اليمن 2020.. شرايين الحياة تتحول إلى منصات إرهاب حوثية
لم تكتف مليشيا الحوثي بقتل اليمنيين والتنكيل بهم في 2020، بل عملت على تحويل شرايين الحياة والإمدادات الإنسانية إلى منصات للإرهاب.
ووقع انفجاران مصحوبان بإطلاق نار في مطار عدن، أمس الأربعاء، لدى وصول طائرة الحكومة اليمنية الجديدة لتولي مهامها من العاصمة المؤقتة والتي لم يصب أي من أعضائها بأذى.
وارتفعت أعداد ضحايا هجوم مطار عدن الدامي إلى 135 قتيلا وجريحا بينهم 11 صحفيا، في حصيلة صادمة للسلطات اليمنية.
ولم يكن ذلك أولى جرائم مليشيا الحوثي بحق اليمنيين، فالمشهد في مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، غربي اليمن، كذلك يكشف بشاعة الإرهاب الحوثي الذي يسعى جاهدا لخنق اليمنيين للمتاجرة بالأزمة الإنسانية، ومن بعدها استغلال أبرز منافذ الغذاء والدواء كمنصات لشن هجمات إرهابية.
واتخذت المليشيا الحوثية من مطار صنعاء وميناء الحديدة، كمادة لابتزاز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وضمان عدم إدراجها في بنك أهداف مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، فالأول هو من يستقبل المساعدات الإنسانية والطواقم الأممية العاملة باليمن، والثاني هو خط الإمداد البحري الأول لليمن قبل الحرب، باستقباله لنحو 75 بالمائة من بضائع اليمن.
ومن هذا المنطلق، أرادت المليشيا الاحتماء بشرايين حياة اليمنيين باعتبارها مواقع مدنية محمية، وقامت بتفخيخها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بدون طيار والزوارق المفخخة.
"العين الإخبارية" تستعرض في السطور التالية كيف حولت مليشيا الحوثي أبرز المنافذ الجوية والبحرية لليمن إلى منصات إرهابية لاستهداف الأراضي السعودية وممرات الملاحة في البحر الأحمر خلال 2020.
مطار حربي
منذ تعليق الرحلات التجارية فيه مطلع أغسطس/آب 2016 وتحويلها إلى مطاري عدن وسيئون، والاكتفاء بالرحلات الإنسانية فقط، قامت مليشيا الحوثي بتحويل مطار صنعاء الدولي إلى ما يشبه قاعدة عسكرية مكتملة.
ويقع مطار صنعاء في أقصى شمالي العاصمة، وتحديدا مديرية بني الحارث، ونظرا لشحة الرحلات الأممية، والابتزاز الحوثي للمنظمات الدولية بين الحين والآخر بتعليق رحلاتهم تحت مبررات مختلفة آخرها نفاد المشتقات النفطية، بدأ المنفذ الجوي الحيوي بالتحويل إلى قاعدة عسكرية وساحة للأعمال الحربية، وفقا لمصادر متطابقة.
وقال مصدر أمني، لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيا الحوثية عملت على تحويل المطار المحاذي لقاعدة الديلمي العسكرية، كساحة لاختبار الطائرات المسيرة المفخخة، على أيدي خبراء إيرانيين، مستغلة الشلل الحاصل بالحركة الجوية على مدرجاته.
وأشار المصدر، طلب عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، إلى أن خبراء إيرانيين، يقومون بتجميع قطع الطائرات المسيرة في ملاجئ سرية أسفل قاعدة الديلمي، وتبدأ بتجريبها ليلا في مدرج مطار صنعاء، وذلك لما يوفره لهم من مساحة واسعة ونسبة أمان تجعلهم خارج دائرة الاستهداف الجوي من التحالف.
وأكد سكان قريبون من موقع المطار، لـ"العين الإخبارية"، أنهم يسمعون بشكل مستمر أصوات انفجارات ليلية غامضة بدون تحليق للطيران، وبعد إعلان المليشيا الحوثية شن هجمات إرهابية نحو الأراضي السعودية، يتضح لهم أن الإطلاق قد تم من مطار صنعاء والمواقع المحيطة به.
