صواريخ كوريا الشمالية.. التوقيت والدلالة والتداعيات
على مدار أيام، اشتعل المسؤولون في كوريا الشمالية غضبا بسبب التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، واعدين برد عنيف.
وجاءت هذه الاستجابة هذا الأسبوع عندما أطلقت كوريا الشمالية حوالي 30 صاروخا في غضون يومين، بما في ذلك صاروخ قصير المدى سقط قرب الحدود البحرية الكورية الجنوبية.
كما أطلقت بوينج يانج صاروخا باليستيا عابرا للقارات أجبر اليابان على إصدار إنذار إخلاء ووقف القطارات، بحسب تحليل لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وكان ذلك تصعيدا كبيرا خلال عام شهد بالفعل أكثر التجارب الصاروخية الكورية الشمالية على الإطلاق، ويثير سؤالا مهما.. إلى أي مدى سيذهبون بعد؟
تحد أم لفت انتباه؟
وخلال الأعوام الماضية، عملت كوريا الشمالية على تصعيد الأعمال الاستفزازية حتى تجذب انتباه الولايات المتحدة، ثم يمكنها بعد ذلك التفاوض على تخفيف العقوبات أو تنازلات أخرى مما تعتبره موضع قوة، وفق التحليل ذاته.
لكن ربما وصلت كوريا الشمالية هذه الأيام إلى مستوى أعلى في جهود لفت الانتباه، في وقت تركز فيه الولايات المتحدة على انتخابات التجديد النصفي المقبلة، والحرب في أوكرانيا.
أسوشيتد برس قالت "يعني ذلك أنه يتعين على كوريا الشمالية فعل المزيد لاجتذاب رد الفعل الذي تريده، لكن هذه التصرفات تزيد في نفس الوقت احتمال أن ينتهي المطاف ببيونج يانج بدفع كوريا الجنوبية نحو الذهاب لمدى بعيد"، مضيفة "بالفعل هناك نقاشات متزايدة في سول بشأن إنشاء برنامج نووي محلي".
ولطالما تناول مراقبو كوريا الجنوبية المستويات المختلفة التي تستخدمها بيونج يانج للتعبير عن غضبها، ويأتي في نهاية تلك القائمة الخطاب الناري بوسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة، ثم إطلاق صواريخ قصيرة المدى.
وبعد ذلك يمكن أن تأتي تجارب الأسلحة طويلة المدى، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، مثل الصاروخ الذي أطلق من منطقة بيونج يانج الخميس، أو الصواريخ قصيرة المدى مثل التي أطلقتها كوريا الشمالية فوق الأرخبيل الياباني في الماضي، أما على رأس تلك القائمة فيأتي الاختبار النووي.
ويؤدي كل مستوى من هذه التصرفات إلى تصعيد في التوترات بشبه الجزيرة الكورية، حيث يتأهب مئات الآلاف من القوات من كلا الجانبين والولايات المتحدة على طول الحدود الأكثر تسليحا في العالم.
هل هناك صدام وشيك؟
وفي حين أن إراقة الدماء نادرة هذه الأيام إلى حد ما (على النقيض من عام 2010 الذي شهد مقتل 50 جنديا كوريا جنوبيا خلال هجمات) يزيد العدد الكبير من القوات المحشورة في منطقة جغرافية ضيقة، من فرص أن يؤدي سوء التقدير إلى صدام.
وكان سقوط أحد الصواريخ الكورية الشمالية الـ23 التي أطلقت يوم الأربعاء، بجوار جزيرة كورية جنوبية، كافيا لإطلاق صافرات الإنذار وإخلاء السكان إلى ملاجئ تحت الأرض.
وكان القلق يتصاعد بالفعل في شبه الجزيرة الكورية، لأن قبل ذلك بساعات هددت كوريا الشمالية باستخدام الأسلحة النووية حتى "تدفع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أفظع ثمن في التاريخ".
فيما أصدرت اليابان تنبيهات للسكان في محافظات مياجي وياماغاتا ونييغاتا بالتوجه إلى داخل المباني القوية أو تحت الأرض، بعدما قيمت في البداية أن الصاروخ الباليستي العابر للقارات الذي أطلق، الخميس، سيحلق فوق أراضيها الشمالية.
وقال الجيش الياباني لاحقا إنه فقد أثر الصاروخ فوق المياه بين شبه الجزيرة الكورية واليابان.
مخاوف من تجربة نووية
وعلى مدار شهور، كان المسؤولون في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يتوقعون إجراء كوريا الشمالية تجربة قنبلة نووية، وستكون تلك سابع تجربة مماثلة، ومن المتوقع أن ترد الأمم المتحدة بفرض عقوبات أشد صرامة.
ومن المهم الإشارة إلى أن كل تجربة كورية شمالية -سواء كانت لصاروخ قصير المدى أم قنبلة نووية- تقرب علماء بيونج يانج من هدفهم الأساسي المتمثل في ترسانة نووية تعمل بكامل طاقتها قادرة على استهداف كل مدينة بالبر الرئيسي الأمريكي.
وأظهر تحليل حديث بناء على صور للأقمار الصناعية أن كوريا الشمالية أحزرت تقدما هائلا في أعمال التشييد بمحطة سوهاي لإطلاق الأقمار الصناعية.
وتقول كوريا الشمالية إنها ترد على التدريبات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية التي تعتبرها "بروفة للغزو".
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA== جزيرة ام اند امز