مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ.. لماذا غلاسكو؟
يمكن أن يرى المرء غلاسكو مدينة باردة تغيب عنها الشمس كما قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، لكنها اختيار مثالي لمؤتمر لإنقاذ المناخ.
فالمدينة التي تهز رياحها بقسوة خيام استقبال وفود مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في غلاسكو "كوب ٢٦"، باتت قبلة لجهود إنقاذ كوكب الأرض من مصير مظلم.
لكن لماذا اختارت الحكومة البريطانية مدينة غلاسكو الواقعة على نهر كلايد، لاستضافة المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أو ما يطلق عليه "cop 26".
الإجابة التي بحث عنها فريق "العين الإخبارية" المشارك في تغطية أعمال المؤتمر العالمي، في أروقة المكان، تقود إلى خطة طموحة سارت عليها المدينة حتى وصلت إلى مصاف التميز، والريادة في مكافحة التغير المناخي.
خطة أركانها الرئيسية؛ الالتزام بالاستدامة، والمرافق ذات المستوى العالمي، وتحديد هدف للوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2030، فضلا عن التحول إلى واحدة من أكثر المدن خضرة في قارة أوروبا.
وجميع هذه المسارات أهّلت المدينة التي تجمع بين سحر الطبيعة والإبداع الفني والتقني، للفوز بهذه المكانة العالمية، واستضافة المؤتمر الذي يراه كثر "نقطة تحول" في جهود مكافحة التغير المناخي.
تجربة رائدة
ووفق الموقع الإلكتروني لحكومة المملكة المتحدة، فقد أعلنت بلدية غلاسكو في ١٦ مايو/ أيار ٢٠١٩، حالة طوارئ مناخية وإيكولوجية في المدينة، وشكلت لجنة من الخبراء والمعنيين وضعت ٦١ توصية على طريق تحقيق هدف الحياد المناخي بحلول ٢٠٣٠.
ومنذ هذا التاريخ، تسير بلدية المدينة وفق خطة قوية تشمل تكثيف البنية التحتية الخضراء عبر زراعة الأشجار وغيرها من النباتات، وتقليل انبعاثات الغاز بشكل تدريجي وبناء منازل صديقة للبيئة، وتكثيف استخدام وسائل الطاقة المتجددة، وتقوية البنية التحتية للدراجات ومناطق المشاة، وتشجيع العمل عن بعد.
وبالإضافة إلى ذلك، تكثف بلدية غلاسكو التواصل والحوار والنقاش مع المنظمات غير الحكومية النشطة في مجال حماية المناخ، وتمكين المجتمعات المحلية من أجل تطبيق السياسة المناخية الطموحة.
وأمس الأحد، انطلقت أعمال الدورة السادسة والعشرين لقمة مناخ تمثل بحسب المراقبين "الأمل الأخير" للتعامل مع أزمة المناخ وتجنب السيناريو الأسوأ، بمشاركة ممثلين عن أكثر من 120 دولة بينهم قادة وزعماء.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg
جزيرة ام اند امز