
ومَن منا لا يدرك الآن ما لم يدركه بدايةً يومها، من أنّ قطر تلك الدولة الشقيقة الجارة، لم تكن سوى بؤرة فتنة وخيانة وخلية مؤامرة ووكر ضغينة واستخبار وإرهاب؟ ومَن منا لا يدرك اليوم أن ما بدأته أيادي الغدر والشعبوية الفارسية والتركية من عبث بمصائر شعوبنا العربية عامةً، وخصوصا في البحرين واليمن، لم يكن إلا نموذجاً لما كان سيصلنا عاجلاً أو آجلاً، وسيستهدفنا في عقر دارنا في القريب؟.
إنها قصة الاضطرار لا الاختيار، أن تقاطع أهلك وإخوتك القطريين لانعدام حس الانتماء لدى قيادتهم الخارجية، أن ترسل بفلذات الأكباد إلى البحرين مدافعين عن عروبتها وسيادتها وكرامة شعبها، أن ترسلهم مجددا إلى اليمن الشقيق حفظاً لأرضه وعرضه وعراقة انتمائه إلى الحاضنة العربية الكبرى من الخليج إلى المحيط.
إنها قصة الاضطرار، أن يضحي أبناء الشيوخ والقادة في مقدمة طابور التضحية وتلبية نداء الواجب، قبل أبناء الشعب من الإماراتيين الغيورين على سيادة بلادهم والحريصين على عروبة بلاد الأشقاء واستقلالها، والعاملين بأغلى ما يملكون من دماء وأرواح في سبيل ترسيخ صوابية الخيار الإماراتي غير المنحاز إلا للحق، واستعادة الشرعية كما في الحالة اليمنية، أو حمايتها كما في الحالة البحرينية.
لهذا الهدف النبيل والسامي تنحني الهامات وتركع القامات، وتصغر التضحيات، فلعروبتنا علينا حق تلبية ندائها، في تصدينا لشعوبية فارسية بغيضة، ودعوة عثمانية عفنة، وهذا الهدف وعاه الأبطال أمثال البطل الشيخ زايد بن حمدان آل نهيان، هذا الأسد الذي هجم على الموت في سبيل الحق كراراً لا فراراً، مهاجماً لا منسحباً، مدركاً أن الأرض لا تصان بغير الدماء، ولا تُحفظ بغير الولاء والانتماء.
فيا أيها الأصيل من نسل زايد، وسميّه، لك من أعماق أعماق قلوبنا نحن الإماراتيين، ومعنا الشرفاء من كل العالم، كل الحب والتقدير والاحترام، لقطرة دم نزفت من جراحك، لقطرة عرق سالت على جبينك الشامخ، لتضحيةٍ خصصت بها اليمن لتحفظ لك يد فداء، كما حفظت لجدك المغفور له الشيخ زايد يد الخير والعطاء، وهو الذي كان حريصاً على شعب اليمن الشقيق حرصه على أبنائه الإماراتيين.
إن لنا الفخر والاعتزاز الكبيرين ببطولتك وتضحيتك يا زايد بن حمدان، بل هو الفداء الذي تجسّد على هيئة رجل من أحفاد زايد، بطل من هذا الزمان الإماراتي الشامخ، الذي لا يقبل بأقل من النصر، أو الشهادة، أو الريادة في كل مجال.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة