جمعية الأمم المتحدة.. مستقبل العالم على الطاولة وفلسطين «حاضرة»
في ظل عالمٍ يواجه تحديات متشابكة ومتسارعة، تتجه أنظار الشعوب نحو مقر الأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يلتقي قادة العالم في نيويورك لحضور الجمعية العامة في دورتها الـ79.
ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتفاقم أزمة المناخ، وتزايد التفاوتات، يتطلع العالم لهذه الدورة وتثار التساؤلات.. فهل ستشهد هذه الدورة انفراجة في القضايا الملحة التي تواجه البشرية؟ أم ستظل التحديات قائمة دون حلول جذرية؟.
- رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: «مذبحة غزة» يجب أن تتوقف
- حرب غزة تصل الجمعية العامة للأمم المتحدة.. سجال في جلسة طارئة
ويصل قادة العالم وكبار الخبراء إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول لحضور الأسبوع السنوي رفيع المستوى للجمعية العامة لرسم مسار نحو مستقبل أفضل وأكثر أمانا واخضرارا للجميع.
ومن المقرر أن ينطلق الأسبوع رفيع المستوى من 22 إلى 30 سبتمبر/ أيلول، لمواجهة التحديات العالمية، بدءا من جهود تعافي كوكب الأرض إلى كبح الأسلحة النووية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة افتتحت رسمياً الأربعاء، بتوقيت نيويورك، دورتها الاعتيادية الـ 79، بحضور أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وممثلين دائمين عن الـ193 دولة عضو في الأمم المتحدة.
ولفت فيليمون يانغ، رئيس الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في بيانه الافتتاحي، إلى ما يواجهه العالم من تحديات، بما في ذلك الفقر والجوع وتغير المناخ والصراعات المستعرة في السودان وهايتي وأوكرانيا وقطاع غزة.
وحدد يانغ أولويات العمل خلال فترة رئاسته للدورة الجديدة للجمعية العامة.
وتشمل تعزيز النمو الاقتصادي القائم على الابتكار والاقتصادات الأخضر وضمان وصول فوائد التنمية الاقتصادية إلى جميع الدول، ومنع الصراعات وحلها.
قمة المستقبل.. وعود «العالم الفاضل»
«لا جوع، لا فقر، لا تلوث، هواء ومياه آمنان، مساواة بين الجنسين، عالم خال من الأسلحة النووية، ونزاعات تُحل بالدبلوماسية وليس بالقنابل».. هذا هو مجرد جزء مما هو مدرج على جدول أعمال قمة المستقبل، الحدث الرئيسي الذي يفتتح الأسبوع رفيع المستوى.
فكيف سيبدو العالم إذا أوفى القادة بتنفيذ الأهداف المتفق عليها دوليا لتحقيق التنمية المستدامة؟.
هذا ما سيعمل عليه قادة العالم والمجتمع المدني والخبراء يومي 22 و23 أيلول/سبتمبر 2024، بشكل جماعي لمعالجة المشاكل الملحة، من ارتفاع منسوب مياه البحر إلى القضاء على الجوع وغير ذلك.
يأتي هذا من خلال «ميثاق من أجل المستقبل»، والذي من المتوقع أن يتم اعتماده في القمة.
فعاليات وتحديات
ومن المقرر أن يعقد الأمين العام للأمم المتحدة أيام عمل قمة المستقبل يومي 20 و21 سبتمبر/أيلول، لإطلاق هذا الحدث العالمي.
وسيجتمع الشباب وممثلو الدول الأعضاء والمجتمع المدني والخبراء لتبادل قصص النجاح، ومعالجة التحديات والموضوعات المطروحة.
وبينها بناء مستقبل رقمي أفضل وسلمي ومستدام للجميع - حيث يمهدون نحو فصل جديد من التعددية يكون أكثر شمولا وترابطا.
منسوب مياه البحر
وفي 25 سبتمبر/أيلول يبحث قادة العالم وأصحاب المصلحة في الاجتماع رفيع المستوى المعني بارتفاع مستوى سطح البحر سبل التصدي لهذا التهديد العاجل والمتصاعد.
وسيركز الاجتماع على بناء فهم مشترك، وتعبئة القيادة السياسية، وتعزيز التعاون الدولي من أجل التصدي للتحديات بهدف بناء مستقبل مرن ومستدام، بما في ذلك للدول الجزرية الصغيرة النامية وتلك التي تعيش في المناطق الساحلية المنخفضة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال في زيارته لمنتدى جزر المحيط الهادئ في تونغا الشهر الماضي، إن "العالم يحتاج إلى إظهار الطريق لحماية الكوكب من ويلات تغير المناخ".
