مشاركون بمؤتمر الأزهر: تجديد الخطاب الديني يعزز التعايش وقبول الآخر
الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس، يقول إن الانتماء الوطني بين الفلسطينيين أفشل أي محاولات لزرع الخلافات بينهم.
قال المفتي العام للقدس، الشيخ محمد أحمد حسين، إن الجماعات المتطرفة لا تعرف معنى الوطن أو مفهوم المواطنة، مؤكداً أن تجديد الفكر الإسلامي يمنح فرصة العيش المشترك في وطن واحد، وأن وثيقة المدينة النبوية نموذج للعيش المشترك بين أبناء المجتمع الواحد.
- انطلاق "مؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الإسلامي" بمشاركة 46 دولة
- رئيس الوزراء المصري: الأزهر يولي أهمية قصوى لتجديد الفكر الديني
وخلال كلمته ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الخطاب الديني، المنعقد بالقاهرة على مدار يومي الإثنين والثلاثاء، أشار إلى أن الفلسطينيين يبحثون عن وطن يعتز به كل عربي وفلسطيني.
وأضاف: "انتفاضة الأقصى الأخيرة أثبتت ترابط أبناء الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حلم تأسيس الوطن، وأن الانتماء الوطني بين الفلسطينيين أفشل أي محاولات لزرع الخلافات بينهم، مؤكدا مسيرتهم للدفاع عن القدس وحق تأسيس الوطن".
من جانبه، أكد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، أن مؤتمر الأزهر لتجديد الخطاب الديني دلالة واضحة على روح التجديد في الفكر الإسلامي، وانفتاح الأزهر غير المسبوق.
وقال خلال كلمته، ضمن فعاليات المؤتمر، إن الانقسامات وظهور الجماعات المتطرفة داء حقيقي تعاني منه الأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن الانقسامات السياسية تظهر البيئة الحاضنة لجميع الجماعات الإجرامية، حيث تنمو التنظيمات الإرهابية وتعيش في الثغرات داخل كل دول.
وأوضح أن سوريا نموذج لدولة تعاني من الصراعات، ما أدى إلى ظهور الإرهاب بتنظيماته المختلفة بها، على رأسها تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً أن من يزرع الخلافات يقوم بذلك عمداً للنيل من الأمة العربية والإسلامية، بينما سيظل الإسلام دين حق وعدل وثوابته لا جدل فيها.
واختتم الدكتور مصطفى الفقي كلمته بتأكيد أن التجديد الفكري يعني الانفتاح مع الآخر وقبول الاختلافات.
وفي السياق ذاته، قال سمير بودينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بالمغرب، إن المفاهيم المغلوطة في الدين مشكلة تؤثر على وعي أجيال قادمة، وتدفعهم للانحراف بأشكاله المختلفة.
وأكد أن الخطاب الدعوي عبر الفضاء الإلكتروني أصبح روتينا يوميا، وخصائصه تتمثل في السرعة والاعتماد على الصور أكثر من النصوص في نقل المعلومات.
وأضاف خلال كلمته ضمن فعاليات المؤتمر: "نعيش في عصر تدين في ظل العولمة، ما يجعله تدينا فاقدا للوعي الثقافي، نتيجة انتشار الخطاب الدعوي عبر الفضاء الإلكتروني".
ولفت إلى أن هذا النوع من الخطاب الإلكتروني لا يعتمد على معايير الثقافة أو الأدلة الواضحة، فضلا عن كونه يتجه للقضايا التي تثير العواطف.
وانطلقت، الإثنين، بالعاصمة المصرية القاهرة، فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
ويشارك في فعاليات المؤتمر، الذي يمتد على مدار يومي الإثنين والثلاثاء، نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلون من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي.
وتركزت المحاور الرئيسية للمؤتمر على أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز