الإمارات بيوم الأمم المتحدة 2025.. عاصمة الإنسانية تعزز التضامن الدولي
يحل اليوم الجمعة، يوم الأمم المتحدة، فيما تتواصل مبادرات الإمارات الهادفة لتعزيز التضامن الإنساني بما يصب في صالح البشرية جمعاء.
مبادرات تطلقها الإمارات تباعاً لمواجهة أبرز التحديات التي تواجه البشرية، وعلى رأسها ندرة الماء والجوع والفقر والأمراض والتغيرات المناخية، مع العمل على تعزيز الأمن الغذائي والمائي ومكافحة الأمراض المعدية ودعم تعليم وتأهيل ملايين الأفراد حول العالم، ما يتوجها بحق عاصمة للإنسانية وعمل الخير.
ويحيي العالم في 24 أكتوبر/تشرين الأول يوم الأمم المتحدة، الذي يصادف هذا العام ذكرى مرور 80 عاما على إنشاء المنظمة التي تُعدّ أكثر المنظمات الدولية شمولًا وتمثيلًا على مستوى العالم، والتي لعبت منذ إنشائها، دورًا محوريًا في تعزيز السلام وحقوق الإنسان حول العالم.
ويحل احتفال هذا العام تحت شعار "رمز الأمل للوحدة العالمية"، والذي يجسد النهج الإماراتي الذي جعل من التضامن الإنساني والتعاون الدولي ركيزة أصيلة في سياساتها الداخلية والخارجية على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية.
وعلى مدار الشهرين الماضيين فقط، امتدت أيادي الخير الإماراتية بيد الدعم والمساندة لأكثر من 10 دول في 3 قارات حول العالم، هي أفغانستان واليمن وفلسطين والفلبين (قارة آسيا)، ألبانيا والجبل الأسود وأوكرانيا (قارة أوروبا)، الكونغو وتشاد وبوتسوانا (قارة أفريقيا).
دعم الأمن الغذائي
يحل الاحتفال بيوم الأمم المتحدة غداة اختتام فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء الذي أقيم في الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في مركز أدنيك أبوظبي، مؤكداً دور الإمارات القيادي في تعزيز المستقبل الغذائي العالمي وتوحيد الجهود الدولية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي.
واستضاف مركز أدنيك أبوظبي فعاليات الحدث، الذي استقطب آلاف المشاركين من 75 دولة، من بينها 18 دولة تشارك للمرة الأولى، في دلالة واضحة على السمعة المتنامية لهذا الحدث وتأثيره العالمي المتصاعد.
ويلعب الأسبوع العالمي للغذاء 2025 دورًا رئيسيًا في ترسيخ مكانة أبوظبي كصوت رائد في تسريع المناقشات العالمية حول الأمن الغذائي ومستقبل الزراعة، إذ أقيمت العديد من الفعاليات البارزة على مدار ثلاثة أيام في الأسبوع، مثل معرض أبوظبي الدولي للأغذية، ومعرض أبوظبي للتمور، وحوارات الغذاء العالمية، ومنتدى التكنولوجيا الزراعية، والتي صُممت لتعزيز سمعة الإمارة في هذا القطاع الحيوي.

مكافحة الجوع
تأتي تلك المناسبة فيما يجني العالم ثمار مبادرات الإمارات الإنسانية لمكافحة الجوع وسوء التغذية في العالم.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في يوليو/تموز الماضي إنجاز المشروع الإنساني، الذي أطلقه في رمضان 2022، لتوفير مليار وجبة للمحتاجين حول العالم، بالكامل.
وخلال 3 سنوات، أتم المشروع خلال شهر يوليو/تموز الماضي توزيع مليار وجبة في 65 دولة حول العالم، ومن المرتقب أن يتم توزيع 260 مليون وجبة إضافية خلال العام القادم.
جاء إطلاق تلك المبادرة النوعية بهدف المساهمة في مكافحة الجوع الذي يهدد حياة مئات الملايين في العالم.
وقبيل شهر من هذا الإنجار الإنساني، أعلنت حملة "المليار وجبة"، يونيو/حزيران الماضي إنجاز مشاريع نوعية لمكافحة سوء التغذية في 3 دول أفريقية هي النيجر وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الاستئماني "يونيتلايف"، وذلك ضمن الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين والتي بدأت في العام 2022، من أجل دعم المجتمعات الأقل حظاً حول العالم وتمكينها من تلبية احتياجاتها الغذائية وتوفير العيش الكريم لأفرادها.

