قلق أممي من اشتباكات طرابلس ودعوة لتفكيك المليشيات المسلحة
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء استمرار الاشتباكات المسلحة، وإطلاق النار العشوائي في منطقة صلاح الدين، المكتظة بالسكان في طرابلس.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنها تعرب عن قلقها البالغ إزاء استمرار الاشتباكات المسلحة، بما في ذلك ما ورد عن استخدام لإطلاق نار عشوائي في منطقة صلاح الدين، أحد الأحياء المكتظة بالسكان في طرابلس.
ودعت البعثة الأممية إلى الوقف الفوري لـ"الأعمال العدائية"، مناشدة جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
تفكيك المليشيات
وذكرت البعثة الأممية جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني لضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية، داعية السلطات كافة إلى تحمل مسؤولياتها في ضمان حماية المدنيين وفي ممارسة السيطرة على الوحدات التابعة لها وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرار رقم 2570، بما في ذلك من خلال الشروع بشكل شامل ومفصل في عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وإصلاح قطاع الأمن، بهدف وضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة.
اشتباكات بين المليشيات بطرابلس.. حرب شوارع ونزوح واستنفار طبي
من جانبها، عبرت المنظمة العربية لحقوق الانسان عن عميق قلقها إزاء اشتباكات طرابلس، وعن أسفها لـ"عجز حكومة الوحدة الوطنية عن ضبط تحركات تلك التشكيلات المسلحة داخل الأحياء المكتظة بالمدنيين".
خطر داهم
وشددت المنظمة الحقوقية (مستقلة غير حكومية) على أن ضمان سلامة المدنيين هو مسؤولية حكومة الوحدة الوطنية، مؤكدة أن تجدد النزاعات المسلحة في أكثر من منطقة خلال الأسابيع الماضية يشكل خطرًا داهمًا على سلامة مئات الآلاف من المدنيين داخل عدد من تلك المدن، نتيجة لاستخدام أنواع متعددة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة .
وأكدت المنظمة أن الأعمال القتالية التي أصبحت تتجدد بين الفترة والأخرى داخل الأحياء المدنية، يمكن إدراجها تحت جرائم الحرب، التي يجب التحقيق فيها، لأنها تخالف صراحة اتفاقية جنيف الرابعة، التي تقضي بضرورة تجنيب المدنيين مخاطر الاقتتال في حال النزاع داخل حدود الدولة الواحدة.
إسبانيا تدعو لإخراج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا
وأشارت إلى أن استعمال الأسلحة داخل المدن، سواء لغرض تدمير مواقع معادية، أم لخلق حالة من الرعب بين السكان المدنيين لأغراض عسكرية أو سياسية، يعد مسوغًا لإدراج فاعليه ضمن مجرمي الحروب، ويمكن المطالبة بمحاكمتهم على المستوى الدولي .
اشتباكات الجمعة
واندلعت اشتباكات عنيفة فجر الجمعة، وما زالت مستمرة، بين مليشيا دعم الاستقرار ومليشيات 444، في العاصمة الليبية طرابلس.
وكشفت مصادر في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الاشتباكات التي اندلعت وتيرتها فجر الجمعة، ما زالت مستمرة حتى هذه اللحظة، بمنطقة صلاح الدين وطريق السدرة، جنوبي العاصمة طرابلس.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيات 444، التي قالت إنها صدت هجوماً فجر اليوم على معسكر التكبالي بمنطقة صلاح الدين، أسرت عناصر من مليشيا دعم الاستقرار، التي كانت تحاول الهجوم على المعسكر.
حرب شوارع
وأكدت مصادر "العين الإخبارية"، نزوح بعض العائلات إثر سقوط قذائف واشتعال النار بداخل إحدى الشقق في عمارة بالقرب من الإشارة الضوئية بمنطقة صلاح الدين.
وأوضحت أن هناك رتلا من السيارات المسلحة وصل لمنطقة قصر بن غشير وتتجمع في الجزيرة، فيما وصل رتل آخر من السيارات المصفحة قادمًا من مدينة الزاوية، محذرة من تصاعد الأحداث خلال الساعات المقبلة.
وأشارت إلى أن هناك طائرات مسيرة تركية تحوم في منطقة الاشتباكات في العاصمة طرابلس، فيما تحولت الاشتباكات إلى حرب شوارع بين المليشيات.
وقالت إن هناك حالة استنفار من الطواقم الطبية في مركز طرابلس الطبي ومستشفى الخضراء العام بعد وصول عدد من الجرحى جراء الاشتباكات الدائرة بين المليشيات في طرابلس.
معضلة المليشيات
ورغم إصدار المجلس الرئاسي تعليمات إلى وزارة الداخلية ورئاسة الأركان العامة بالمنطقة الغربية، باتخاذ الإجراءات الحازمة لوقف الاشتباكات في المدينة، إلا أنها تتجدد من وقت لآخر.
ولا تزال معضلة المليشيات تواجه الدولة الليبية خاصة مع تلقي الأولى دعمًا من بعض الدول الإقليمية والدولية رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق السياسي القاضي بحل المليشيات ونزع سلاحها.
ولم يسلم من تهديد المليشيات وسطوتها في الغرب الليبي أحد، فقد سبق أن اقتحمت مقر المجلس الرئاسي للضغط على رئيسه محمد المنفي لإلغاء قرارات اتخذها، كما سبق أن فعلت الشيء نفسه مع سلفه فايز السراج الذي استجاب لها وعين بعض قياداتها في مناصب عليا والبعثات الدبلوماسية بالخارج.
aXA6IDE4LjE5MS4xNTQuMTMyIA== جزيرة ام اند امز