تصويت تاريخي.. جمعية الأمم المتحدة تدفع نحو «الدولة الفلسطينية»
بعد خطابات ومداولات، قالت الجمعية العامة كلمتها، وأكدت أهلية فلسطين لـ"العضوية الكاملة" في الأمم المتحدة، بعد فيتو مجلس الأمن.
تصويت تاريخي، للقرار الذي تقدمت به دولة الإمارات، يصب في استراتيجية البناء "حجر بحجر"، حتى تحقيق الهدف الأكبر وهو إقامة الدولة الفلسطينية، إذ يعبر عن تأييد الجمعية العامة للمنظمة الدولية، لمنح فلسطين العضوية الكاملة.
وقالت الجمعية العامة، في ختام جلستها، اليوم الجمعة، "الفلسطينيون مؤهلون لينالوا العضوية الكاملة في المنظمة".
وأوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية الفلسطينيين بشكل إيجابي، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار بمنح فلسطين هذه المكانة، في وقت سابق.
وصوت لصالح القرار 143 دولة، وعارضه 9 دول فقط، فيما امتنع عن التصويت 25 دولة أخرى، ما يعني أن القرار حظي بدعم كبير في الجمعية العامة.
وبموجب التصويت، نال الفلسطينيون بعض الحقوق والامتيازات الإضافية داخل المنظمة الدولية بفضل الجمعية العامة، في خطوة رمزية.
إذ يشمل النص الذي أقرته الجمعية العامة، منح مجموعة من "الحقوق والامتيازات الإضافية" للفلسطينيين دون تأخير "استثنائيا ومن دون أن يشكّل سابقة"، اعتبارا من الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة في سبتمبر/أيلول المقبل، لتفادي الحلقة الدبلوماسية المفرغة التي قد يتسبب فيها دعوة الجمعية لمجلس الأمن، لتبني قرار مماثل، واستخدام الولايات المتحدة الفيتو في الأخير.
وتعليقا على هذه الخطوة، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استراتيجية بلاده في السير خطوة بخطوة نحو العضوية الكاملة، وقال "سنواصل مساعينا للحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة".
خطاب قوي لدولة الإمارات
ونيابة عن المجموعة العربية، ألقت دولة الإمارات، اليوم الجمعة، بيانا قويا أمام الجمعية العامة، لدعم منح فلسطين عضوية المنظمة الكاملة.
وقال السفير محمد أبوشهاب، مندوب دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، إن "الشعب الفلسطيني يستحق فرصة المساهمة بفاعلية في خدمة الإنسانية عبر الأمم المتحدة".
وتابع: "فلسطين تستحق مكانتها في الأسرة الدولية ولها الحق في عضوية كاملة بالأمم المتحدة"، مضيفا: "من حق فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".
وأضاف "إسرائيل صرحت جهارا برفضها لحل الدولتين"، متابعا "الأمم المتحدة تأخرت في الوفاء بالتزاماتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني".
مندوب دولة الإمارات قال أيضا، إن "إسرائيل ضربت بكل الاتفاقات الدولية عرض الحائط"، قبل أن يضيف "نطالب مجلس الأمن للاستجابة للجمعية العامة لاتخاذ قرار بانضمام فلسطين".
ودلل مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة على أهمية مثل هذا القرار، قائلا "تبني قرار اليوم سيعزز مكانة فلسطين ومشاركتها في المحافل الدولية".
بدوره، قال مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، "التصويت بنعم على انضمام دولتنا هو القرار الصائب".
وتابع "لا يمكن أن تؤيد دولة حل الدولتين دون الاعتراف بدولة فلسطين"، مضيفا "من حق شعبنا تقرير مصيره".
في المقابل، قال مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، جلعاد إردان، إن "التصويت على مشروع قرار اليوم بشأن انضمام فلسطين ينتهك قرارات مجلس الأمن"، مضيفا "إذا صوتم على مشروع قرار عضوية فلسطين فأنتم تصوتون على إقامة دولة إرهابية".
بينما قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في كلمة بلاده، "استمرار إسرائيل في خطتها لاجتياح رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية".
وتابع "يجب منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".
سبب اللجوء للجمعية العامة
وفي مواجهة الحرب في غزة، كرّر الفلسطينيون مطلع أبريل/نيسان طلباً تقدموا به عام 2011، ويسعون من خلاله إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، إذ تتمتع حاليا بصفة "دولة غير عضو لها صفة مراقب".
ويتطلّب منح العضوية الكاملة، قبل التصويت في الجمعية العامة، توصية إيجابية من مجلس الأمن. لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بهذا الشأن في 18 أبريل/نيسان.
لذلك، قرّر الفلسطينيون التوجه إلى الجمعية العامة، إذ يفترض أن يحصلوا، وفق العديد من المراقبين والدبلوماسيين، على أغلبية كبيرة.
ويعتبر مشروع القرار الذي قدمته دولة الإمارات أن "فلسطين مؤهلة لعضوية الأمم المتحدة، وفقا للمادة 4 من الميثاق، وبالتالي ينبغي قبولها عضوا في الأمم المتحدة" كما يوصي مجلس الأمن "بإعادة النظر في المسألة بشكل إيجابي".
والنص الذي يستبعد بشكل واضح حق التصويت والترشح لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، يسمح للفلسطينيين على سبيل المثال بتقديم مقترحات وتعديلات بشكل مباشر دون المرور بدولة ثالثة.
وأمس، قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، للصحفيين: "نحن نعمر حجرا بحجر. إذا كان البعض يعتقد أن ذلك رمزي، فهو مهم بالنسبة إلينا. نحن نسير نحو حقنا الطبيعي والمشروع في أن نكون عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة".
من جهتها، انتقدت إسرائيل الخطوة منذ أيام، إذ قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، إن التصويت "سيمنح السلطة الفلسطينية حقوق دولة بحكم الأمر الواقع"، معتبرا أنه محاولة "للتحايل على مجلس الأمن وانتهاك ميثاق الأمم المتحدة".
كما أبدت الولايات المتحدة تحفظاتها. وقال نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة روبرت وود: "نحن نخشى أن تشكّل هذه سابقة".
aXA6IDMuMTI5LjE5NS4yNTQg جزيرة ام اند امز