الأمم المتحدة: خطوات مواجهة الفقر والتغير المناخي ليست كافية
جوتيريس يصف تغير المناخ بـ"التهديد الوجودي للبشرية"
أنطونيو جوتيريس يوجه دعوة إلى الدول للالتزام بتعبئة الجهود لإنهاء أشكال الفقر كافة ومحاربة التفاوتات وعدم المساواة ومعالجة تغير المناخ.
قال أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، "إن الاستجابة العالمية لتحقيق الأهداف البيئية ومواجهة الفقر التي اتفق عليها قادة العالم في 2015 لم تكن طموحة بما فيه الكفاية".
وأكد "جوتيريس"، في تقريره الأخير بشأن التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 أو أهـداف التنمية المستدامة، أنه "رغم اتخاذ حكومات العالم مجموعة ضخمة من الإجراءات، فإن البلدان الأشد ضعفا ما زالت تعاني أكثر من غيرها".
وأوضح أن أهداف التنمية المستدامة الـ17 تلزم البلدان بتعبئة الجهود؛ لإنهاء أشكال الفقر كافة ومحاربة التفاوتات، وعدم المساواة ومعالجة تغير المناخ.
تغير المناخ
وصف أمين عام المنظمة الدولية تغير المناخ بأنه "تهديد وجودي" للبشرية، موضحا أن "آفاق تحقيق الأهداف التي اتفق عليها العالم للحد منه تبدو قاتمة، فمع ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة، صار تغير المناخ يحدث بمعدلات أسرع بكثير مما كان متوقعا، ومن الواضح أن آثاره ملموسة بجميع أنحاء العالم".
وأشار إلى أن الهدف كان الحفاظ على معدل الاحترار العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين، وإن كان ممكنا الحفاظ عليه في معدل 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، غير أن متوسط درجة حرارة العالم الآن هو درجة مئوية فوق مستويات ما قبل زمن الصناعة بالفعل.
وأضاف: "إن لم تُبذل جهود كافية، فستستمر درجات الحرارة في الارتفاع بوتيرة غير مستدامة، ويمكن أن تتجاوز حد 3 درجات مئوية بحلول نهاية هذا القرن"، مشددا على أن "هناك حاجة لخطط أكثر طموحا وإجراءات أسرع وتيرة؛ لتخفيف آثار تغير المناخ وللتكيف معه".
الفقر والجوع
أكد "جورتيريس" أن العالم ليس على المسار الصحيح للوصول إلى تحقيق هدف انخفاض معدلات الفقر المدقع، بأن يكون من يعيشون تحت وطأته أقل من نسبة 3% في العالم بحلول 2030.
وتشير التقديرات الحالية إلى بلوغ النسبة ما يقارب 6%- أي نحو 420 مليون شخص، وهو وضع "يثير قلقا بالغا"، حسب تعبير الأمين العام للأمم المتحدة.
وعرفت منظمة الأمم المتحدة الفقر المدقع بحالة "الحرمان الشديد من الاحتياجات الإنسانية الأساسية".
قال أمين عام منظمة الأمم المتحدة: "إن مستويات الجوع تتزايد على مستوى العالم"، مشيرا إلى تقدير الأبحاث وجود 821 مليونا يعانون من سوء التغذية في 2017، ما يمثل ارتفاعا ملحوظا مقارنة بـ784 مليونا في 2015.
وذكر أن واحدا من كل 9 أشخاص في العالم لا يحصل على ما يكفيه من الطعام، مضيفا: "لا تزال أفريقيا القارة الأعلى في معدلات انتشار نقص التغذية، إذ يؤثر على خُمس مجموع سكانها، أي على أكثر من 256 مليون شخص".
وأوضح "جوتيريس": "صغار منتجي الأغذية ومزارعي الأُسر يحتاجون إلى دعم أكبر بكثير، وهناك حاجة ماسة إلى استثمارات متزايدة في البنى التحتية وفي تكنولوجيا الزراعة المستدامة".
الصحة والمساواة بين الجنسين
فيما يخص الصحة، قال إن "الجهود المتضافرة مطلوبة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، والتمويل المستدام للصحة، ومعالجة العبء المتزايد الذي تضعه تلك الأمراض غير المعدية، بما في ذلك المرتبطة بالصحة العقلية".
ورغم التقدم الكبير الذي حقق بشأن تحسين صحة ملايين الناس عبر ارتفاع متوسط أعمار الناس، والحد من وفيات الأمهات والأطفال ومكافحة أخطر الأمراض المعدية، فإن مضاعفات الحمل والولادة تسببت في موت 303 آلاف سيدة حول العالم في 2015، معظمهن من سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وشدد الأمين العام على عدم القدرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 "دون أن نُحقق المساواة بين الجنسين، ونُمكن النساء والفتيات".
وقالت تقارير صادرة عن المنظمة "إن العنف على أساس الجنس ما زال مستمرا، إذ تعرض خُمس نساء العالم اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما للعنف الجسدي أو الجنسي آخر 12 شهرا".