لماذا منع الحوثيون "أوبراين" من دخول مدينة تعز؟
محللون يمنيون يوضحون لـ"بوابة العين" أسباب منع الحوثيين لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، من دخول مدينة تعز
أعلن ستيفن أوبراين، وكيل الأمين للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، رسمياً ،أمس الثلاثاء، أنه مُنع من دخول مدينة تعز بغرض الاطلاع على الوضع الإنساني في إطار زيارته التي تشمل عدة محافظات يمنية.
المحلل السياسي اليمني، فهد العريقي، فسر منع الحوثيين ستيفن أوبراين، من دخول مدينة تعز لمعاينة الأوضاع الإنسانية، بأنه يعد تحديا للمنظمات الدولية والمجتمع الدولي.
وأضاف العريقي في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن مدينة تعز محاصرة منذ عامين وأعلنت "مدينة منكوبة"، نظراً لتردي الأوضاع الإنسانية بها، والمأساة التي يعيشها المواطنون بداخلها تعد الأصعب في جميع محافظات ومدن اليمن.
وأشار المحلل السياسي اليمني إلى أن المتاجرة بقضية تعز أدى إلى دفعها ثمن الانقلاب الحوثي، حيث إنها محاصرة ولا تصلها أي من المساعدات الإنسانية، وهذا شيء مدان ومستنكر من قبل جميع المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة.
وأكد العريقي أن دخول شخصية مثل أوبراين، تمثل المنظمة الأولى عالمياً إلى تعز كان سيحسن الأوضاع نوعاً ما، في المدينة المنكوبة التي تدفع ثمن الحصار من حياة مواطنيها، مشيراً إلى أن الحوثيين ليس لديهم ما يخسرونه ويمنعون وصول أي مساعدات إنسانية إلى تعز منذ اليوم الأول لحصارهم لها، لأنهم ليسوا كياناً سياسياً ومجرد ميلشيات مسلحة، تمنع أي شخصية دولية وحقوقية من دخول المدينة.
وأوضح المحلل السياسي اليمني أن الحل الوحيد للكارثة التي تمر بها تعز التي تعتبر العاصمة الثقافية لليمن، هو فك الحصار على المدينة من خلال تركيز الحكومة الشرعية والتحالف العربي على هذا الهدف، حيث إنه بدون ورقة تعز سيتحول موقف علي عبد الله صالح والحوثيين إلى أضعف مما هو عليه الآن، لأنهم يضغطون في أي مفاوضات دولية وإقليمية بحصارهم لتعز.
من جهته، أكد الناشط الحقوقي اليمني بتعز، مازن القاضي، إن المدينة تمر بالعديد من الأزمات الإنسانية، بسبب الحصار المفروض عليها، مشيراً إلى أن الانقلاب الحوثي دمر معظم البنية التحتية للمدينة ما أدى إلى تدهور أوضاع سكانها.
وأضاف الناشط اليمني في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن منع أوبراين يُعد تعدياً صارخاً على حقوق الإنسان، ومحاولة لطمس الحقائق ومنعه من معاينة الأوضاع التي تمر بها المدينة على أرض الواقع.
يذكر أن الحكومة اليمنية أعلنت في النصف الثاني من عام 2016 أن مدينة تعز "مدينة منكوبة" جراء تعرضها للحصار وجرائم القصف والقتل من قبل الميلشيات الانقلابية، حيث تم تدمير 70% من البنى التحتية للمدينة، من خلال تدمير 38 مستشفى و152 مدرسة وحرمان 200 ألف تلميذ من التعليم، وإغلاق جامعة تعز وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، ما أثر على 30 ألف طالب جامعي، واستهداف قرابة 3758 منزلاً.