الهجوم على "الكابيتول".. ما سر الفندق التاريخي؟
يكشف التحقيق بشأن اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي، خيوط الهجوم الكبير، الذي أعقب إعلان خسارة الرئيس السابق دونالد ترامب للانتخابات.
وفي جديد التحقيق البرلماني أصبحت "خلية أزمة" يقودها مستشارون لترامب من فندق فخم في واشنطن محور اهتمام المحققين، في الهجوم المميت على "الكابيتول" في السادس من يناير/ كانون الثاني 2020.
والتقى المحاميان رودي جولياني وجون إيستمان، وكذلك ستيف بانون الحليف المقرب للرئيس السابق في فندق "ويلارد إنتركونتيننتال" القريب جدا من البيت الأبيض قبل وبعد الهجوم على مقر الكونجرس من قبل آلاف من أنصار ترامب الذي أراد منع البرلمانيين من المصادقة على فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
ويشتبه بأن المجتمعين في الفندق التاريخي أمّنوا مع مسؤولين جمهوريين آخرين، الارتباط بين البيت الأبيض ومجموعات شاركت في المظاهرة الكبيرة التي رفعت شعار "أوقفوا السرقة"، التي نُظمت في ذلك اليوم، حسب لجنة التحقيق الخاصة في مجلس النواب التي تريد محاكمة بانون لرفضه الإدلاء بشهادته.
وتعتبر تفسيرات المستشار السابق، البالغ من العمر 67 عاما، وكان أحد مهندسي فوز دونالد ترامب في 2016، ضرورية لفهم ما كان يفعله الرئيس السابق يوم الهجوم.
ويشتبه البرلمانيون بأن بانون لعب دورا "في عملية الاتصال لحملة أوقفوا السرقة التي حفزت الهجوم" على الكابيتول، وأنه" شارك في حوادث ذلك اليوم" انطلاقا من خلية الأزمة في فندق ويلارد.
قصة الفندق
ومنذ 1847، استقبل الفندق الأنيق نزلاء أثرياء وسياسيين وشخصيات مهمة تزور العاصمة الأمريكية واشنطن، أو البيت الأبيض.
ويبدو أن كلمة "لوبي" التي تطلق في السياسة الحديثة على "مروّج" أو ناشط في مجموعة ما للضغط، ظهرت في واشنطن للإشارة إلى الذين يترددون على بهو فندق ويلارد، على أمل التقرب من من الرئيس يوليسيس جرانت الذي كان يزور المكان في ذلك التاريخ.
وفي الفترة التي سبقت السادس من يناير/كانون الثاني العام الماضي، قام عشرات من المقربين من دونالد ترامب، في محاولة لقلب فوز بايدن في الانتخابات، بزيارة الفندق نفسه، حسب الصحفي المستقل سيث أبرامسون.
وذكر أبرامسون على موقعه الإلكتروني "بروف"، ومن بين هؤلاء المستشار السياسي لحزب المحافظين روجر ستون، والمتحدث السابق جيسون ميللر، ومستشار الحملة بوريس إبشتين، والقائد السابق لشرطة نيويورك برنارد كيريك.
وتريد لجنة التحقيق تحديد مسؤوليات هؤلاء جميعا، إضافة إلى دور الرئيس السابق نفسه في الهجوم.
وورد فندق ويلارد أيضا في كتاب "خطر" لمراسليْ صحيفة واشنطن بوست، بوب وودوارد وروبرت كوستا، الذي يؤرخ الأسابيع الأخيرة من فترة رئاسة ترامب.
وقال الصحفيان في كتابهما إن المحامي جون إيستمان أعد حجة قانونية غير مسبوقة تسمح لنائب الرئيس مايك بنس بعرقلة مصادقة الكونجرس على نتائج الانتخابات الرئاسية بذريعة التزوير، وهو اتهام أطلقه معسكر ترامب لكن لم يقدم أي إثبات عليه.
لحظة الهجوم
وفي الخامس من يناير أعلن دونالد ترامب لمؤيديه أن بنس وافق على عرقلة التصويت، لكن مؤلفي كتاب "خطر" ذكرا أن نائب الرئيس رفض هذا الخيار خلال اجتماع عقد في الليلة نفسها.
وبعد المقابلة اتصل ترامب بـ"خلية الأزمة" في فندق ويلارد مرة واحدة على الأقل "لتنسيق هذه المحاولة التي تهدف إلى التحدث باسم" نائبه، كما ذكر روبرت كوستا لقناة "إم إس إن بي سي" الإثنين الماضي.
إلى من تحدث؟ ماذا قالوا لبعضهم البعض؟ تود لجنة التحقيق البرلمانية الحصول على السجلات الهاتفية للمشاورات المرتبطة بأحداث اقتحام الكابيتول، واستجواب أشخاص آخرين كانوا موجودين في الفندق.
وحسب الكتاب نفسه، شجع ستيف بانون في ديسمبر/ كانون الأول، قبل شهر من الاقتحام، ترامب على استخدام عمليات التزوير المزعومة في الانتخابات لمنع التصويت في 6 يناير.
وفي تسجيل على مدونته الصوتية في الخامس من يناير تنبأ "بانتصار" هذه الاستراتيجية في اليوم التالي. وقال إن "الأمور تتقارب وحان وقت الهجوم".
لكن العمليات في فندق ويلارد لم تكن سرا، ففي مايو/ أيار، أشار جون إيستمان لإذاعة في دنفر إلى "خلية الأزمة هذه في فندق ويلارد التي نسقت كل الاتصالات".
وصرح بوب وودوارد، لقناة "إم إس إن بي سي" بأن الاتصالات بين البيت الأبيض وخلية فندق ويلارد كانت حاسمة في هجوم اليوم التالي، قائلا إن ستيف بانون ودونالد ترامب "أدركا أن الوقت قد حان لتفجير الأمور، وهذا بالضبط ما فعلاه".
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA== جزيرة ام اند امز