السفير الأمريكي ببغداد: المليشيات تهاجم احتلالا لا وجود له
قال السفير الأمريكي في بغداد، ماثيو تولر، إن المليشيات العراقية تهاجم احتلالا لا وجود له، واتهمها بالضلوع في قتل نشطاء.
وأكد تولر أن المليشيات المسلحة التي تهاجم مصالح واشنطن في العراق هي ذاتها من تقف وراء قتل الناشطين، فيما أشار إلى تلك المجاميع المؤدلجة إيرانيا تستهدف "احتلالا"، ليس له أثر على أرض الواقع.
جاءت ذلك خلال تصريح للسفير الأمريكي إلى عدد من وسائل الإعلام، اليوم الإثنين، وتابعتها "العين الإخبارية".
ورأى تولر في بغداد أن "التدخلات الخارجية وانتشار الفساد لا يصبان بمصلحة العلاقات بين بغداد وواشنطن.
وبخصوص الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية في العراق، أفاد تولر بأن "المجاميع المسلحة تدعي أنها تقاتل الاحتلال الأمريكي وهذا الاحتلال غير موجود"، مؤكداً: "بالطبع أن لديهم اجندات سياسية خارجية طائفية والعراقيون يعرفون ذلك، أما نحن فنحتفظ بالدفاع عن النفس عند الضرورة، لكننا نتطلع إلى العمل الحكومي في ردع هذه المجاميع وإيقاف تلك الهجمات".
واستدرك بالقول: "ما يقاومونه هو فكرة وجود دولة ذات سيادة قوية وهذه ذكرت في الدستور، وما يقاومونه هو عراق يحكم على أساس القانون بعيداً عن الطائفية والعرقية"، لافتاً إلى أن "المجاميع المسلحة مسؤولة عن جرائم القتل والقمع للناشطين الذين يعبرون عن رؤيتهم بعراق ناجح".
وتابع: "واحدة من الحوارات بين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس جو بايدن في واشنطن كانت قضية الإفلات من العقاب"، موضحاً أن "الجانب العراقي، أكد أنه قادر على محاسبة المتسببين بالاغتيالات والقتل ومتسببي العنف ونحن نرحب بهذا القرار وندعمه".
وبشأن الجولة الاستراتيجية الأخيرة، أشار السفير، إلى أنه "بعد اتفاقية عام 2008 وبسبب الأحداث الداخلية التي وقعت بعد عام 2019 جعلتنا نعيد النظر وتقوية الأساس بين البلدين، ونشعر الآن أننا بحاجة إلى العودة إلى خارطة الاتفاق عام 2008 ونعتقد أن العلاقات ستكون بتقدم كبير بين البلدين".
وتضمنت الاتفاقية بحسب تولر، الاتفاق على الشراكة بين البلدين وتقوية العلاقات فيما بينهم"، مؤكداً أن "العراق بلد عظيم وله حدود استراتيجية مع جيران مهمين".
منوها إلى أن "القوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي بطلب ودعوة من بغداد عام 2014 بقيت هناك بطلب ودعوة من العراق".
وحول تواجد القوات الأمريكية في العراق، أوضح تولر أنه "خلال الحوار الاستراتيجي تمت مناقشة موضوع تواجد القوات وتم نقل هذا الملف إلى خبراء أمنيين لوضع خطط لحاجة التدريب والاستشارة في أمور المعلومات القتالية، والقوات العراقية هي وحدها القوات القتالية، مضيفاً أنه "بنهاية السنة الحالية لن تكون هناك حاجة لبقاء القوات الأمريكية".
وأوضح: "ذكرنا في البيان الختامي (للقاء الاستراتيجي) أننا سنقوم بتغيير وتشكيل القوات الأمريكية في العراق وهذا لا يعني مغادرتها، ولكن تحويل مهمها من قوات قتالية إلى مهمة استشارية تدريبية، وسيبقى جزء من القوات في العراق لتقديم الدعم الاستخباراتي وتدريب القوات العراقية وتقديم المشورة".
وحول قدرة القوات العراقية بمختلف صنوفها على قتال تنظيم داعش، ذكر تولر أنه "على مدى السنتين الماضيتين رأينا قدرة القوات الأمنية العراقية والبيشمركة على قتال داعش، وطيران القوة الجوية العراقي أيضاً قادر على متابعة تحركات داعش وأماكن تواجدهم"، موضحا: "نحن نساهم في تقديم المعلومات والتدريب للقوات العراقية وهي من تقوم بتنفيذها على أرض الواقع".
وحول مقر القنصلية الأمريكية في البصرة، قال تولر: "أغلقنا القنصلية في البصرة بسبب أمور متعلقة بالكلفة والأمور الأمنية، وقد تكون لدينا رؤية أخرى لإعادة العمل بها".
وحذّر من أن "بعض جيران العراق يعتبرون أن الدولة العراقية دولة ضعيفة، لذا يحاولون التدخل وفرض إرادتهم واجندتهم فيها"، مشيرا إلى أن "بعض المجاميع المسلحة التي تسمي نفسها مقاومة هي مؤدجلة وممولة من الجارة إيران".