بعد 73 عاما.. وثائق تحل لغزا يابانيا من الحرب العالمية الثانية
حتى وقت قريب، كان موقع رفات رئيس الوزراء الياباني السابق هيديكي توجو، الذي أُعدم خلال الحرب العالمية الثانية، لغزا كبيرا.
لكن أكاديميا يابانيا كشف عن وثائق عسكرية أمريكية رفعت عنها السرية مؤخرا، ويبدو أنها تحمل إجابة للغز رفات رئيس الوزراء الياباني، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".
وتُظهر الوثائق أن رماد توجو، أحد العقول المدبرة لهجوم بيرل هاربور الذي استهدف السواحل الأمريكية، بُعثر من طائرة عسكرية أمريكية فوق المحيط الهادئ على بعد حوالي 50 كيلومترًا شرق يوكوهاما، ثاني أكبر مدينة في اليابان، جنوب طوكيو.
ووفقا للوثائق، كانت المهمة يخيم عليها التوتر وسرية للغاية، حيث اتخذ المسؤولون الأمريكيون على ما يبدو خطوات متطرفة تهدف إلى الحفاظ على رفات توجو، وستة آخرين أعدموا معه، بعيدًا عن القوميين المتطرفين الذين يتطلعون إلى تمجيدهم كشهداء.
وجرى شنق المسؤولين اليابانيين السبعة بتهمة ارتكاب جرائم حرب قبل عيد الميلاد عام 1948 مباشرة، بعد ثلاث سنوات من هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.
وتشير أسوشيتد برس إلى أن الأستاذ بجامعة نيهون، هيرواكي تاكازاوا، نشر بعد سنوات قضاها في التحقق من التفاصيل وتقييم أهمية ما وجده، أدلة على موقع الرفات الأسبوع الماضي.
واطلع تاكازاوا على وثائق الأرشيف الوطني الأمريكي في واشنطن التي رفع عنها السرية عام 2018. ويُعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن الوثائق الرسمية التي تظهر التعامل مع رفات مجرمي الحرب السبعة اليابانيين، وفقًا للمعهد الوطني الياباني للدراسات الدفاعية والمركز الياباني للتسجيلات التاريخية الآسيوية.
وأبدى هيديتوشي توجو، حفيد رئيس الوزراء الراحل، لوكالة أسوشيتيد برس إن غياب الرفات مثٌل إهانة للعائلات الثكلى، لكنه يشعر بالارتياح عندما ظهرت المعلومات.
وكان توجو وستة آخرون أعدموا شنقا، بعد محاكمتهم ضمن 28 زعيمًا يابانيًا بتهمة ارتكاب جرائم حرب في المحكمة العسكرية الدولية للشرق الأقصى بين عامي 1946-1948.
في إحدى الوثائق التي تم الكشف عنها حديثًا، المؤرخة بتاريخ 23 ديسمبر/ كانون الأول 1948 وتحمل طابعًا "سري"، كتب الرائد بالجيش الأمريكي لوثر فريرسون: "أشهد أنني استلمت الرفات، وأشرفت على حرق الجثث، وقمت شخصيًا بنثر رماد مجرمي حرب في البحر من طائرة ارتباط تابعة للجيش الثامن".
وقال تاكازاوا إن المسؤولين الأمريكيين كانوا حريصين للغاية على عدم ترك ذرة واحدة من الرماد وراءهم، لمنعها على ما يبدو من السرقة من قبل القوميين المتطرفين في اليابان.
وأضاف فريرسون: "تم اتخاذ احتياطات خاصة لعدم ترك حتى أدق الجسيمات المتبقية من الرفات".