أزمة تمويل أونروا تطارد المدارس الفلسطينية
القرار الأمريكي بقطع المساعدات المالية عن وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين يهدد المستقبل التعليمي للاجئين.
بداية من نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الحالي، سيكون مستقبل مئات من المدارس الفلسطينية غامضا بعد القرار الأمريكي بقطع المساعدات المالية عن وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا.
شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية أعدت تقريرا مطولا من داخل مدرسة دهيشة للفتيات بمخيم الدهيشة للاجئين في الضفة الغربية، لتسليط الضوء على هذه القضية الشائكة التي ستؤثر على مستقبل العديد من الأطفال الفلسطينيين.
وحسب التقرير، قالت مديرة المدرسة، فاطمة القيسي، إن حنان الحروب، الفلسطينية التي فازت في عام 2016 بجائزة المليون دولار في مسابقة أفضل معلم في العالم لتميزها في مهنة التدريس، تخرجت في هذه المدرسة ما يعكس أهميتها الشديدة بالنسبة للفلسطينيين.
وقالت علا مسلمة، التي ولدت ونشأت في مخيم دهيشة، إنها ترسل ابنتها إلى مدرسة أونروا المحلية لأنها تعتقد أن الوكالة تمثل الفلسطينيين، وتقدم حماية لحق العودة. وأضافت أنها ستعيش في المخيم وستبقى فيه حتى يأتي اليوم الذي يمكنها فيه العودة إلى قريتها الفلسطينية.
فيما قال خالد الصيفي، مدرس رياضيات سابق، ويدير الآن برامج تربية بدنية وموسيقية ورقص بعد وقت المدرسة، إنه يشعر أن القرار الأمريكي ربما يكون مدفوعا سياسيا ولا يتعلق فقط بالرغبة في التوصل إلى حل لأزمة اللاجئين الفلسطينيين. لافتا إلى أن القرار ربما يؤدي إلى عنف، وأنهم يريدون السلام لا الدماء.
من جانبه قال كريس جانيس، المتحدث باسم الوكالة: "بإنهاء التمويل يتم وضع بعض الأشخاص المهمشين تحت ضغط مروع، في إحدى المناطق الأكثر تقلبا على وجه الكوكب". مضيفا: "إن ذلك يحرم المجتمعات من الأمل والاعتقاد في مستقبل كريم".
وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت إنهاء عقود من الدعم المالي لوكالة الأمم المتحدة للإغاثة والتشغيل، التي تم تأسيسها لتقديم خدمات للاجئين الفلسطينيين بعد إعلان دولة إسرائيل في عام 1948. وقالت الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ربما تنظر في تقديم نماذج واتجاهات جديدة للأطفال الفلسطينيين تهدف إلى تقديم مستقبل أكثر استمرارية وثقة نحو غد أفضل.
وتقدم مدارس أونروا خدمات تعليمية إلى 515 ألف طفل، كما تقدم الرعاية الصحية والمعونات والخدمات الاجتماعية وأشكالا أخرى من المساعدات إلى ما يزيد على 2.1 مليون لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، و2 مليون آخرين في الأردن، و560 ألفا في سوريا، و450 ألفا في لبنان.
وطالما كانت الولايات المتحدة المتبرع الأكبر لهذه الوكالة، وفي عام 2017، كانت تغطي حوالي ثلث ميزانية الوكالة بقيمة 1.1 مليار دولارا. وفي يناير الماضي، قدمت إدارة ترامب 60 مليون دولار فقط إلى الوكالة، مقارنة بـ364 مليون دولار في 2017، ما خلف فجوة مالية تقدر بما يزيد على 200 مليون دولارا في صندوق الوكالة. كما دعت الإدارة الأمريكية الفلسطينيين إلى إعادة محادثات السلام مع إسرائيل، بالتزامن مع محاولات صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر من أجل التوصل إلى اتفاق القرن بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وفي الوقت الذي وصفت فيه وزارة الخارجية الأمريكية وكالة أونروا بالعملية المعيبة التي لا يمكن إصلاحها، حذر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، من خسارة هذه الوكالة التي من الممكن أن تؤدي إلى ردود أفعال لا يمكن السيطرة عليها. وفي خطاب إلى نظرائه الأوروبيين، قال ماس إن ألمانيا ساهمت بالفعل بمبلغ 81 مليون يورو للوكالة هذا العام، وهي تخطط إلى توفير مبلغ إضافي في أعقاب القرار الأمريكي.