وكشفت الانفجارات، التي حصلت أواخر نوفمبر/تشرين الثاني ومطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، في أعقاب غارات جوية لطيران التحالف، أن المليشيا الحوثية قد استغلت حرم مطار صنعاء وحوّلته إلى مخابئ لتخزين وتطوير الأسلحة الإرهابية، واستخدامه منصة لشن هجمات على الأراضي السعودية.
واعتبر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن "الانفجارات التي حدثت في مطار صنعاء، تؤكد استمرار مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في استخدام الأعيان المدنية للأغراض العسكرية وتعريض حياة المدنيين للخطر".
وهذه ليست المرة الأولى، التي تلجأ فيها المليشيا الحوثية للاحتماء بالأعيان المدنية، حيث سبق وقامت بتخزين أسلحة في المدارس والجامعات ومستودعات تجارية في صنعاء، تستغلها لتركيب أجزاء الصواريخ الباليستية المهربة من إيران.
وألقت الحكومة اليمنية باللوم على الإرهاب الحوثي الحاصل في استخدام المدنيين والأعيان كدروع بشرية، على صمت المجتمع الدولي.
واعتبر وزير الإعلام بالحكومة الشرعية، أن التغاضي الدولي عن هذه الممارسات وغيرها من الجرائم الإرهابية، يعد بمثابة "ضوء أخضر" لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات التي يدفع ثمنها المدنيين، واتخاذهم دروعا بشرية، وفق بيان نشرته وكالة "سبأ" الرسمية.
ميناء لتصدير الزوارق المفخخة والألغام
ولم يكن مطار صنعاء هو المنصة الوحيدة لإرسال الصواريخ الإيرانية والطائرات المسيرة صوب المناطق المدنية بالسعودية، فميناء الحديدة، الواقع غربي البلاد، تحوّل هو الآخر إلى منطلق لعمليات إرهابية من نوع آخر، ضد ممرات الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.
وتتبعت "العين الإخبارية"، سلسلة من الهجمات الإرهابية الحوثية التي تمت من البحر الأحمر، وآخرها إرسال 3 زوارق مفخخة خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، قام التحالف العربي بقيادة السعودية بتدميرها جميعا، فضلا عن عشرات الألغام البحرية.
وفيما تدّعي المليشيا الحوثية أن هجماتها الإرهابية تستهدف بوارج عسكرية، كشفت تقارير دولية، أن الهجوم الإرهابي، أواخر نوفمبر، قد استهدف سفينة تجارية ترفع العلم اليوناني وتتبع شركة "تي.إم.إس تانكرز" للشحن، تتخذ من أثينا مقرا لها، ما أسفر عن أضرار طفيفة بها.
وخلافا للدوريات الخاصة بقوات خفر السواحل اليمنية والتي قامت بنهبها والاستعراض بها خلال العام الجاري فيما سمتها بمناورة بحرية، عملت المليشيا الحوثية، على تشييد العشرات من قوارب الصيد الصغيرة وتسليمها لخبراء إيرانيين يعملون على شحنها بالمتفجرات وإطلاقها من عدة مراكز أبرزها ميناء الحديدة، وسواحل "الجبانة" و"الخوبة".
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيا الحوثية تفرض حراسات مشددة على مستودعات داخل حرم ميناء الحديدة يعتقد أنها تحوي أسلحة إيرانية، كما يتم تكديس الألغام البحرية بداخلها قبل أن يتم نقلها عبر قوارب صغيرة إلى وسط البحر الأحمر لاستهداف السفن التجارية.
ووفقا للمصادر، فقد قامت المليشيا الحوثية، بتطوير نوعين من الألغام البحرية، الأول يزن 42 جراما، وهو لغم اعتراضي وموّجه طوّره خبراء إيرانيون، فيما الثاني، يعد من الألغام الطافية بدائية الصنع، لكنه خطورته تظل قائمة طيلة 10 أعوام في حال لم يتم تفجيره.
وخلال العام الجاري، قام التحالف العربي بإزالة وتدمير 165 لغما بحريا، قامت المليشيا الحوثية بإلقائها لتهديد ممرات الملاحة البحرية والتجارة العالمية.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xMTkg جزيرة ام اند امز