المضادات الحيوية
وفي 26 سبتمبر/أيلول سيتناول قادة العالم في اجتماع رفيع المستوى مقاومة مضادات الميكروبات، التي تتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص سنويا.
الأسلحة النووية
وفي 26 سبتمبر/أيلول، تعقد الجمعية العامة اجتماعها السنوي الرفيع المستوى بمناسبة اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية.
ويحتفي هذا الاجتماع العام السنوي رفيع المستوى باليوم الدولي ويروج له، وتشارك فيه مختلف الدول، بما فيها الدول المتضررة من القنابل النووية والتفجيرات التجريبية.
فلسطين بمقعد لأول مرة
وحصلت فلسطين لأول مرة على مقعد رسمي مع الدول الأعضاء، وأصبح حضورها ممكنا بفضل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 مايو/أيار الماضي، الذي أكدت فيه أن فلسطين مؤهلة لعضوية الأمم المتحدة.
وسيكون بإمكان فلسطين خلال الدورة إدراج ممثليها على قائمة المتحدثين في الجلسات حول قضايا الشرق الأوسط وعرض تعديلات واقتراحات.
لكن فلسطينلا تزال بصفة «عضو مراقب»، ولا تمتلك حق التصويت في اجتماعات الجمعية العامة، كما لا يمكن لها ترشيح ممثليها لمختلف المناصب في الأجهزة والهيئات الأممية.
غزة والأونروا
ومع احتدام الحرب في غزة، ستُعقد على هامش الجمعية العامة فعاليتان خلال الأسبوع رفيع المستوى تركزان على فلسطين.
وفي 25 أيلول/سبتمبر، من المقرر عقد اجتماع رفيع المستوى حول التعليم في الأراضي الفلسطينية - غزة والضفة الغربية.
الاجتماع تعقده وكـالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) ومنظمتا الـيونسكو والـيونيسيف بالإضافة إلى صندوق «التعليم لا يمكن أن ينتظر».
ومن المتوقع أن يلقي كل من المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني ورئيس وزراء المملكة المتحدة السابق غوردون براون كلمتين رئيسيتين في هذا الاجتماع.
وفي 26 أيلول/ سبتمبر، سيعقد اجتماع رفيع المستوى حول دعم وكالة الأونروا، من المتوقع أن يلقي خلاله الأمين العام كلمة افتتاحية.
التنمية المستدامة
وتمثل الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة علامة فارقة في الجهود العالمية لتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهـداف التنمية المستدامة الـ17.
وستشهد المنطقة الإعلامية لأهداف التنمية المستدامة، التي تستمر من 23 إلى 27 أيلول/سبتمبر، مقابلات وحوارات متعمقة مع الشباب والخبراء والمشاهير من جميع أنحاء العالم الذين سيتناولون القضايا العالمية التي تهم الناس في كل مكان.
قمة القادة
وتكرس قمة القادة حول الاتفاق العالمي للأمم المتحدة التي تستمر يوما كاملا في 24 أيلول /سبتمبر في مركز جافيتس نورث في نيويورك، لتوفير الأدوات والشبكات والمعرفة والإلهام اللازم لتوسيع نطاق تأثير مساهمات القطاع الخاص في خطة عام 2030.
ومن بين المتحدثين الرئيسيين دون شيدل الممثل الحائز على جوائز وسفير النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) .
إضافة إلى إيمي ويب المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمعهد المستقبل اليوم، وساندا أوكيامبو الأمينة العامة المساعدة للاتفاق العالمي للأمم المتحدة.
القادة يدلون بآرائهم
ويفتتح فيليمون يانغ، من الكاميرون، رئيس الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة المناقشة العامة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر/أيلول.
ويأخذ قادة العالم دورهم في التحدث من وجهات نظر وطنية حول موضوع دورة هذا العام: "عدم ترك أحد وراءنا: العمل معا من أجل النهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمقبلة".
وفي الفترة من 24 إلى 28 أيلول/سبتمبر و30 أيلول/سبتمبر، يعتلي ممثلون رفيعو المستوى للدول الأعضاء في الأمم المتحدة- البالغ عددها 193 دولة، المنصة في قاعة الجمعية العامة لاستكشاف حلول للتحديات العالمية المتشابكة للنهوض بالسلام والأمن والتنمية المستدامة.
ومن المتوقع أن يتحدث أمام الجمعية العامة خلال فعاليات الدورة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيرهم من الزعماء.
aXA6IDMuMTQxLjIwMS45NSA= جزيرة ام اند امز