دعم ضحايا الحروب
أيضا يحل الاحتفال بيوم الأمم المتحدة، فيما تواصل الإمارات جهودها الإنسانية لدعم ضحايا الحروب والصراعات.
في هذه الأثناء تواصل "سفينة الإمارات الإنسانية" إبحارها ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، متجهة إلى قطاع غزة وعلى متنها 7,200 طن من المساعدات الإغاثية المتنوعة، لتلبية الاحتياجات العاجلة والتخفيف من معاناة أهالي القطاع.
وتعد هذه السفينة التي أبحرت من الإمارات 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري امتدادا للجسر الإنساني الإماراتي المتواصل إلى غزة، تأكيدا لالتزام دولة الإمارات بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته.
ورسمت دولة الإمارات على مدار عامين ملحمةً إغاثيةً إنسانيةً، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكلٍ خاص، والعمل الإنساني بشكلٍ عام، في مسارٍ توثّقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكّده لغة الأرقام، التي تُبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع، إذ تؤكّد التقارير الأممية أن المساعدات الإماراتية شكّلت نسبة 44% من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة حتى الآن.
وبلغ إجمالي المساعدات الإنسانية التي تم تقديمها منذ بدء عملية "الفارس الشهم 3" في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى اليوم نحو 90 ألف طن، بتكلفة 1.8 مليار دولار.

وقبل نحو أسبوعين، قدمت دولة الإمارات سلالا غذائية لـ"1000" أسرة من شريحة الأيتام والنازحين بمديريات الساحل الغربي باليمن.
أشرف على تقديم المساعدات الهلال الأحمر الإماراتي الذي لعب دوراً رئيسياً في تنظيم العمليات اللوجستية وتوزيع السلال الغذائية على الأسر المستهدفة لمساعدتها على مواجهة التحديات المعيشية والتخفيف من معاناتها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها.
وتسعى الإمارات من خلال هذه المبادرات الإنسانية إلى تحسين ظروف الحياة للنازحين والمحتاجين في اليمن في ظل الأوضاع الصعبة في البلاد التي تتطلب مزيداً من الدعم والمساعدة.
أيضا على صعيد دعم ضحايا الحروب والصراعات، أجرت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي والمبعوثة الخاصة لوزير الخارجية إلى أوكرانيا، زيارة إلى أوكرنيا 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
التقت الهاشمي خلال الزيارة السيدة الأولى أولينا زيلينسكا، وأعلنت عن حزمة دعم بقيمة 5 ملايين دولار من خلال مؤسسة أولينا زيلينسكا، لتمويل مراكز الدعم النفسي والاجتماعي، وبرامج المدارس الآمنة، ومبادرات رعاية الأسر الحاضنة.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، قدمت دولة الإمارات برامج مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، تضمنت منازل للأسر الحاضنة، وإمدادات إغاثية، وسيارات إسعاف، ومولدات كهربائية، وخدمات أساسية استفاد منها أكثر من 1.2 مليون شخص، وذلك في إطار دعم دولة الإمارات الإنساني واستجابتها العاجلة، بما يسهم في تعزيز جهود التعافي والتنمية طويلة المدى.
ضحايا الكوارث الطبيعية
ومن ضحايا الحروب والصراعات إلى المتضررين من الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، تتواصل مبادرات الإمارات ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
وضمن أحدث جهودها لدعم المتضررين من الكوارث الطبيعية، قدمت دولة الإمارات، عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مساعدات إغاثية عاجلة لقرابة 40 ألف أسرة متضررة من الزلزال الذي ضرب جزيرة سيبو وسط جمهورية الفلبين الصديقة، وذلك بإشراف سفارة دولة الإمارات في مانيلا، وبالتعاون مع الجهات والسلطات المحلية المختصة، ودعماً للجهود الوطنية التي تبذلها الحكومة الفلبينية لمواجهة آثار الكارثة.
تأتي هذه الاستجابة انطلاقاً من رسالة دولة الإمارات الإنسانية، وتجسيداً لمسؤوليتها الدولية تجاه الشعوب والمجتمعات التي تتعرض للكوارث الطبيعية والأزمات، وحرصها على التخفيف من معاناة المتضررين، وتسريع جهود التعافي المبكر وتعزيز الاستقرار.
وخلال العام الجاري، سارعت الإمارات إلى إرسال مساعدات إغاثية عاجلة إلى عدد من الدول التي تعرضت للكوارث الطبيعية مثل أفغانستان وجمهورية اتحاد ميانمار والصومال.
كما دعمت الإمارات جهود مكافحة الحرائق التي اندلعت في عدة مناطق أغسطس/آب الماضي فيكل من ألبانيا ومونتينيغرو "الجبل الأسود"، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

دعم الصحة
وجنبا إلى جنب مع مبادراتها الإغاثية، تتواصل مبادرات الإمارات لدعم قطاع الصحة حول العالم.
ضمن أحدث تلك الجهود، قدمت دولة الإمارات، مطلع الشهر الجاري، مساعدات طبية عاجلة إلى جمهورية بوتسوانا، استجابةً لإعلان حالة الطوارئ الطبية الذي أصدره دوما بوكو، رئيس جمهورية بوتسوانا، في أغسطس/آب 2025.
وتأتي هذه المبادرة تجسيداً لموقف دولة الإمارات الراسخ في التضامن الدولي، حيث تم تسليم 91 طناً من الأدوية والمواد الطبية الأساسية، لدعم نظام الرعاية الصحية في بوتسوانا، الذي يعاني ضغوطاً متزايدة.
وتأتي هذه المساعدات في وقت حرج، يعاني فيه قطاع الصحة في بوتسوانا من حالة الطوارئ نتيجة للنقص الحاد في المستلزمات الطبية الأساسية، وقد اشتدت الأزمة نتيجة لزيادة الطلب العالمي وارتفاع التكاليف حيث أبلغت المنشآت الصحية العامة عن نقصٍ حاد في الأدوية، خاصة للمرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل، بمن فيهم الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.
وستسهم هذه المساعدات في معالجة النقص وضمان استمرارية تقديم الرعاية الصحية في كافة المرافق الطبية في بوتسوانا.
وقبل نحو شهرين، أرسلت دولة الإمارات نهاية أغسطس/آب الماضي 30 طنا من المواد الطبية والأدوية العاجلة إلى جمهورية تشاد للتصدي لتفشي وباء الكوليرا.
جهود إماراتية تتواصل لتمكين قطاع الرعاية الصحية في القارة الأفريقية.

