مقاتلة الجيل السادس.. مستقبل غامض لـ«الشبح الأمريكية»
تواجه المقاتلة الشبح الأمريكية "إف-35" من الجيل القادم والتي من المقرر أن تحل محل طائرة "إف-22" رابتور في نهاية هذا العقد مستقبلا غامضا على النقيض من المسيرات التي تدعم الذكاء الاصطناعي.
حيث يعمل مسؤولو القوات الجوية لتحقيق التوازن بين عدد من برامج تحديث الأسطول الجوي.
المقاتلة الشبح الجديدة التي يتم تطويرها ضمن برنامج الجيل القادم للهيمنة الجوية (NGAD)، توصف منذ فترة طويلة بأنها حجر الزاوية في "عائلة" جديدة تهدف إلى الطيران جنبًا إلى جنب مع المسيرات التي تدعم الذكاء الاصطناعي وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وردا على سؤال حول مستقبل برنامج (NGAD)، الذي كان من المفترض أن يتم الإعلان عنه هذا العام، كشف رئيس أركان القوات الجوية الجنرال ديفيد ألفين أنه لا يقين حول مستقبل المقاتلة إف-35 من الجيل السادس.
وقال ألفين للصحفيين الأسبوع الماضي إن "المداولات لا تزال جارية، ولم يتم اتخاذ أي قرار" وأضاف "نحن نبحث الكثير من الخيارات الصعبة للغاية التي يتعين علينا دراستها".
وفي تحول دراماتيكي، ألمح مسؤولو القوات الجوية أيضًا إلى احتمال عودة نموذج تطوير المقاتلات الذي اقترحه رئيس مشتريات القوات الجوية ويل روبر في عام 2019، والذي يدعو إلى نشر مجموعات أصغر من المقاتلات ذات العمر الافتراضي الأقصر وهو ما يسمح بإجراء تغييرات سريعة في التصميم والتكنولوجيا تماشيا مع التطورات المتلاحقة.
مشروع روبر الذي أُطلق عليه في ذلك الوقت اسم "سلسلة القرن الرقمي" يركز على تصميم الطائرات الحديثة الرقمية بالكامل.
وتكشف دراسة المقاتلات الأمريكية عن وعيبين في المقاتلات الشبح إف-35 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن بهدف التحليق لمدة نصف قرن أو أكثر وهو عمر خدمة طويل لكنه مبرر نظرا لميزانياتها التطويرية الضخمة.
والعيب الأول تكنولوجي، حيث أن شراء مقاتلة جديدة اليوم بهدف أن تظل مهيمنة حتى سبعينيات القرن الحالي هو أمر مستحيل دون التكيف مع مجموعة متنوعة من التقنيات الجديدة ولأنها مقترنة بتصميم ذات تفوق جوي واحد فقد لا تكون قادرة على التكيف بسرعة لمواجهة التهديدات الجديدة عند ظهورها.
أما العيب الثاني فهو اقتصادي، حيث يمثل العمر الافتراضي الطويل جزءًا كبيرًا من التكلفة الإجمالية للمقاتلة حيث تتجاوز التكلفة الإجمالية لاستخدام طائرة إف-35 2 تريليون دولار على مدى عمرها لكن حوالي 1.6 تريليون دولار من ذلك (ما يمثل 80% من التكلفة الإجمالية) يرجع إلى الصيانة والاستدامة خلال عقود من التحليق.
في المقابل، يهدف مشروع روبر إلى تقليل هذه التكاليف وبدلا من الاعتماد على المقاتلات طويلة العمر يتم الاعتماد على تطوير البرمجيات الرشيقة والهندسة الرقمية والهندسة المعمارية المعيارية للسماح للقوات الجوية ومقاوليها بالتطوير السريع وإدخال تصميمات جديدة بانتظام ليكون عمر المقاتلة من عقد إلى عقدين.
ومع قصر عمر المقاتلات سيسمح هذا النموذج أيضا بالتبني السريع للتكنولوجيات الجديدة الأمر الذي قد يعيد التنافسية الحقيقية لتصميم وصناعة المقاتلات.
ومع ذلك فإن هذا النموذج يحمل مشكلات صارخة خاصة وأن برنامج ( NGAD) كان قيد التطوير النشط منذ عام 2014 الأمر الذي قد يؤدي إلى مشكلة كبيرة في التكلفة في ظل التخلي عن المقاتلة التقليدية الآن وما يفرضه من مراجعة للتصاميم لتبني تكاليف أقل وعمر تشغيلي أقصر وهو ما دفع وزير القوات الجوية فرانك كيندال لوصف نموذج روبر في 2022 بأنه "مكلف للغاية".
ورغم أنه من الواضح أن القوات الجوية تقترب من نموذج روبر إلا أنه يتعين عليها دراسة تكاليف تغيير متطلبات برنامج ( NGAD) الذي شهد بالفعل ما يزيد عن مليار دولار واستثمارات على مدى عدة سنوات.