انتقادات للجيش الأمريكي بعد السماح بتجنيد "المضطربين عقليا"
الجيش الأمريكي سيسمح للمجندين الذين لديهم تاريخ من حالات الصحة العقلية بطلب استثناءات للانضمام إلى الخدمة.
أثار قرار الجيش الأمريكي السماح للأشخاص الذين لديهم تاريخ من الاضطرابات العقلية بالسعي للحصول على استثناءات للتجنيد في الخدمة، انتقادات حادة على مستوى الحزبين؛ الجمهوري والديمقراطي.
وقال السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، إنه مستعد لتعليق التعيينات في مناصب وزارة الدفاع (بنتاجون) حتى يفسر الجيش تلك السياسة التي تدرس السماح بتجنيد من لديهم تاريخ من تشويه الذات والهوس الاكتئابي وتعاطي المخدرات والكحول.
- الجيش الأمريكي يفتح باب التجنيد أمام المضطربين عقليا
- النواب الأمريكي يوافق على زيادة الإنفاق الدفاعي ويفشل بتوفير التمويل
وقام ماكين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا، بتعطيل ترشيح المرشح لمنصب المستشار العام للجيش جيمس ماكفرسون، قائلا إنه وأعضاء اللجنة قد علموا عن تغيير السياسة في تقرير نشرته، الإثنين الماضي، صحيفة "يو إس إيه توداي".
وقال ماكين: "إذا استطلعتم آراء هذه اللجنة الآن، أشك في أنكم ستجدون أحدا سيوافق على هذه الممارسة التي نعلم حاليا بأمرها من قراءة الصحيفة اليومية".
وانتقد ماكين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبنتاجون؛ لأنهما أخفقا في إطلاع الكونجرس على أعمالهما.
من جانبه، قال السيناتور جاك ريد، وهو عضو ديمقراطي رفيع المستوى في اللجنة، عن ولاية رود آيلاند، إنه يتفق مع مخاوف ماكين.
وأضاف: "لا يمكننا التضحية بالجودة على حساب الكمية، بكل بساطة. وعلينا أن نفعلهما معا، وعلينا أن نعمل معا لتحقيق ذلك".
وقال ماكين: "إنها مشكلة، بصراحة، تواجهها هذه اللجنة مع هذه الإدارة. كان يجب إطلاعنا على ذلك الأمر قبل أن يظهر في تقرير صحيفة يو إس إيه توداي".
وأظهر تقرير، نشرته الصحيفة، الإثنين، استنادا إلى وثائق الجيش الداخلية، أن الجيش ألغى في أغسطس/آب السياسة التي منعت الأشخاص الذين يعانون مشكلات الصحة العقلية، بما في ذلك "تشويه الذات" من طلب استثناءات للالتحاق بالجيش، وعبء الإثبات على مقدم الطلب لتوفير "حالة واضحة وجدارة" للتنازل، وفقا لإحدى الوثائق.
في المقابل، اعترف الجيش في بيان للصحيفة أن حظر الاستثناءات قد "ألغي" في أغسطس/آب استنادا في الأساس على تحسين فرص الوصول إلى السجلات الطبية للمتقدمين، وكان الحظر المفروض على الإعفاءات قائما منذ عام 2009 عندما بدأ العمل به خلال ارتفاع حالات الانتحار بين أفراد الخدمة.
غير أن الجيش رفض الإفصاح عما إذا كان أصدر أية إعفاءات منذ أغسطس/آب، الأمر الذي أغضب ماكين ودفعه إلى التهديد بوقف تأكيدات مجلس الشيوخ لنقاط رئيسية في البنتاجون، وتعهد بمتابعة التشريعات لمنع الجيش من السماح بالتنازل.
ويأتي قرار فتح التجنيد هذه المرة أمام من يعانون أمراضا عقلية، في الوقت الذي تواجه فيه الخدمة العسكرية هدفا صعبا بتجنيد 80 ألف جندي جديد حتى سبتمبر/أيلول 2018.
والعام الماضي، ومن أجل تحقيق هدف تجنيد 69 ألفا، قبل الجيش مزيدا من المجندين الذين حققوا معدلات متدنية في اختبارات الكفاءة، ورفع عدد الإعفاءات الممنوحة لمتعاطي الماريجوانا، وقدم مئات ملايين الدولارات من العلاوات.
وقال المتحدث باسم الجيش، العقيد راندي تايلور، في بيان، إن توسيع إعفاءات الصحة العقلية ممكن جزئيا؛ لأن الجيش يمكنه الآن الحصول على مزيد من المعلومات الطبية عن كل مجند محتمل.