مبادرة محمد بن زايد للماء
أيضا، ضمن جهودها لمواجهة أبرز تحديات البشرية، ومن بينها ندرة الماء، تم إطلاق "مبادرة محمد بن زايد للماء" يوم 29 فبراير/شباط 2024، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي بأهمية أزمة ندرة المياه وخطورتها على المستوى الدولي بجانب تسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، إضافة إلى اختبار فاعلية هذه الحلول لمواجهة هذا التحدي العالمي المتفاقم.
وضمن أحدث جهودها، عقدت "مبادرة محمد بن زايد للماء" و"مجموعة الموارد المائية 2030" التابعة للبنك الدولي، سبتمبر/ أيلول الماضي اجتماع طاولة مستديرة رفيع المستوى بشأن إعادة استخدام المياه، وذلك على هامش الدورة الـثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحضور أكثر من 45 شخصية من قيادات القطاعين العام والخاص، ومؤسسات النفع العام، والشباب، بهدف استكشاف سبل توسيع نطاق إعادة استخدام المياه، ودورها كحل فعال لمواجهة أزمة ندرة المياه العالمية.
وتعد الإمارات من أبرز المساهمين في تمويل وتنفيذ مشروعات توفير مياه شرب النظيفة للمحتاجين حول العالم، وذلك عبر مجموعة من المؤسسات مثل صندوق أبوظبي للتنمية، ومؤسسة "سقيا الإمارات"، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وغيرها من الجهات الوطنية الناشطة في هذا المجال.
مبادرات تتوالى لمواجهة أبرز تحديات البشرية وتعزيز التضامن الإنساني تبرز المواقف الإنسانية النبيلة للإمارات، قيادة وشعباً، في التسابق لفعل الخير ومدّ يد العون لكل محتاج في العالم، بما يبرز ثقافة الكرم والأخوة الإنسانية، التي تشكل جزءاً من قيم ومبادئ المجتمع الإماراتي الذي عود العالم على عطاء لا ينضب.
جهود تاريخية
انضمت الإمارات إلى الأمم المتحدة في 9 ديسمبر/كانون الأول 1971، بعد أسبوع واحد فقط من إعلان قيام الاتحاد.
ومنذ انضمامها، وحتى اليوم، عززت دولة الإمارات مكانتها كشريك موثوق في دعم منظومة الأمم المتحدة، من خلال التعاون مع أكثر من 30 وكالة وصندوقا وبرنامجا أمميا تغطي دولة الإمارات في نطاق عملها، وتنفذ أكثر من 60 برنامجاً ومشروعاً في مجالات متنوعة تشمل المناخ، والأمن الغذائي، وتمكين المرأة والشباب، والمساواة بين الجنسين، والتعليم، والصحة، والابتكار.
كما شكل إطلاق "المركز العالمي لتمويل المناخ" المنبثق عن مؤتمر الأطراف “COP28” محطة مفصلية تؤكد التزام الإمارات العملي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
الشراكة الوثيقة بين الإمارات والأمم المتحدة، والتي أثمرت مبادرات ومشروعات نوعية، تمثل تجسيداً عملياً لشعار هذا العام، وتعكس قناعة راسخة لدى دولة الإمارات بأن التعاون والتضامن الدولي هما السبيل الأمثل لتحقيق عالم أكثر عدلاً وسلاماً وإنسانية، وعدم ترك أحد خلف الركب.
فأينما يممت وجهك بالعالم، ستجد أيادي الإمارات البيضاء حاضرة في كل مكان، تشهد ويشهد معها تاريخ الإنسانية على عطاء لا ينضب ومسيرة خير مستدامة تجسد مفهوم الأخوة الإنسانية كما ينبغي أن يكون، وتبعث الأمل في نفوس العالم بغد أفضل.
مبادرات تُرجمت على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
بلغة الأرقام، بلغ عدد المستفيدين من المساعدات الخارجية التي قدمتها الإمارات منذ تأسيسها عام 1971 وحتى منتصف عام 2024 أكثر من مليار شخص، وبقيمة تجاوزت 368 مليار درهم.
ويرتفع هذا الرقم بشكل كبير مع احتساب المساعدات التي قدمتها الإمارات حول العالم منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.