جامعات اليمن.. مراكز حوثية للتجنيد وتمويل الإرهاب
يستخدم زعيم المليشيا الانقلابية عبدالملك الحوثي جبايات الجامعات لتمويل أنشطته الإرهابية في اليمن لصالح إيران.
وتواصل مليشيا الحوثي العبث بالمؤسسات التعليمية وتحويلها إلى حواضن لمعتقدات طائفية ومراكز لجني الأموال، وتمويل الخزينة الحربية من جيوب الطلاب في المحافظات غير المحررة.
ومنذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة نهبت جميع المؤسسات واستغلت كل ما يمكن استغلاله من أموال ومقدرات، ليصل عبثها إلى تحويل الجامعات الحكومية لمؤسسات استثمارية، لتمويل جبهات القتال التابعة لها، وبطرق تدميرية للمؤسسات التعليمية.
لم يتوقف الإرهاب الحوثي في خصخصة المدارس الحكومية وتدمير نحو 3 آلاف مدرسة تعليمية، لتطول مؤخرا التعليم الجامعي عبر إنشاء كليات وتخصصات علمية للتربح والتدرج لتحويلها إلى مراكز جديدة لجني الأموال، لا سيما جامعة صنعاء، كبرى الجامعات في البلاد.
وتعد الجبايات من الجامعات أحدث مصدر وقود لآلة القتل الحوثية ولتموين نفقات فعالياتها الطائفية، وذلك في سلم قائمة اقتصاد الحرب، والتي شيدته المليشيات عقب الانقلاب 21 سبتمبر/أيلول 2014.
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر أكاديمية في "جامعة صنعاء" أن مليشيات الحوثي جمعت ما يزيد عن 3 ملايين دولار عقب فتح باب التسجيل للعام الجامعي الجديد 2020/2021 في أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، وذلك من رسوم طلبة "كلية الطب" فقط خلافا عن ملايين الدولات من 22 كلية أخرى.
وأنشأت مليشيا الحوثي أقساما جديدة بنظام "النفقة الخاصة" في كلية الطب، ورفعت القدرة الاستيعابية بنسبة 400% ليصل عدد الطلاب إلى 1100 طالب، بينما مقاعد الكلية محددة بأقل من 300 طالب، وذلك في ابتكار للتربح من جيوب الطلاب، وفقا للمصادر.
وأقرت مليشيا الحوثي لإدارة جامعة صنعاء الخاضعة لسيطرتها لوائح مالية جنونية، إذ حددت رسوم مقاعد ما أسمته "النفقة الخاصة" البالغ عددها 800 مقعد بـ3200 دولار سنويا، وحددت للنظام الموازي (تعليم مسائي) 200 مقعد برسوم 1200 دولار لكل طالب سنويا.
فيما حددت للتعليم المجاني فقط 100 مقعد، وتخصص نصفها لمحسوبين على أبناء وأقارب قيادات الحوثي ولأبناء القتلى من عناصرها الإرهابية، وأبقت 50 مقعدا في الكلية الواحدة لتنافس الطلاب الفقراء من عامة الشعب، ويدفعون الرسوم بالريال اليمني، طبقا لذات المصادر الأكاديمية في جامعة صنعاء، والتي تعد أول جامعة تأسست شمال اليمن.
أقسام لجني المال
وأعلنت مليشيات الحوثي في أكتوبر الماضي عن أقسام جديدة في كلية الطب بجامعة صنعاء، برسوم قبول 2400 دولار سنويا لكل طالب، أهمها أقسام بكالوريوس التغذية العلاجية وتخصصات أخرى كالحميات والعلاج الطبيعي، والتصوير التشخيصي الطبي وعلم السمع والنطق لتعزيز مواردها الحربية من رسوم الطلاب.
وفي كلية الهندسة افتتحت إدارة الجامعة الحوثية قسم "الهندسة الطبية" وفرض رسوم مالية بمبالغ خيالية، وكل ذلك بهدف استقطاب الطلاب الميسورين وتحويل المبالغ التي يدفعونها إلى دعم لجبهات القتال، في حين لا يحصل أساتذة الجامعات على مرتباتهم منذ سنوات، بعد أن حولت المليشيات مرتبات الموظفين لتمويل عملياتها الحربية.
ومؤخرا أنشأت المليشيات الحوثية "كلية البترول" ضمن كليات جامعة صنعاء، وأعلنت أن الدراسة في هذه الكلية غير مجانية، وحددت رسوم التسجيل نحو 700 دولار على كل طالب سنوياً، في سابقة هي الأولى منذ تأسيس جامعة صنعاء في سبعينيات القرن الماضي.
وقال طلاب وأساتذة في كلية البترول لـ"العين الإخبارية" إن الكلية تفتقر لأدنى الإمكانيات اللازمة وبمنهج تعليمي هش وعدم وجود كادر مؤهل ومتخصصين للمقررات الدراسية، وتعد بمثابة "مركز تجاري" للاستثمار في التعليم، ولا يمكن أن يتخرج طلاب متخصصون منها.
والتخصصات النفطية محدودة باليمنـ وتقتصر على كليتين للنفط والمعادن في جامعتي عدن وحضرموت، وذلك لقربهما من حقول النفط في المحافظات الشرقية، والتي تتيح للطلبة اكتساب مهارات التطبيق العملي فيها.
ملايين الدولارات
وتذهب تقديرات أكاديمية إلى أن المليشيات الحوثية باتت تجني سنويا من التعليم من جامعات صنعاء وإب والحديدة وعمران وحجة والمحويت وذمار أكثر من 10 ملايين دولار، وهي مبالغ تستقطب لما يسمى خزينة "المجهود الحربي"، ولتمويل الحرب على اليمنيين.
ويحذر خبراء من خصخصة الجامعات اليمنية وإلغاء مجانية التعليم، باعتباره خطرا حوثيا سوف يقذف بآلاف الطلاب إلى محارق الموت واستقطابهم إلى حوضن تعليم المليشيا الطائفي لتصدير الإرهاب.
واعتبر أكاديميون في جامعة صنعاء والحديدة في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن المليشيا الحوثية تقوم باغتيال عقول اليمن عبر عسكرة الجامعات وتأميمها لصالح نشاطها الحربي وإلغاء مجانية التعليم، وهو ما ينذر بانهيار التعليم العام والجامعي في المناطق غير المحررة، وتحوله إلى أحد القطاعات الملحقة بالهيكل التنظيمي للجماعة المدعومة إيرانيا.
وأوضحوا أن الإجراءات الحوثية في الجامعات ستقود إلى تفخيخ سوق العمل بمخرجات ذات جودة وتأهيل هزيل، خصوصا في القطاع الصحي الذي يعاني من تدمير ممنهج تمارسه المليشيات في المستشفيات والهيئات الطبية التابعة للقطاع العام.
كما سعت لتكريس منهج إيران في العلوم الإنسانية وتطاولت لتأسيس قسم للغة الفارسية لإرساء منظومة وثقافة نظام ملالي طهران وتحويل الجامعات إلى وكر لغسل عقول الشباب ونشر الأفكار المتطرفة، وتمجيد رموز الإرهاب الإيراني، وهو ما يتزامن هذه الأيام بذكرى مصرع قاسم سليماني، والذي تغرق صوره العاصمة صنعاء.
وتقول الحكومة اليمنية إن مليشيات الحوثي حولت الجامعات في مناطق سيطرتها -خصوصا صنعاء- من صرح علمي يضاهي أعرق الجامعات العربية إلى أوكار لتكريس الأفكار الإيرانية الدخيلة على المجتمع اليمني.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg
جزيرة ام اند امز